ليبانون ديبايت – ميشال نصر
بين الثامن من آذار ال 2005 ومثيله في ال2016 لم تتغير الصورة كثيرا. فالحركة التي قامت شاكرة سوريا لم يلزمها 11 سنة حتى "ينفخت دفها" و"يتفرق عشاقها"، كاختها 14. اذ بالعكس لم تكد تمر اشهر على عودة العماد ميشال عون الى لبنان، وانتقاله من "ساحة الشهداء" الى محور "رياض الصلح"، حتى بدأ انقلاب الموازين .
انتقال يرفض العونيون الاقرار به بطبيعة الحال معتبرين أن تيارهم لم يكن يوما جزءا من الثامن من آذار، رغم مشاركة "الجنرال" في لقاءات زعماء الصف الاول، وما كشفته الايام عن مشاركة ممثل للرابية (ضابط سابق) في اللقاء التحضيري الذي عقد في مكتب رئيس تحرير احدى الصحف للتحضير للسابع من ايار، مع العلم أنه وللامانة أيضا فان "الجنرال" حاول تصحيح "الخطأ" عشية التاسع من ايار يوم اوفد القيادي القواتي السابق توفيق الهندي لايصال رسالة واضحة للرئيس سعد الحريري المحاصر في قريطم، عبر الشهيد محمد شطح يعرب فيها عن استعداده لاعادة التوازن الى الميزان الذي اختل عسكريا على الارض مقابل شروط محددة.
في كل الاحوال كانت كافية بضع كلمات ارسلها ذات شباط رئيس الكتائب السابق كريم بقرادوني الى المنفي الباريسي يعتبر فيها تحالف "الزعيمين الكبيرين" كفيل بقلب الطاولة، ليفتح العماد عون خط تواصل "سري ومباشر" مع الامين العام لحزب الله، حيث زار قياديان (اصبحا خارج التيار اليوم)، بتكليف مباشر مقر الامانة العامة في حارة حريك للقاء السيد، الذي بادرهما عند السلام " ناطرينكن من زمان".. زمان لم يطل لان الاتصالات مع رئيس الجمهورية يومها العماد اميل لحود كانت قد قطعت شوطا كبيرا، وزيارة "ابو وائل" لباريس كانت على الابواب.
رحلة توج انعطافتها الشهيرة "حلف رباعي" ولد من رحم المختارة المتوجسة دوما من "الغول" الشيعي، "المارد" السني، و"القط" المسيحي الذي اذا ما زرك في زاوية هجم "وخربش". هكذا "ظبطت" حسابات بيدر"البيك" مع حقل "السيد"، فاخرج الكتلة المسيحية معبئا الشارع المسيحي لصالح "التسونامي" العوني، مضعفاً حلفاءه المسيحيين في ثورة الارز، هاضما المقاعد النيابية المسيحية.
في المقابل كان ثمة في "حارة حريك" من فكر وخطط، مستفيدا من تقاطع المصالح مع "المختارة"، التي اعادته الى المعادلة السياسية تحت شعار "10452"كيلومترا مربعا، بحسب ما شرح السيد يومها لضيفيه السابقين. فانتخابات ال2005 سيقطف الحزب ثمارها في ال2009 بمعادلة بسيطة ،جنبلاط يحرج عون آذاريا فيخرجه من "ساحة الحرية" بثقل مسيحي غير مسبوق، وحزب الله "يستلقيه" في انتخابات 2009.
هي هي استراتيجية "القط والفار" توصل العماد عون و"مسيحيوه" الى حضن الثامن من آذار، فيرتاح الحزب وتنقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، وتعود سوريا من "الشباك"، ويتحول "الجنرال" الى راس حربة الهجوم ممارساً لعبة الشارع المفضلة لديه في "اعتصام السنة" لاسقاط "الحكومة السنيورية".
لكن ماذا كسب العماد عون؟ في الحسابات الواقعية كسب كتلة نيابية ووزارية عددية لم تقدم ولم تؤخر في المعادلات الاساسية، وكسب "قصر وقف في بعبدا"، فحتى يوم كان الحزب محتلاً بيروت ممليا املاءاته على الحريرية المهزومة،كان الخيار بالذهاب الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا بدل من ترجمة الانتصار سياسيا باعطاء الحليف حقه.
باختصار تكثر الاسئلة وقبلها الاجوبة.. ففي عيدها الحادي عشر صمدت الثامن من آذار.. تخطت أزماتها المتلاحقة وانتصرت لوحدتها، رغم الكيمياء المفقودة بين ديكيها "البرتقالي" و"الاخضر".. بكل بساطة اقدمت وانجزت بفضل العماد عون وقد تتراجع وتخسر بفضله أيضا.. وفي كلتا الحالتين شكرا عماد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News