اقليمي ودولي

placeholder

القبس
الثلاثاء 26 كانون الثاني 2016 - 09:05 القبس
placeholder

القبس

بعد أن خذلتها أوروبا.. هل تواجه تونس انتفاضة خبز جديدة؟

بعد أن خذلتها أوروبا.. هل تواجه تونس انتفاضة خبز جديدة؟

قال أستاذ تاريخ المغرب المعاصر في جامعة السوربون، البروفيسور بيير فيرميران، إن الأحداث التي شهدتها تونس خلال الايام القليلة الماضية، والتي وقعت في المناطق الداخلية المحرومة، التي ترتفع فيها نسبة العاطلين من ذوي الشهادات، ذكّرت التونسيين بانتفاضة الخبز التي عاشتها بلادهم في عام 1984.

وأضاف فيرميران، "رغم الثورة التي اندلعت قبل 5 سنوات، لم تستدرك السلطات شيئاً، وعلى الرغم من وجود جمعيات غير حكومية تحاول استقطاب الشباب، فإن الكثير منهم محرومون، ولا سبيل امامهم سوى الهجرة او الالتحاق بالجهاديين، في ظل غياب اي تكفل او تمثيل لهم «لذلك يعتقد فيرميران أن التظاهرات الاخيرة لم تكن مفاجئة أبداً لا داخلياً ولا خارجياً".

ووفق فيرميران، فإن الاحتجاجات لم تمس جنوب تونس، الذي يعد معقل حزب النهضة بسبب النشاط التجاري مع ليبيا، مما سمح لابناء هذه المنطقة بالصمود من الناحية الاقتصادية حتى اللحظة عكس سكان الولايات الاخرى، التي انتفض ابناؤها بسبب البطالة وتدهور الاقتصاد وعدم تكافؤ الفرص.

من يمثل الشباب؟
وقال فيرميران ان اليسار في تونس لم ينجح أبداً في توحيد صفوفه، غير ان القوة الوحيدة التي تمثل العمال هي الاتحاد العام للشغل، وهو قوة نقابية تجمع بين صفوفها العمال التونسيين، الذين تتراوح اعمارهم ما بين 40 و50 عاما.

وأضاف "لقد فشلت محاولات تأسيس حزب يساري يمثل الشباب الخريجين في تونس، لأن قادة الاحزاب السياسية تزيد اعمارهم على 60، وتسيطر عليهم ثقافة السبيعينات والثمانينات، وهي لا تتوافق ولا تتناسب مع الشباب، الذين ترعرعوا تحت نظام زين العابدين بن علي، حيث لم يكن آنذاك اي استقطاب سياسي".

ويحاول الاتحاد العام للشغل اليوم تهدئة الأمور، لأن التظاهرات تهدد أيضا هذه القوة العمالية، التي تعاني حالة من الضعف والهشاشة اليوم، عكس 2011، حين كان الاتحاد قوة فاعلة في عملية الانتقال السياسي ودمقرطة تونس، لكن الخطر وفق فيرميران يكمن في سيطرة الاسلاميين على السلطة، في وقت تعاني فيه الدولة من الناحية الاقتصادية.

أين حركة النهضة؟
يوجد حزبان يمينيان اليوم في تونس، فهناك نداء تونس من جهة، وهو حزب يضم كوادر ومتعاطفين مع النظام السابق، ولكن ايضا معارضين ينتمون لتيارات ايديولوجية متباينة، حيث فيهم الليبيراليون والاشتراكيون، وهو أكبر حزب ينتمي للتيار الوطني اليميني. وأما في الجانب الآخر، فهناك حركة النهضة، التي تمثل الاسلاميين المحافظين، الذين اختاروا المشاركة في السلطة، وفي المرحلة الانتقالية، ولم يدخلوا بعد مرحلة المواجهة السياسية. وعن أسباب ذلك، يقول بيير فيرميران "حتى الان لم تتحرك حركة النهضة، ولم تتخذ اي مبادرة، فقبل عام اتهمت بسوء الادارة وبضرب الاقتصاد، ولكن رغم مرور هذه المدة، ما يزال الاقتصاد التونسي يراوح مكانه دوماً ولم يتغير الوضع".

وينتظر الاسلاميون في تونس الوقت المناسب للعودة بقوة وفق فيرميران، الذي يرى انه ليس من مصلحتهم الدخول الآن في اي معترك، قد يخسرون الكثير بسببه. لكن في المقابل، يضيف المتحدث ذاته ان التظاهرات الاخيرة عززت حجة الاسلاميين، الذين يرددون اليوم بأن قبول اموال قطر او السعودية كانت ستجنب تونس الكثير.

وعود أوروبية
وعد الاوروبيون بمساعدة الحكومة التونسية، فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قرر منح تونس مليار يورو على مدى خمس سنوات، لكن الاتحاد الاوروبي لم يفرج بعد عن الـ10 مليارات، التي وعد بها مثله مثل الحكومة الالمانية والبريطانية.

وهكذا تجد تونس نفسها في ضائقة اقتصادية تحتاج الصبر، مثلما دعا اليه رئيس الوزراء الحبيب الصيد، ولكن أيضا المساعدة المالية والاقتصادية لإنجاح دولة المؤسسات والديموقراطية والتعددية التي ينشدها التونسيون.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة