على مسافة 10 ايام بالتمام والكمال من ذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يخضع فريق "14 آذار" لاختبار يكاد يكون الاصعب في مسيرته، اختبار هو "سؤال العصر" بذاته: هل ستظهر "14 آذار" في الذكرى بصورة جامعة وكفريق موحّد على رغم افتراق مكوّناتها رئاسياً؟
لم يعد سرّاً القول ان 14 شباط 2016 لن يُشبه الذكرى نفسها كما في الأعوام العشرة الماضية، فـ"الجرّة إنكسرت" وتناثرت شظاياها وكل واحد من مكوّناتها "يُغنّي على ليلاه" رئاسياً. الرئيس سعد الحريري طرح تبنّي ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اعلن ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، اي ان مكوّنين من 14 آذار" رشّحا اسمين من "8 آذار"، فما جمعته شعارات "العدالة"، "السلاح غير الشرعي" و"العبور الى الدولة" فرّقه استحقاق رئاسة الجمهورية. وبناءً عليه كيف سيكون شكل ذكرى 14 شباط ومكوّنات "14 آذار" الاساسية متباعدون رئاسياً؟
مصادر في "تيار المستقبل" اوضحت ان "الذكرى ستُقام في الرابعة والنصف من بعد ظهر الاحد 14 الجاري في مجمّع "البيال"، في حضور شخصيات سياسية ودبلوماسية ودينية وحشد من مناصري "التيار"، والدعوات وُجّهت بإسم "تيار المستقبل" وليس "14 آذار" كما في السابق الى مُختلف الكتل النيابية دون استثناء، لاننا وبحسب المصادر "تيار" لا نُعادي احداً ومنفتحون على الجميع".
واشارت الى ان "برنامج الاحتفال يتضمّن عرضاً وثائقياً عن الرئيس الشهيد كما في السنوات السابقة، اضافة الى كلمة "سياسية" للرئيس سعد الحريري سيُخصص الجزء الاكبر منها للحديث عن الاستحقاق الرئاسي الذي يشهد "حراكاً على وقع الطروحات الاخيرة"، لكن المصادر رفضت الافصاح عمّا اذا كان الرئيس الحريري سيحضر شخصياً الذكرى ام انه سيُلقي كلمته عبر الشاشة".
ولفتت المصادر الى ان "الرئيس الحريري سيتطرّق في كلمته الى سياسة "النأي بالنفس" وخروج لبنان عن الاجماع العربي في مؤتمر وزراء الخارجية العرب والمؤتمر الاسلامي، اذ سيُجدد رفضه "لتغريب لبنان عن عروبته" وسيُدافع عن المملكة العربية السعودية وخياراتها في المنطقة".
وفي حين اكّدت المصادر ان كلمة الرئيس الحريري ستكون بمثابة "خريطة طريق" لموقف "المستقبل" من التطورات، خصوصاً الرئاسية منها، والى ان تختار قيادة "التيار الازرق" شعار الذكرى هذا العام، يبقى السؤال المطروح: هل سيُعلن الرئيس الحريري وفي شكل رسمي تبنّي ترشيح فرنجية كما فعل جعجع مع عون، خصوصا ان الحريري لطالما اختار المحطات الاساسية والمفصلية ليعلن فيها توجهاته او خريطة طريقه؟ وهل سيحضر الاحتفال فرنجية مرشّح الحريري؟ وهل ستحضر قيادات "14 آذار" في الصفوف الاولى، وتحديداً "القوات اللبنانية" علماً ان مصادرها اكدت انها ستشارك بوفد رفيع المستوى من دون تحديد ما اذا كان جعجع سيرأسه، وحتى لو لم توجّه الينا دعوة، لان "القوات" وبحسب المصادر رأس حربة في "14 آذار"، فنحن من اسسها وفي كثير من المواقف كنّا رأس حربة ولا نزال"..
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News