المحلية

placeholder

طوني بولس

ليبانون ديبايت
السبت 20 شباط 2016 - 16:37 ليبانون ديبايت
placeholder

طوني بولس

ليبانون ديبايت

طريق "فارس" الى بيروت والمسيحيون وخياراتهم الفاشلة

طريق "فارس" الى بيروت والمسيحيون وخياراتهم الفاشلة

ليبانون ديبايت - طوني بولس

منذ ان إجتاز رأس الحربة الإيرانية في لبنان اي "حزب الله"، الحدود لقتل الشعب السوري إلى جانب طاغية دمشق، كان يجب أن نفهم بوضوح أنه في نظر الأمبراطورية الفارسية الصاعدة، لا وجود للبنان السيد والمستقل، وليست حدوده الدولية مع سوريا سوى ترسيم إداري على أبعد تقدير.

"التقية" فن يتقنه حزب الله

وتحت حت ستار شعارات بائسة ومخادعة تهدف لممارسة "تقية" لطالما اتقن فنها "الممانعون" تضرب على العصب الطائفي ولاسيما شعار"حقوق المسيحيين" أو "حماية الأقليات"، استطاع "حزب الله" تقويض الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف وشل المؤسسات الدستورية، وهو الهدف الأساسي لإيران وسواها من القوى التي تريد إعادة رسم معالم المشرق والشرق الأوسط.

والواقع الذي وصل إليه الوضع يدلل على هدف واحد وهو ابقاء الوضع المتردي يزداد تعقيداً الی أن تتحقق أهداف "حزب الله" اي ايران لجهة تغيير أو تعديل الطائف من المناصفة إلى المثالثة وبما يُعيد المشروع الإيراني في فرض هيمنة طهران، وهو ما يتأكد يوماً، وما يؤكده مضي حزب الله في تعطيل الاستحقاق الرئاسي رغم مسخرة قيام الزعيمَين في فريق 14 آذار بترشيح المارونيَّين في فريق 8 آذار هي دعابة سمجة من أسوأ ما يكون، لأن كلَيهما يعلمان أن الفراغ هو الاستراتيجية المفضّلة في السياق الحالي.

هكذا سلم العراق للامبراطور

مع سقوط العراق، طرأ تطوّر نوعي على طبيعة المشروع التوسّعي الإيراني منذ تسليم إدارة جورج بوش الابن العراق إلى إيران، وكان حينها فجر يوم عيد الأضحى 30 كانون الثاني 2006 الموعد الرسمي لتسليم العراق الى امبراطورية فارس.

إغتيال الحريري.. بداية الطريق الى طهران

وما نشهده اليوم في لبنان يمثل حلقة أخرى من مسلسل بدأت فصوله تتبلور برفض "حزب الله"، بصفة كونه حزبا لبنانيا، الانخراط في الحياة السياسية بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، في ايار من العام 2000 تنفيذا للقرار الرقم 425 الصادر عن مجلس الأمن حيث أقرّت الأمم المتحدة في تقرير رسمي بأن إسرائيل نفّذت القرار بحذافيره. لكنّ "حزب الله" تذرّع بمزارع شبعا، كي يرفض التخلي عن سلاحه. تبيّن، بكل بساطة، في تلك المرحلة خطأ من لديه أي وهم، حيال مشروع الحزب وما يمثّله حقيقة وطبيعة تبعيته لإيران من كلّ النواحي.

كلّ ما يفعله "حزب الله" منذ اغتيال رفيق الحريري في شباط 2005 يصبّ في التخلّص من اتفاق الطائف. كلّ الكلام الصادر عن الأمين العام للحزب حسن نصرالله للاستهلاك المحلي، فمباشرة تنفيذ الفصل الجديد من المشروع الفارسي في لبنان بدأ تمام الساعة الواحدة وخمس دقائق ظهراً في 14 شباط 2005 موعد تفجير موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

المسيحييون والبوصلة الخطأ

منطق التعطيل اصبح واضحا ولا لبث فيه، ولكن السؤال، هل ما زال بالإمكان إنقاذ لبنان، لبنان حدود 1920، لبنان ميثاق 1943، ولبنان اتفاق الطائف؟ هل ما زال بالإمكان مواجهة المشروع الشيطاني للتقسيم على أساس الهوية؟

الجواب هو المسؤولية التاريخية للمسيحيين، لاسيما لبعض الموارنة منهم الذين قبلوا طوعاً وعن سابق تصور وتصميم بأن يؤدّوا دوراً غير مشرّف يجعل منهم أزلاماً تابعين للمشروع الإيراني-الأسدي-الروسي، وجعلهم أسرى نرجسيتهم، وشجاراتهم التافهة، وسعيهم الوضيع خلف النفوذ والسلطة، في أن يتذاكوا على الإيرانيين.

ونهاية نسال دائماً "لماذا يختار الموارنة دائماً أسوأ ما عندهم لقيادتهم؟" لغز لا احد يعرف له جواباً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة