عرف الفنان الفلامندي بابداعاته الفنية ولوحاته الضخمة الاسطورية، ويبدو أنه كان يؤدي دورًا مختلفًا على صعيد الدبلوماسية والعلاقات بين القوى الكبرى في زمانه.
لم يمر الفنان بيير بول روبنز (1577 - 1640) بالظروف التي مر بها اغلب الفنانين في العالم في ذلك العصر ممن كانوا يفعلون المستحيل طوال حياتهم للحصول على بعض المال أو الشهرة.
فهذا الفنان الذي اشتهر بلوحاته الضخمة وباعمال دينية اسطورية موزعة في مناطق عديدة من اوروبا، كان قد حقق شهرة واسعة وكان الجميع يعترف بفنه خلال فترة حياته وليس بعد مماته كما يحدث مع العديد من الرسامين.
ويبدو أن روبنز كان له جانب آخر غير فنه إذ عرف ايضا ببراعته في ادارة الأحاديث والحوارات وكان يستخدم هذه القدرة اضافة إلى فنه وشهرته للتقريب بين السياسيين وفتح الطريق أمام العلاقات الدبلوماسية بين دول لاسيما مملكة اسبانيا والإمارات البروتستانتية في شمال أوروبا.
عميل سري
احدث دراسة عن روبنز نشرتها مجلة لوفيف الرقمية البلجيكية وتحمل عنوان "روبنز كان عميلا سريا".
وتشرح الكاتبة ماري سيسي روايان في دراستها العديد من النشاطات الدبلوماسية التي شارك فيها هذا الرسام والتي تطرحها بمنظور جديد يكشف عن ان روبنز كان وسيطا بين القوى الكبرى في زمانه.
وتذكر الكاتبة إن حياة روبنز السياسية بدأت خلال هدنة الاثني عشر عاما بين 1609 و 1621 وكان هدفها انهاء حرب بين الاقاليم المتحدة البروتستانتية في شمال اوروبا وهي مقاطعات في هولندا من جهة واسبانيا الكاثوليكية من جهة اخرى.
ويبدو ان الفنان استعان ايضا بأسرته في هذا المجال وتشير الكاتبة الى انه كان دقيقا في عمله وحريصا جدا وكان يكتب رسائله بلغة مشفرة.
دخل ثابت
من الواضح ان جهود الفنان الدبلوماسية اتت اكلها اذ ما لبث ان اصبح الحلقة الضرورية في العلاقات بين الاقاليم المتحدة واسبانيا.
وكانت الارشدوقة ايزابيل، الممثلة الرسمية لملك اسبانيا في هولندا قد نجحت في تخصيص مرتب ثابت له كان يتسلمه كل شهر.
وبعد الهدنة ظل روبنز يتردد على البلاطات الاوروبية حيث كان ينفذ مهاما من اجل العلاقات الجيدة والسلام.
وتكشف الدراسة عن رسالة يعود تاريخها الى عام 1625 وجهها روبنز الى ابن عمه يان برانت الذي كان يساعده في هذه النشاطات السرية. روبنز أثنى على قريبه لجهوده في هذا النشاط السري وكتب يقول "حانت اللحظة كي يبذل شخص وطني كل الجهود الممكنة من اجل تحقيق المصلحة العامة التي عملنا طويلا من اجلها. واتمنى الا تذهب جهودنا سدى".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News