مختارات

الاثنين 18 كانون الثاني 2016 - 06:55 الديار

مغدوشة وتغيير الواقع الديموغرافي

placeholder

عادت الى الظهور... قضية شراء العقارات في القرى المسيحية في منطقة صيدا، بعدما نشطت عمليات شراء على نظاق واسع في عدد من القرى والبلدات، الامر الذي اثار فاعليات ومرجعيات مسيحية، حذرت من ضرب اسس العيش المشترك، وواحدة من هذه البلدات، هي بلدة مغدوشة التي تحمل الكثير من الميزات الدينية، حيث يحلو للبعض ان يصفها بـ «عاصمة المريميين»، التي تعج بالحجاج الذين يزورون الموقع من مختلف المناطق اللبنانية، طوال ايام الشهر المريمي، اضافة الى جمهور واسع من المؤمنين المسيحيين من خارج لبنان، وهي امتازت عن غيرها بانها بلدة مزار السيد العذراء، ومغارة سيدة المنطرة التي تقول عنها الروايات الكنسية والشعبية، انه المقام الديني الذي انتظرت فيه السيدة مريم ابنها السيد يسوع المسيح، وعلى مقربة منه اقيمت بازيليك السيدة.

وتقول اوساط متابعة لحركة بيع وشراء العقارات، ان اولى عمليات بيع عقارات في القرى المسيحية، بدأت في منطقة شرق صيدا، يوم كانت المحاور العسكرية في عين المير ـ كفرفالوس تفصل المنطقة عن منطقة جزين، وتصاعدت مع تحرير المنطقة من الميليشيات التي تعاملت مع الاحتلال وزوال الاحتلال عن منطقة جزين، حيث عاشت معظم العائلات المسيحية ضائقة مادية، دفعتها الى بيع اجزاء من اراضيها، لشركات عقارية تعمل في صيدا، وتشير الى ان هذه الشركات راحت تبني مجمعات سكنية في اطراف البلدات، حتى تحول عدد المقيمين في احد المجمعات السكنية يتجاوز عدد السكان الاصليين، وامام تنامي حركة بيع العقارات بصورة غير مدروسة، سارعت بلديات عدد من القرى الى اتخاذ الاجراءات التي تؤدي الى رفع نسب الاستثمار في العقارات، كعائق وُضع امام العاملين في القطاع العقاري وبناء المجمعات السكنية التجارية، ونجح الامر في قرى وبلدات، ولم ينجح في قرة وبلدات اخرى.

قبل ايام، تجمع العشرات من اهالي مغدوشة وقالوا ما يرونه مصلحة لهم وللبلدة «ما تبيع ذهب لتشتري تنك... ومن باع ارضه... باع عرضه»، اعتراضا على عمليات بيع عقارات من البلدة، قريبة من مزار سيدة المنطرة، كي لا تلتهمها المجمعات السكنية او التجارية وتطمس معالم المقامات الدينية فيها، الامر الذي سيغير من صورة البلدة التاريخية والدينية، ويتحدث احد الناشطين لوقف ما يجري من بيع للعقارات في البلدة، عن ان اكثر من مئة عقار تم بيعها لاشخاص من خارج البلدة، ويقول... هناك خوف حقيقي من ان تتحول قريتنا الوادعة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 8 آلاف نسمة الى مدينة مكتظة، كما يحصل في العديد من قرى وبلدات المنطقة، بفعل زحف المجمعات السكنية اليها، ويكشف ان عددا من كبار رجال الاعمال والمتمولين الذين يعلمون في الخارج، كلفوا سماسرة لشراء اراض في مغدوشة وغيرها، ويقدمون مغريات مالية، وهمنا ان لا تخسر البلدة في الجغرافيا والديموغرافيا. ويذكّر بان الاهالي هنا، سبق لهم ان تحركوا، وبمباركة مرجعيات دينية في الكنيسة اكدت في كل مرة حرصها على الحفاظ على العيش المشترك بين القرى، والحفاظ على بيئة البلدات وتقاليدها وعاداتها، خاصة وان مغدوشة هي بلدة للصلاة والتأمل، نظرا لوجود العديد من المقامات الدينية على ارضها، ويكشف ان هناك تحركا سيجري على خط التنظيم المدني، بهدف تقييد حركة بيع العقارات في البلدة على ان تلعب البلدية دورا في ذلك.


فيما يؤكد احد المنظمين للتحركات المعارضة لبيع العقارات في البلدة فادي صافي على ضرورة محاصرة عمليات البيع ووقفها، مع حرصهم على الابتعاد عن العوامل الطائفية او المذهبية، ويقول احدهم.. نحرص على ان لا تكون اراضي مغدوشة لغير ابنائها جراء عروض مغرية تأتي من هناك او هنالك، ونحن نقوم بحملة توعية على خطورة ما يجري، سيما وان الخرائط اظهرت ان نسبة بيع العقارات في البلدة تجاوزت الـ 14 بالمئة من مجمل مساحتها، لافتا الى ان معظم اصحاب العقارات التي تم شراؤها لم يبيعوا تحت وطأة الحاجة، لان معظمهم ميسورون. لقد اكدت التجارب ان الالتزام بالقوانين، مهما كانت نتيجة هذه الالتزام، لم يعد كافيا للحفاظ على خصوصيات القرى، والمطلوب الحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين، ولو تطلب الامر تجاوز القانون الذي يجيز عمليات بيع وشراء الاراضي.

ـ عبرا مربع امني ـ
تعتبر بلدة عبرا القريبة من مدينة صيدا، اول بلدة مسيحية «غزتها» الاستثمارات العقارية الواسعة التي وفدت من خارجها، اعتبارا من تسعينيات القرن الماضي، واحدث ذلك تغييرا ديموغرافيا كبيرا، وانحسر الوجود المسيحي فيها في البلدة القديمة، بعد ان تحولت بساتين الزيتون الى مجمعات سكنية كبيرة... غابت عنها الكنائس فيما حضرت المساجد بقوة، وانتشرت في معظم الاحياء، وكان من بينها «مسجد بلال بن رباح» الذي حوّله احمد الاسير الى مربع امني، اطلق منه «ثورته السلمية» على الجيش اللبناني، بهجوم مسلح ومراكز على حواجز الجيش، في معركة استمرت يومين واستشهد عدد كبير من ضباط وجنود الجيش اللبناني.

ـ ... ولبعا مصيف الاسير ـ

لبعا..البلدة الجزينية التي اختارها احمد الاسير لتكون مقره الصيفي، حيث اشترى فيللا على اعلى تل فيها يشرف على البلدة والبلدات الاخرى، وقد احدث وجود الاسير في البلدة ارباكا وقلقا من ان تنتشر «عدوى» المجموعات الارهابية التابعة للاسير اليها، كما حصل في بلدة عبرا، وكان ان بادر عضو المجلس التنفيذي في المؤسسة المارونية للانتشار فادي رومانوس الى شراء الفيللا والارض المحيطة بها، ورفع على المنزل صليبا كبيرا.

ـ انقلاب ديموغرافي مستور ـ
في بلدات البرامية والهلالية وعبرا ومجدليون، بات المسيحيون من سكان هذه القرى والبلدات اقلية، بالنظر الى عمليات الاسكان التي جرت عليها، بعد عمليات بيع وشراء لاراضيها التي اقيمت عليها مشاريع اسكانية، وقد احدث الامر ما يشبه «الانقلاب» الديموغرافي، ولو سهلت السلطات المختصة ومنها وزارة الداخلية، طلبات نقل النفوس لكانت مجالس البلديات في هذه القرى منتخبة من الاغلبية المسلمة، والمثال الصارخ على هذه الحقيقة، ان عدد الذين ينتخبون بلدية الهلالية لا يتجاوز الـ 200 شخص، فيما يقيم فيها اكثر من 10 آلاف.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة