متفرقات

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الثلاثاء 01 آذار 2016 - 15:33 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

أبي اللمع: مسلمو الشرق مدعوون الى موقف تاريخي

أبي اللمع: مسلمو الشرق مدعوون الى موقف تاريخي

عقد رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع، مؤتمرا صحافيا اليوم في مقر الرابطة، رحب في مستهله بإسم المجلس التنفيذي للرابطة وبإسمه بالحاضرين "لهذا المؤتمر الصحافي الذي أردناه بابا نطل به على الرأي العام الماروني اولا واللبناني عموما، في مناسبة إنتخابات الرابطة المارونية التي ستجري بعد أيام، مع عرض موجز لما حققه المجلس خلال ثلاث سنوات من أهداف على المستوى الوطني الشامل في العديد من الميادين"، وقال: "لقد تحدد موعد إجراء انتخابات المجلس التنفيذي الجديد للرابطة في 19 آذار المقبل وبدأت تحضيرات المرشحين ومعها سيل من الاخبار والتعليقات الصحافية التي تدل بادئ ذي بدء على موقع الرابطة المارونية الوطني في الحياة العامة وأهمية دورها في الشأنين الماروني واللبناني.

وعقدت الرابطة لاحقا، مؤتمرا دوليا برعاية البطريرك الراعي حول وضع "مسيحيي الشرق" شارك فيه القس الدكتور كريس فرغسون الامين العام الكنائس البروتستانتية في العالم، صاحب الغبطة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا ممثلا بالمطران أرسي سوكولوف، المونسنيور غبريالي كاتشا السفير البابوي في لبنان، نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق، المطران سمير مظلوم، المتروبوليت البرفسور باسيليوس منصور مطران راعي أبرشية عكار الارثوذكسية، المطران عصام يوحنا درويش رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكالثوليك، الام أغناس مريم الصليب رئيسة دير مار يعقوب قاره، سوريا، الانبا مرقس أسقف شبرا ممثل البابا تواضروس الثاني للكنيسة القبطية الارثوذكسية، الدكتور روبين بيت شاموئيل باحث لغوي من نينوى العراق والأب طوني خضرا رئيس مؤسسة "لابورا"، وصدرت في نهايته التوصيات الآتية:

أ- لقد كان الشرق الاوسط الارض التي انطلقت منها المسيحية الى العالم، فكان من الطبيعي أن يشكل المسيحيون المشرقيون الاكثرية المطلقة خلال فترة طويلة من التاريخ. أما المسيحيون اليوم فقد عانوا من تراجع مخيف حتى غدوا لا يشكلون سوى 5 في المئة من مجموع مواطني الشرق الاوسط. والتحديات الماثلة في غير دولة من دول هذا الشرق لا توحي بتوقف مسيرة التراجع نظرا الى الواقع الديموغرافي والموقف التهميشي، وحتى الاضطهادي الذي يجابهون به، مما يحتم التصدي لذلك بحكمة وشجاعة ومسؤولية، لأن المسيحية في ديار العرب ظهرت وانتشرت قبل الإسلام بستة قرون، مما يجعل منها أصلا أصيلا للكينونة العربية.

ب - إن بقاء مسيحيي الشرق في أرضهم هو رسالة كيانية، وإلا تحول الشرق الى كتلة أحادية تهدد مفاهيم السلام وتحول دون تفاعل أرض السلام مع العالم الاوسع وخصوصا المسيحي منه. وهذا ما يدعو الكنائس في العالم بمؤسساتها كافة الى تقديم الدعم اللازم لاستمرار البقاء والحد من الأخطار التي تهدد عيشهم اليومي وتدفع بهم الى الهجرة.

ج - لم يعد جائزا العمل في إطار أحادي، إذ إن وحدة الكنائس ورؤيتها الاستراتيجية في هذه المنطقة باتت حتمية، ويترتب عليها تجديد دور مجلس كنائس الشرق الاوسط وتوسيعه ليضم اليه الهيئات الدينية والمدنية كافة، خاصة أهل العلم منهم المفكرين والمتمولين والفاعلين في الحقل الاقتصادي والتربوي والصحي والاجتماعي وكذلك بث ذهنية عصرية ودينامية ناشطة، لوضع خطة طريق لتطبيق ما يصدر من توصيات حول رعاية الشأن العام والاقتصاد في ضوء توصيات بكركي ورسائل بطاركة الشرق، وذلك من خلال النقابات المعنية الفاعلة والجمعيات والهيئات العاملة في الإعلام والتوجيه.

د - على المسيحيين توظيف علاقتهم الداخلية وامتداداتها الاقليمية والدولية من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق وخصوصا لجهة قيام الدولة الفلسطينية السيدة الحرة وتعميم روح العدالة لتعزيز القيم الانسانية بما يؤدي الى حرية الفرد وكرامة المواطن في جو من الاستقرار، وكذلك إعادة نسج التفاعل بين مكونات مجتمعات هذه المنطقة، لنقيم ثقافة السلام وصون حقوق الانسان في الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية وبالمساواة بين المواطنين في ظل سلطة قوية نزيهة كفؤة عادلة.

هـ وضع استراتيجية اقتصادية اجتماعية تربوية متكاملة تلحظ الآليات الكفيلة لثبات المسيحيين في مناطقهم، وذلك بحشد الطاقات المقيمة والمنتشرة خاصة لدى أصحاب الثروات الكبيرة لحثها على التعاون في ما بينها لتقديم حوافز مادية، كإنشاء مشاريع إنمائية وتوفير سبل العمل وقروض ميسرة وتوفير مساعدات مدرسية وإنشاء مؤسسات طبية وصناديق تعاضد صحية سكنية وتأمينية، وإجراء مسح شامل للمناطق بخاصة الريفية منها، لمعرفة حاجاتها وتخفيف حدة التفاوت الاجتماعي والتنديد بالممارسات الادارية والمالية والاجتماعية الملتوية، التي تؤدي الى تعميم الفساد، وإنشاء مراكز اجتماعية تحتضن الشباب وترعى شؤونهم وتعمل لتوجيههم ومتابعة أمورهم الحياتية.

و- الحض على انخراط المسيحيين في القطاع العام. فالوجود المسيحي في أجهزة الدولة ضرورة مهمة وملحة ترتبط بمصير الوطن بأسره، لأن الادارة هي أداة تنفيذ أساسية ومرآة الشأن العام. فالوطن لن يبق وطنا إذا فقد المواطنية المتساوية لكل أبنائه، أو فقد المشاركة الكاملة في الدولة والحكم. إن تدعيم الحضور المسيحي يقتضي تنشئة المسيحيين على المشاركة في القطاعات العامة كافة، والسعي الدائم لدى البلاد العربية لمعاملة المسيحيين على أساس المساواة في المواطنة المتكافئة وليس كأقلية مهمشة وادراج ذلك في صلب القوانين بوضوح، بحيث تشطب كل النصوص التي تحظر على المواطن المسيحي الانخراط في الوظائف مهما بلغ شأنها. ولذا يقتضي إنشاء معاهد للتأهيل الوظيفي مدعومة بخلايا مراقبة لمتابعة أوضاع الموظفين عموما ومواكبة ورصد مواعيد الامتحانات التي تحددها السلطات للدخول الى الوظيفة. إن إنكفاء المسيحيين في البلدان العربية عن العمل في الوظيفة العامة هو أحد أسباب إحباطهم وتهميشهم.

ذ - التركيز على دور الاكليروس الروحي والعمل على تكثيف الدعوات الكهنوتية والانجاب لدى المسيحيين، وإستثمار أملاك الاوقاف، وتفعيل الدور الاجتماعي للكنيسة، وتوطيد التفاعل بين رجال الكنيسة والعلمانيين وإشراكهم في اجتماعاتها ومقرراتها والنظر مليا بأوضاع المحاكم الروحية وتجديد وتعميق الاداء الرعوي، خاصة لدى رجال الدين ليأتي نافذا ومقبولا من أبناء الرعايا وفق التعاليم المسيحية الحقة، ومواكبة الحداثة وفق عظات معمقة وطروحات حديثة، والدعوة الى التماسك والترابط العائلي، لان العائلة هي نواة المجتمع، والتركيز على حقوق المرأة كي تؤدي دورها في الحياة العامة على قدم المساواة مع الرجل.

ح - إن الحرص على الوجود المسيحي في الشرق والسعي إلى ايجاد الآليات والوسائل للحفاظ عليه، لا يلغي، في أي حال، ضرورة مواصلة الحوار الإسلامي - المسيحي الذي هو الدافع الأساسي لعقد هذا المؤتمر. فمثل هذا الحوار قام منذ نشوء الإسلام ولم يتوقف رغم مما شاب العلاقات الإسلامية - المسيحية من تجاذبات وكبوات ووثبات عبر التاريخ، فكان الحوار دائما رسالة المسيحيين وطريقة للتعامل مع الآخر المختلف حول المفاهيم عن دور الدين في حياة الانسان وتفعيل القواسم المشتركة وتأسيس جمعيات من المجتمع المدني، تشكل جسورا بين الطوائف. فتحرك المجتمع المدني يولد بيئة حاضنة لثقافة الحوار، إذ لايقتضي أن ينحصر الحوار بالنخبة، بل يجب أن يعم الناس فيتأثروا به وتتحدث عنه وسائل الاعلام ويدرس وفق مناهج محددة في المدارس. فالحوار ضرورة وليس خيارا، وهو مبني على الاحترام المتبادل، ويهدف الى تعارف متبادل بغية جلاء الصور النمطية المترسبة في المخيلات، للتوصل الى قبول الآخر والاعتراف به. وهنا لا بد من الاشارة الى الدور الذي يتوجب على المسيحيين تأديته في الاعلام، ليأتي في خدمة الحق والحقيقة والانسان، وليس في خدمة المصالح وأصحاب المال والنفوذ، والى الإضاءة على نقص الخدمات ومشاكل الفقر والجوع والمساعدة في إيجاد الحلول في مجالات السياسة والتربية والتعليم، وبناء العقول وثقافة الحوار، وإنشاء شبكات اتصال تعمل كقوى ضاغطة في المحافل الدولية للإضاءة على الواقع المسيحي المشرقي ومشاكله والمساعدة على حلولها.

ت - التعليم من صلب رسالة المسيحيين، فالمدرسة أو الجامعة هي للتربية والتعليم، فلتفتح أبوابها لكل الفئات، لنتميز بتربية وتنشئة على الالتزام الاجتماعي والوطني ومواكبة التطور العلمي عبر تقديم المنح المدرسية وسيلة لتخفيف عبء الاقساط الجامعية وإنشاء صناديق منح طالبية من قبل المتمولين، وخلق مراكز أبحاث، وتوجيه المتخرجين نحو سوق العمل، وهذا إن كان من صلب مهمام المراكز التربوية المسيحية، فهو لا يلغي المطالبة بتعزيز التعليم الرسمي الذي تتبناه الدولة، وهو أمر ملح وجاد وضروري.

ي - ان هذه المنطقة من العالم هي منذ فجر التاريخ، أرض تراكم معرفة وثقافة لشعوب وديانات كثيرة. إن المسلمين في هذا الشرق مدعوون، بدورهم، الى اتخاذ موقف تاريخي في وجه الجماعات الارهابية التكفيرية التي تدعو الى استئصال الآخر وإشاعة ثقافة الالغاء، مما يتنافى وروح التسامي في الإسلام، وعليهم رفع الصوت عاليا ضد ما يرتكب من مجازر في حق مواطني دول الشرق على اختلاف أديانهم. وإن الجهر بتحريم ذلك هو واجب شرعي لديهم. وعلى المجتمع الدولي الحفاظ على الآثار الدينية في العالم والسماح لمعتنقي الديانات الالهية بترميمها وبناء الكنائس والمعابد والمساجد والمدارس وفق حاجاتهم.

- في سبيل ضمان عيش وطني جامع يجب العمل على تعميم الفكر اللبناني على العالم العربي حيث ينتشر المسيحيون، هذا الفكر القائم على الابعاد الدينية الإسلامية والمسيحية، وعلى الثقافة الوطنية، مما يعزز البعد الاخلاقي والقيمي ويعزز ثقة المسيحي بدوره ومصيره، وذلك لعدم استغلال الدين وإيديولوجيته بعد زوال ما كان يعرف بالايديولوجية الرأسمالية أو الشيوعية وغيرها.

ل - ويبقى من الثابت والأكيد أن التجربة اللبنانية في العيش المشترك الواحد، بين كل مكونات الوطن، رفدت المسلم اللبناني والمسيحي اللبناني بثقافة "قبول الآخر" وجعلتهما يمتازان بذلك عن معظم مسلمي ومسيحيي الاوطان الاخرى ومسيحييها. إن هذه التجربة بالرغم من العثرات التي واجهتها منذ قرون أضحت مثالا يحتذى.

م - ولأن المسيحية رجاء، يدعو المؤتمرون الشعوب لتعود الى ربها وتتوب إليه لينزل عليها السلام الدائم، فلا سلام للانسان من نفسه، فالسلام السياسي بين الشعوب هو تهدئة موقتة يزول بظهور المطامح، لذا يجب أن يقتنع كل شعب بأنه ليس وحده على هذه الارض، وأن للشعوب الاخرى حقها في الحياة.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة