اعتاد تيار المستقبل ان يكون بعيدا عن شارعه حتى في احلك الظروف، ففي الوقت الذي ظن فيه جمهور التيار الازرق ان طاولة الحوار انتهت الى غير رجعة اثر اعدام الشيخ نمر النمر وما تبعه من سجال سعودي ـ ايراني، فوجيء هذا الجمهور المتشنج في طرابلس اول من امس بانعقاد اول جلسة في العام الجديد.
بحسب اوساط طرابلسية ان الحالة الحريرية في كل لبنان تعيش حالة ركود اضافة الى انكفاء ملحوظ لهذه الحالة بشكل تدريجي، ويمكن القول ان في كل صفعة تصفعها قيادة التيار لانصارها تتقلص هذه الحالة شيئا فشيئا، معتبرة ان الحل الوحيد هو بالحفاظ على ما تبقى من انصار للحريري بعودة الرئيس سعد الحريري من مغتربه الاختياري والاستقرار بشكل ثابت في بيت الوسط.
وترى مصادر مقربة من تيار المستقبل ان الخشية من ممارسات قيادة التيار كثيرة وبات الجميع يدرك ان هذه القيادة مصلحتها فوق كل اعتبار، بدءا من تنفيذ الخطة الامنية والتي دفع ثمنها كل من حمل السلاح دفاعا عن مواقف تيار المستقبل السياسية، لكن ان تتخلى هذه القيادة عن مواقف اطلقتها قبل ساعات من انعقاد من طاولة الحوار فهذا مؤشر ينبئ بمدى تراجع هذه القيادة في قراءتها للآفاق السياسية، فهم يشتمون ويتلقون الرد من قيادات حزب الله ثم يردون على الرد بشتائم اخرى ثم يشاركون في طاولة الحوار وكأن شيئا لم يكن. علما ان لحظة مشاركة اعضاء كتلة المستقبل في هذا الحوار كان ما تبقى من شارع الحريري يشعر بالاحباط نتيجة تقديم المزيد من التنازلات ـ حسب رأي احد المقربين من التيار الازرق - لارضاء حزب الله. وبرأي متابعين انه طالما التيار الازرق ملزم بحضور جلسات طاولة الحوار ولا يستطيع ان يرفض لماذا يطلقون الاتهامات يمينا وشمالا ويفتحون جبهات حرب كلامية حتى يظن الشارع الحريري ان قيادة تياره قررت اخيرا اعلان الانتفاضة وعدم السكوت والتهاون امام من يفكر ان يرفع اصبعه في وجههم ـ حسب قولهم - لكن هذا الشعور سرعان ما يتبدد ويتلاشى وكأن شيئا لم يكن فور الاعلان عن بدء طاولة الحوار.
وتتابع الاوساط ان اكثر المواقف التي تزعج الشارع الحريري هو البيان الذي يخرج عن طاولة الحوار والذي يؤكد فيه الطرفان على الالتزام بالتهدئة وعدم الانجرار الى اي مواقف فتنوية، بل حتى ان المتحاورين اتفقا على تجاوز كل الخطابات المتشنجة وكأن شيئا لم يحدث، لكن ما يحدث فور انتهاء طاولة الحوار هو العودة الى بداية المعركة بل ان حالة التشنج تزداد وترتفع وحفلة الاتهامات تعود الى الواجهة من جديد عبر وسائل الاعلام والخطابات حيث يتاح لهم اطلاق الصراخ والتهويل فلا يوفرونهما.
ترى الاوساط ايضا ان اهالي مدينة طرابلس يشعرون بخوف وقلق شديد من فقدان الامن في مدينتهم بسبب التجاذبات السياسية التي لم تنته بعد بل انتهت حيث يريدون وتعتبر ان التطمينات التي خرجت من بيان طاولة الحوار لا تطمئن ابدا خصوصا ان المواقف المتشنجة والانفعالية مستمرة وهذه الحالة التي يمر بها لبنان تشبه الى حد بعيد الحقبة قبيل اسقاط حكومة الحريري ثم شهد لبنان عدة توترات امنية كان اشدها عنفا في مدينة طرابلس، لذلك بدا الاحباط في الشارع الطرابلسي من ارتفاع حدة الخطابات في الفترة الاخيرة وما يمكن ان ينتج عنها في الايام القادمة. خصوصا ان مدينة طرابلس هي الارض الخصبة لكل المعارك السياسية، فهل يدرك شباب طرابلس ممن تورطوا ومن سيتورطون لاحقا ان كل معاركه كانت تدار وستدار من اجل تحقيق مكاسب سياسية للتيارات السياسية فقط، وان مصيره لن يكون بعيدا عمن سبقه الى السجن او لاقى حتفه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News