"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
"LIES & LIKES".. مسرحيّة تروي قصة جيل يعيش "حياتين" حياته "الملموسة" و"الحقيقية"، وثانية ليست موجودة الا على "جدار" الفيسبوك، و"الانستغرام"... هو عمل كوميدي الشكل، و"درامي" المضمون، يحاكي اصابة المجتمع بمرض "مواقع التواصل الاجتماعي". ادمان قد لا يودي بنا الى الموت، لكنه حتما سيتحكم بحياتنا ويدخلنا في صراع مع ذاتنا ومع الاخرين.
الكاتب والمخرج والممثل مارسيل غصن اراد من خلال هذه المسرحية، ان يلقي الضوء على انعكاسات الافراط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا وشخصيتنا، وتأثيرها السلبي على العلاقات الزوجية. وذلك من خلال عرض قصة زوجين، يشبهان عصافير الحب على "مواقع التواصل"، وهما في الحقيقة اشبه بـ"توم اند جيري". اذ ان الزوج يعمل بجهد لتلبية حاجات زوجته، التي وبدل ان تستقبله وتهتم به، وتتحدث اليه، تمضي وقتها كله على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تنشر صور مفبركة، لتتظاهر امام اصدقائها ومعجبيها بالثراء، والسعادة، والحب، وبأنها تقضي معظم اوقاتها خارج البلاد وفي ندوات ومناسبات خاصة، بينما حياتها الزوجية باردة، والاجتماعية معدومة ومنزلها صغير، وابعد رحلة لها قد تكون من غرفة الى اخرى. لتتطور بعدها الاحداث، في قالب كوميدي، مميّز ابدعت في تأديته الممثلة ستيفاني عطالله وفي ايصال الرسالة المرجوة منه ورسم الضحكة المطلوبة، وسط تفاعل الجمهور الكبير معها، وكذلك تميّز دور غصن الذي تمكن من تجسيد سبع شخصيات مختلفة في الوقت نفسه، اضافة الى الممثلة ريتا عبد المسيح سيف التي ادخلت العمل في احداث شيّقة وتطورّات قبل ان ينفجر "الزوج" وتقع " الجريمة"..
وقال غصن لموقع "ليبانون ديبايت" ان المسرحية تتحدّث عن وجود نوع من "الانفصام" عند الناس، لناحية الاختلاف الشاسع بين واقع حياتهم، والامور التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، هدفه جذب الناس، وكسب اعجابهم، من خلال الكذب عليهم، وادعاء غرام عاصف وحياة سعيدة وثراء غير موجود اصلا الا في حساباتهم " الفيسبوكية".
ويضيف غصن:" ان حالة الفصام هذه، نوعان، النوع الاول يهدف الى اظهار جانب الحياة المثالية، والعشق المجنون، والى نشر تقارير على مدار الساعة، عن الاماكن التي نتواجد فيها، وحالتنا النفسية، وكل خطوة نقوم بها. ونوع اخر، نلجأ من خلاله الى " النق" لاستدراج الناس، وفتح حلقات نقاش عن وضع البلد السياسي، والاقتصادي، والسياحي، والبيئي...".
واذ اكد غصن على الدور الايجابي الذي تلعبه وسائل التواصل لناحية نشر الاعمال، والاعلانات، والاخبار، واهميتها في التسويق، ونقلها الى اكبر شريحة من الناس، شدد على ان " المشكلة لا تكمن في هذه المواقع بالتحديد، انما في الافراط باستعمالها، ما يحتم علينا خلق التوازن المطلوب للاستفادة من ايجابيات وسائل التواصل، لا سلبياتها".
غصن الذي عبّر عن سعادته بالاعمال المسرحية التي تشهدها الساحة في الفترة الاخيرة، ولا سيّما في الشهر الحالي، بحوزته 9 مسرحيات، اذ بدأ بالاخراج عام 2000 وقبله التمثيل، ثم توقف عام 2005 واضعا كامل تركيزه على الافلام والاعلانات والكليبات، ثم عاد الى المسرح من جديد عام 2013، وها هو اليوم يقدم للجمهور مسرحيّة "LIES & LIKES" التي تعرض من الخميس إلى الأحد عند الساعة السّابعة مساء في مسرح مونو وذلك حتى 27 اذار.
في الختام لا يسعنا سوى القول، بأن مارسيل غصن تجرّأ وفعلها، فـ" نكز" شريحة كبيرة من اللبنانيين، وقال بالفم الملآن: "نحن بغالبيتنا مفصومين"....
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News