أمن وقضاء

placeholder

ستيفاني جرجس

ليبانون ديبايت
السبت 23 كانون الثاني 2016 - 12:30 ليبانون ديبايت
placeholder

ستيفاني جرجس

ليبانون ديبايت

"البنزكسول" في الحمص والورق عنب و"زوم الكلسات" في سجن رومية

"البنزكسول" في الحمص والورق عنب و"زوم الكلسات" في سجن رومية

خاص "ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

منذ أشهر، والهدوء الحذر يُخيم خلف اسوار سجن رومية المركزي حتى اصبح بعيداً عن دائرة الأضواء اليومية بعد ان احتلّ صدارة الاهتمامات اعلامياً وكان محوراً اساسياً لترقبات الجميع نتيجة الأحداث الأخيرة الدامية التي شهدها وتعاطت معها القوى الامنية بيد من حديد.

ولكن من المفارقات والملاحظات المسجلة التي يغيب عنها الاعلام وبعض المعنيين ان ما يجري منذ فترة زمنية لا يستهان بها خلف قضبان الزنزانات والاروقة المخفية جعل من سجن رومية عنواناً صارخاً لتجارة المخدرات أكثر من اي وقت مضى بالرغم من تضييق الخناق على التجار والمروجين وكشف معظم الثغرات الموجودة.

القصة ليست هنا، انما في الطريقة التي ابتكرها التجار والمروجين في ادخال الحبوب المخدرة والمهلوسة الى السجن، فبعد متابعة القضية والتقصي عنها، تمكن "ليبانون ديبايت" من معرفة الاوضاع المستحدثة والتعديلات والتحسينات القائمة على ارض الواقع بتفاصيلها ونفنّدها على الشكل الآتي:

"بنزكسول" المعروف بالـ "B"، يتم افراغ محتوى الكبسولة بأصناف من الطعام كالحمص وورق العنب وغيرها من الاصناف التي تؤكل غالباً باردة.
وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" يُباع لاحقاً مقدار فنجان قهوة من الحمص الممزوج بالنزكسول او بمواد ممنوعة مماثلة لشركاء الزنزانة بقيمة 10 $ ليرتفع السعر تباعاً وفق الكمية المطلوبة.

من الحمص و"ورق العريش" الى الجوارب والمناشف!

الحديث هنا عن عمليات طحن لـ"الترامال" ,"الكبتاغون" وافراغ كبسولات من "البنزكسول" وغيرها من الممنوعات في المرحلة الاولى، ليتم تذويبها بشكل كامل بواسطة المياه ثم نقع الجوارب او المناشف بالمحلول المستخرج من هذا المزيج ليحين وقت تجفيف القطع ذات الحجم الصغير من المياه اما عبر السشوار او الشمس.
وبحسب المعلومات، يتم ادخال كل من "الترامال، البنزكسول، ريفوتريل والـ "إكس تي سي" الى التجار والمروجين في رومية ضمن حاجياتهم الشخصية التي تصلهم عبر اقاربهم وعملائهم خارج السجن.

بعد تجفيف القطع يعمد التاجر الى وضعها داخل كوب او قارورة ونقعها مجدداً بمشروب غازي يحتوي على مادة "الأسيد" التي تساعد في تحليل مادة البودرة وامتزاجها بشكل تام لمدة 24 ساعة، وبعد مرور الوقت المرجو يباع المشروب الممزوج بتلك المواد بأسعار متفاوتة احياناً تصل أحياناً الى 100$ وما فوق.

كل هذه المعطيات جاءت على وقع معلومات اخرى اكيدة ترددت في الآونة الاخيرة عن منع زوار رومية منعاً تاماً من ادخال الاطعمة على انواعها الى ذويهم من جهة، ومنع السجناء من وضع القبعات واردتاء الالبسة ذات الالوان الداكنة كالـ "كحلي، بني والاسود" فضلاً عن الثياب الشبيهة بالوانها للزي العسكري من جهة اخرى وذلك منعاً لوقوع أي التباس في حال وقعت انتفاضة مفاجئة.

صحيح ان القوى الامنية اكتشفت حيلة المأكولات الممزوجة بالمخدرات وتصدت لها عبر قرار حاسم منعت بموجبه ادخال المأكولات لاي كان، لتبقى حاجيات النزلاء الشخصية والالبسة التي يرتدونها ويستحصلون عليها من ذويهم هي الثغرة الاخطر والاصعب كون الحكومة لم تتخذ حتى الساعة قرارها بتوحيد الزي الخاص بنزلاء السجون أسوة بالدول المتقدمة وفتح ابواب المناقصات امام الشركات .

اذا، تلك هي حال شركاء الزنزانات حيث آلاف الحبوب المخدرة تملأ جيوبهم، فتجارة الهلوسة خلف القضبان لن تمحّى على الرغم من الخطوات والتدابير المتّخذة التي يتحدث عنها المعنيون والتي تشير الى أن نسبة ادخال المخدرات تدنت من 50 الى 60 % بعد ان تم اكتشاف معظم طرق ادخالها.

وعليه، الشيء الوحيد المؤكد هو ان شوكة سجناء رومية لن تكُسر بسهولة، فهذا الحلم ما زال بعيد المنال، طالما الدولة غائبة خارج اسوار السجن وغائبة داخله أيضاً!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة