المحلية

placeholder

مريم سليمان

ليبانون ديبايت
السبت 27 شباط 2016 - 10:47 ليبانون ديبايت
placeholder

مريم سليمان

ليبانون ديبايت

النقشُ في الحجر

النقشُ في الحجر

ليبانون ديبايت - بقلم مريم سليمان، من مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت


يأتي تعزيز فرص التعلّم مدى الحياة وللجميع في صلب مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة (الهدف الرابع ضمن أجندة 2030) لما تدرّه البيئة التي تحتضن أجيالاً متعلّمين من خيرٍ بنّاءٍ للمجتمعات كافّة. وعلى الرغم من الحاجة القصوى إلى بذل جهودٍ أكثر جسارة تكون كفيلة بتحقيق الأهداف العالميّة المحددة للتعليم، إلا أن مهارات القراءة والكتابة قد تحسّنت في السنوات الأخيرة بقدر هائل لاسيّما مع ارتفاع معدّلات إلتحاق الفتيات والنساء بالدراسة في بلدان كانت تُحرم فيها من هذا الحق لأسباب مختلفة.

لا تُعطي الأرقام المتعلّقة بهذا الهدف صورةً سوداويّة بالمطلق إنّما قد نقول عنها إنها غير مرضية فعلياً، حيث تشير مثلاً إلى أن عدد المسجّلين في مراحل التعليم الابتدائي في الدول النامية تخطّى نسبة الـ90 بالمائة إلا أنه لا يزال 58 مليون طفل خارج المدارس، نصفهم يعيش في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وفي المناطق التي تعاني من النزاعات، لم يلتحق أكثر من 50 بالمائة من الأطفال الذين هم في سن المرحلة الابتدائية بالمدارس. وتُسجّل الإحصاءات أن 781 مليوناً من البالغين، ومنهم 126 مليون شاب، هم غير ملمّين بالمهارات الأساسية للكتابة والقراءة، وتشكّل النساء نسبة الـ60 بالمائة منهم. وقد أفادت ورقة جديدة تحمل عنوان "إذا كنت لا تفهم فكيف لك أن تتعلَّم؟"، أعدها هذا العام الفريق المعني بالتقرير العالمي لرصد التعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بأن نسبة أهالي المعمورة الذين لا يحصلون على التعليم بلغة يفهمونها تبلغ 40 بالمائة. وتذكر هذه الورقة، التي تصدر بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم (21 شباط)، أن تعليم الطفل بلغة غير لغته يمكن أن يؤثِّر سلباً على تعلُّمه، ولاسيّما في حالة الأطفال الذين يعيشون في حالات الفقر.

تُؤمِن الأمم المتحدة بالحاجة إلى تلبية طموحات البلدان لإحداث تحوّلات شاملة تستنهض القطاع التعليمي بصرف النظر عن الوضع التنموي والاقتصادي لكلّ منها. وترى أن عملها يجب أن يصبّ في خانة تأمين التعليم الابتدائي والثانوي، المجاني والمنصف، لجميع البنات والبنين على حدّ سواء، وضمان تكافؤ فرصهم في الحصول على التعليم العالي أو المهني والجامعي وذلك بكلفة ميسورة. وتحثّ المنظومة الدوليّة في هذا السياق الحكومات على بناء المرافق التعليمية التي تراعي الفروق بين الجنسين والإعاقة وقدرات الأطفال، ورفع مستوى المرافق الموجودة أساساً، وتهيئة بيئة تعليمية فعّالة ومأمونة وخالية من العنف للجميع. وتعتبر أنه من المفيد جداً، لإرساء ثقافة "التعليم الجيّد"، زيادة عدد المنح المدرسية المتاحة للبلدان النامية بما فيها الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأفريقية، وذلك لمنحهم فرصة الالتحاق بالتعليم العالي، والتدريب المهني، ومواكبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبرامج التقنية والهندسية والعلمية في البلدان المتقدمة النمو.

مهما تعدّدت الأزمات وزادت ضراوةً، تلتزم الأمم المتحدة بهدف ثابت منذ وجودها وهو توفير التعليم الجيّد للجميع من دون أي استثناء. وغالباً ما تصبّ جهودها في تأمين الرعاية لمن هم في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم قبل الابتدائي، لتهيئهم للمراحل اللاحقة كما يجب، وصولاً إلى استلامهم وظائف لائقة، إذ أنه في هذه الفترات يكتسب الطفل مهارات عديدة تُلازمه طيلة رحلته الدراسية، ليصحّ القول المأثور "العلم في الصِغر كالنقش في الحجر".

لمزيد من التفاصيل حول خطة التنمية المستدامة يمكن زيارة الموقع التالي: http://bit.ly/1LJYCX4
ولآخر الأخبار والمستجدّات المتعلّقة بالخطة، يُرجى متابعة موقع مركز الأمم المتحدة للإعلام: http://bit.ly/20np831

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة