"ليبانون ديبايت" - ليندا فايز التنوري:
لم يعد الشرق الأوسط مكانا صالحا للسكن. مأساة المسيحيين في هذا الشرق تضاف لمأساة السريان والاشوريين والأقباط وجميع الأقليات. أوضاع من هاجروا أفضل بكثير من أوضاع من بقوا في أرضهم. عذاباتهم أقل. محظوظون لأنهم ألقوا بأنفسهم في حضن دول لها حدود ومؤسسات وتعيش في ظل القانون.
يغتال الموت البطيء هذا الشرق من الوريد الى الوريد.سقطت تجربة التعايش داخل الخرائط وبينها.بات الآخر المختلف يشكل تهديدا حقيقيا.عدد المسيحيين آخذ في الإنخفاض.هاجروا.قل عددهم.انقسموا.امعنوا في الانقسام.تشتت قواهم.المسيحيون تبخروا.
أصل هذا الشرق.مواطنون أصلاء في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان. إعتداءات على كنائس المسيحيين وبيوتهم.ثمة خطر وجودي يهدد مسيحي الشرق ويلقي بظلاله على أقرانهم اللبنانيين. العرف الدستوري أنصفهم في لبنان.رئيس الجمهورية لبناني مسيحي بحكم عرف دستوري.رجلان في لبنان يتحملان وزر ضعف "مضاف"في الصف المسيحي اللبناني.
المسيحيون في الشرق اصبحوا أقلية مستهدفة.اضعافهم وتدميرهم ممنهج.المحاولات شرسة لتفتيت وحدة الكيانات وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
المؤامرة كبيرة.تتقاطع فيها المصالح. مزنرو متفجرات داعش واخواته.مروجو الكراهية والدعوات الى الغاء الاخر.رغبة اسرائيل في انشاء دولة دينية في المنطقة لتبرر وجود كيانها المصطنع القائم على خرافات دينية(من هنا اصرار نتنياهو الاعتراف بيهودية اسرائيل).حاجة الدول الغربية ليد عاملة رخيصة وخاضعة تستطيع انتذوب في المجتمع الغربي.
هجرة المسيحيين من الشرق أبعد وأكبر من عبور بحر بجواز سفر.هذه ليست نكبة مسيحيين وأقليات.انها نكبة أمة بكاملها.انها لعبة كبرى.لعبة الإخلال بتوازنات تاريخية في الشرق الأوسط.
متى يرجع المسيحي؟ الى اين سيرجع؟ الى أي شرق؟
ليت لنا ان ندحض حجج المسيحيين للمغادرة وان نثبت ضلوعهم في اليأس من الشرق عن سابق تصور وتصميم.
لكن..لسنا في نهايات اللعبة..
رغم زينة الميلاد ليس لبغداد وبيروت ودمشق والقدس أن تضيء وتشارك في الورشة الإنسانية الكبرى بغياب المسيحي.الأقلية المختلفة النهضوية الخلاقة.
انه يوم عيد.ميلاد السيد المسيح.أمزق في ذهني الخرائط .العن السياسة وأهلها وأعود الى الصورة المعلقة للمسيحية في ذاكرتي.جدي ابو نقولا وحلوى العيد.الرجل التسعيني الذي وكأنه جاء من خزائن الشرق العتيقة.الذي لم يستطع أي شيء ان يسكب اليأس في صحنه...فكرة تجعلني اراوغ اليأس واتأمل..مازال شرقنا بخير.لا تسامحهم يا ابت انهم يدرون ماذا يفعلون..
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News