الهجمة الارهابية الواسعة التي تكشفت معالمها في الايام الماضية بعد تفجيري برج البراجنة ونجاح الاجهزة الامنية بتوقيف الشبكة الارهابية التي اعدت لهذين التفجيرين وشبكات اخرى كانت تعد لتفجيرات في مناطق لبنانية مختلفة طرحت العديد من الاسئلة حول هذه «الهبة» من قبل تنظيم «داعش» الارهابي وغيره من هذه التنظيمات بعد سنة ونصف تقريباً على عجز الارهاب عن استهداف اي من المناطق اللبنانية.
وتعيد مصادر امنية لبنانية تراجع الاعمال الارهابية خلال الفترة الماضية الى عوامل مختلفة من اهمها:
- العامل الاول: تمكن الجيش والاجهزة الامنية من توقيف وتفكيك عشرات المجموعات الارهابية في عدد من المناطق اللبنانية خاصة في شمال لبنان بعد العملية الواسعة التي كان نفذها الجيش في عدد من احياء طرابلس.
- العامل الثاني: العمليات العسكرية التي قام بها حزب الله على الجانب السوري من الحدود مع لبنان والتي ادت الى ابعاد التنظيمات الارهابية عن المناطق المتاخمة لحدود لبنان ما ادى الى اقفال كل المعابر التي كانت المجموعات الارهابية تتنقل عبرها لادخال السيارات المفخخة والارهابيين الى لبنان، بالاضافة الى تكبيد هذه التنظيمات خسائر كبيرة بالعناصر والسلاح.
- العامل الثالث: الاجراءات الامنية التي اتخذت في غير منطقة خاصة على تخوم الضاحية الجنوبية، كونها كانت المستهدف الاول من قبل المجموعات الارهابية.
تقول المصادر ان هذه العوامل الثلاثة ادت الى تراجع كبير في قدرة الارهابيين على القيام بعمليات تخريب وقتل بحق الابرياء، وحتى بحق دوريات الجيش او من كانت تخطط هذه المجموعات لاستهدافهم. وتضيف ان كل هذه الضربات التي تلقتها التنظيمات الارهابية جعلتها عاجزة عن التحرك بحرية بعكس الفترة التي سبقت هذه الضربات حيث تمكنت قبل ذلك من اختراق بعض المناطق بعدد من السيارات المفخخة وبخاصة الضاحية الجنوبية ومحيط السفارة الايرانية، وبعد هذه الضربات اتخذ القرار من قبل الرؤوس الارهابية بعدم تحريك الخلايا وتركها نائمة للحظة المناسبة.
لذلك فالسؤال الآخر، ما هي المعطيات حول ما يمكن ان تؤول اليه تحركات المجموعات الارهابية في المرحلة القريبة؟
وفق معلومات المصادر الامنية فان المجموعات الارهابية ستسعى الى مزيد من التخريب والعمليات الاجرامية انطلاقاً من اكثر من معطى لبناني واقليمي، تحدد المصادر بعضها وفق الاتي:
- ان تكثيف الضربات الدولية ضد هذه التنظيمات وفي المقدمة تنظيم «داعش» سيدفع بها الى محاولة توسيع اعمالها الارهابية في اي منطقة من العالم قد تستطيع الوصول اليها، ولذلك فلبنان يبقى هدفاً اساسياً لـ«داعش».
2- بقاء بعض المناطق التي تستطيع الخلايا الارهابية النائمة التحرك فيها «بشيء من الحرية» سواء في جرود عرسال والبقاع ورأس بعلبك، وفي بعض المخيمات الفلسطينية او مخيمات النازحين السوريين بالاضافة الى مناطق اخرى تقطنها اكثرية لبنانية بعضها ينتمي الى تنظيمات متشددة او على الاقل تشكل غطاء لبعض المجموعات الارهابية.
ولهذا تقول مصادر امنية حزبية ان قطع رأس الارهاب الى الحدود القصوى داخل الساحة اللبنانية، يتطلب اولاً وقبل اي شيء آخر، قيام الحكومة اللبنانية بتغطية سياسية كاملة للجيش اللبناني لكي يعيد عرسال وجرودها وجرود البقاع ورأس بعلبك الى السيادة اللبنانية، وهو الامر الذي يحتاج الى اجراءات عملية من قبل القوى السياسية المشاركة في الحكومة، تبدأ اولاً باعطاء الغطاء السياسي للجيش للقيام بعملية عسكرية لتطهير هذه المناطق، وثانيا عبر التواصل مع الجيش السوري او في الحد الادنى التنسيق مع الجانب الروسي لدعم العملية العسكرية المذكورة بغطاء من القصف الجوي ضد مواقع الارهابيين هناك.
لكن المصادر لاحظت ان بعض القوى المشاركة في الحكومة وتحديداً اطراف 14 اذار ومعهم النائب وليد جنبلاط ووزراء الرئيس السابق ميشال سليمان ليسوا في وارد اعطاء الجيش هذا الغطاء السياسي، على الاقل بانتظار الضوء الأخضر الاميركي، في حين ان الاميركي لا يبدو انه مستعجل لانهاء سيطرة «جبهة النصرة» و«داعش» على هذه المناطق من لبنان، بانتظار ما ستؤول اليه التسوية في سوريا.
لذلك ترى المصادر انه رغم نجاح الاجهزة الامنية بالكشف سريعاً عن المجموعات التي خططت ونفذت لانفجاري برج البراجنة وغيرهما من الشبكات، الا ان سيف العمليات الارهابية سيظل قائماً طالما لم تحسم الحكومة امرها بتطهير المناطق المحتلة من الارهابيين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News