المحلية

placeholder

الأخبار
الاثنين 29 شباط 2016 - 08:33 الأخبار
placeholder

الأخبار

خطّة السعودية لـ"إرهاق حزب الله"

خطّة السعودية لـ"إرهاق حزب الله"

يستمر الحكم السعودي بسياسته التصعيدية ضد اللبنانيين. وهذه السياسة تتضمن برنامجاً للعمل يشمل العديد من الأمور في لبنان والمنطقة وفق سيناريو يقود الى الآتي:

أولاً: تصعيد التوتر السياسي والحملات الشعبية ضد حزب الله، ورفع منسوب القلق من انهيار نقدي في لبنان، علماً بأن معلومات القطاع المصرفي تقول العكس. حتى إن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أجاب عن استفسارات كثيرين بأن هناك مبالغة من جانب فريق «المستقبل» بشأن تأثير الخطوات السعودية الحالية.

ثانياً: سعي البعض إلى افتعال مشكلات أمنية، من شأنها تعزيز العصبيات في الشارع. لكن الواضح أن هناك خلافات فعلية بين أركان «المستقبل» حولها. ويدعم الحريري التيار الداعي الى التعقل، وخصوصاً في الشمال وبعض مناطق البقاع وبيروت، وذلك خشية تقدم التيارات المتطرفة للإمساك بالشارع، ما سيجعلها في مواجهة الجيش والقوى الأمنية والمستقبل نفسه، وليس في مواجهة حزب الله. وتبلّغ الحريري من جهات أمنية رسمية بأن حزب الله اتخذ إجراءات أمنية مشددة لمنع ردود فعل على الإشكالات الأمنية. كما عمّمت حركة أمل على قياداتها بأنها ستشهّر بكل مرتكب وستسلّمه للسلطات.

ثالثاً، تراهن السعودية في حالة التوتر الأمني على صدور اتهامات مباشرة من قبل جهات رسمية لبنانية لحزب الله بالوقوف خلف أعمال أمنية، وأن يصار الى إثارة هذه المعلومات كاتهام مصدره الجهات الشرعية اللبنانية. وستنقل هذه المعلومات الى الجامعة العربية وإلى دول مجلس التعاون الخليجي. ويترافق ذلك مع الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية وبالتعاون مع دولة الإمارات العربية والبحرين، وجهات خليجية في الكويت وقطر، وفي دول عربية أخرى مثل السودان والعراق وسوريا، كذلك مع حلفاء السعودية في اليمن، من أجل تقديم ملف أمني، يتهم الحزب بالتحضير لانقلابات في الكويت والبحرين وحث شيعة السعودية على الانتفاضة في المنطقة الشرقية، وتدريب خلايا والقيام بتفجيرات في السعودية والإمارات العربية المتحدة، ما يجعل حزب الله بمثابة القوة الإرهابية والإجرامية التي توجب اعتباره الوجه الآخر لتنظيم «داعش».

تسعى السعودية بدعم من إسرائيل وجهات أوروبية وأميركية إلى نقل هذا الملف الى مجلس الأمن الدولي، بغية الحصول على إدانة، تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية توجب الملاحقة في كل العالم، وتبرر أيضاً تعرض قوات الحزب في سوريا، على وجه الخصوص، لضربات عسكرية على غرار ما تقوم به قوات التحالف الأميركي ضد «داعش» في سوريا والعراق، وضد فروع «القاعدة» في اليمن وأفريقيا.

لماذا هدوء حزب الله؟

من الواضح أن حزب الله، المعني الأول بالهجوم السعودي ــ الأميركي ــ الإسرائيلي ليس في حالة توتر. وفي جعبته قراءة تشمل العديد من المعطيات، من بينها ما يتصل بالوضع الداخلي، وما يعرفه من «معلومات أكيدة» عن رغبة قوى بارزة في 14 آذار، بما في ذلك الحريري، في التوصل الى تسوية عامة. وقد بلغته معلومات عن أن الحريري لا يعارض ترشيح العماد ميشال عون، لكنه يقول إن الأمر ليس بيده بل بيد السعودية، وإنه مستعد لعقد تسويات بات مقتنعاً بضرورتها، وتشمل إدارة الحكومة وقانون الانتخابات النيابية. وينظر الحزب إلى ما يجري من حولنا بطريقة مختلفة. فهو أولاً، لا يجد أن في لبنان من يقدر على توفير غطاء شرعي (حكومي أو نيابي أو قضائي) يجعل من الحزب منظمة إرهابية أو إجرامية. كما لديه ما يبرر تدخله في سوريا والعراق بأنه جاء بناءً على طلب الحكومتين العراقية والسورية، وهو يعمل تحت سقفهما عسكرياً أو استشارياً.

ويُدرك الحزب جيداً موقعه في الاستراتيجية الروسية الجديدة في المنطقة. ويمكن القول، ومن دون مبالغة، إن الحزب يمثل رأس حربة الجيش البري لروسيا في سوريا. وبالتالي، فإن سعي السعوديين الى جعل وجود الحزب في سوريا والعراق مشابهاً لوجود «داعش»، يؤدي إلى نتيجة مفادها أن من يريد أن يستهدف قوات الحزب، يكون كمن يقصف القوات السورية والروسية معاً.

لكن حزب الله لا يبني قراءاته على موقعه في الإقليم وتحالفاته فحسب. فاستناداً إلى قوته الذاتية بالدرجة الأولى، انتصر على كل حروب إسرائيل، وواجه محاولات حصاره سياسياً وعسكرياً ومالياً، حتى في ذروة وقوع إيران تحت الحصار والعقوبات. وبالتالي، كيف يفكر البعض بأن حاله اليوم ستكون أصعب من ذي قبل، مع وجود المظلة الروسية في سوريا، والمظلة الشرعية في العراق، وخروج إيران من عزلتها؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة