أرخى اقتراح الحكومة بإنشاء مطمر للنفايات في منطقة إقليم الخروب بثقله على أهالي المنطقة وبلدياتها، وذلك على الرغم من التطمينات الأخيرة للأهالي، الذين تمكّنوا من انتزاع موقف رافض لمشروع كهذا من القوى السياسية. وقد تمّ ذلك من خلال الاتصالات السياسية التي جرت أخيراً، وهدفت إلى تهدئة الأهالي.
في ظل حالة الهدوء المفروضة بسرعة الاتصالات السياسية، أهل المنطقة يحافظون على استنفارهم استعداداً لخوض معركة إلغاء أي فكرة لإنشاء المطمر، وهم على هذا الأساس ينتظرون ما ستؤول إليه المداولات والمباحثات في الأيام المقبلة في خصوص هذه المشكلة المتفاقمة.
يؤكد أهالي الإقليم أن بالهم لن يهدأ إلا بدفن مشروع المطمر في مهده من قبل الحكومة والجهات الرسمية، وذلك على اعتبار أن هناك قراراً رسمياً من المجلس الأعلى للتنظيم المدني في العام 2006 بوضع العقارات المحاذية لموقع الكسارة في منطقة بعاصير العقارية رهن المواقع المقترحة كمطامر للنفايات في لبنان.
يشير أهالي بلدات القرى المحيطة لموقع كسارة الجية – بعاصير إلى أن القلق والرعب لا يزالان يساورانهم من هذا المشروع، وهما يترافقان مع قلق ومخاوف يعيشها أبناء المنطقة حيال ما جرى داخل الكسارة، لا سيما لجهة استمرار عمليات شراء الأراضي المحاذية لها من قبل مستثمري المشروع، ومحاولة استحداث طريق فرعي للكسارة من جهة بلدة ضهر المغارة ليكون مخفياً. وعلم أن مخاوف أهالي المنطقة تزداد بسبب معلومات أشارت إلى تملك صاحب شركة «سوكلين» ميسرة سكر العديد من العقارات الواقعة عند مدخل موقع الكسارة لجهة الجية، بالإضافة إلى تملك الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نجيب ميقاتي وآل الشماع للعديد من العقارات في منطقة ضهر المغارة المحاذية لموقع الكسارة من الجهة الشرقية، وعليه يعتبر الأهالي «أن هذه العناصر تؤكد نية استحداث مطمر للنفايات في المنطقة لاستثماره وتقاسم حصصه مع مالكي العقارات المجاورة ليصبح مشروعاً متكاملاً بينهم».
ولهذه الأسباب وغيرها، وضع موقع الكسارة تحت المجهر من خلال عمليات المراقبة التي يقوم بها شبان من المنطقة لرصد التحركات المشبوهة في داخلها وما يدور منها في فلك النفايات. كذلك تتابع بلديات المنطقة، التي تقود التحرك ضد المشروع، عن كثب بكل أطيافها هذا الموضوع ومجرياته وتفاصيله، بعدما حققت خطوات متقدمة في رسم معالم المرحلة المقبلة لصده مهما كانت الاعتبارات والظروف، فتمكّنت من تشكيل إطار جامع ورافض له انطلاقاً من تداعيات ومفاعيل التلوث والسموم التي يحملها المشروع، إلى جانب أضراره الخطيرة والمميتة.
وفيما يتوجّس الأهالي «خيفة» من المطمر المنتظر، يشير رئيس بلدية بعاصير أمين القعقور الى «أنه جرت اتصالات مكثفة على صعيد قيادات المنطقة، ووعدنا من خلال النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري وصاحب الكسارة جهاد العرب، بعدم إقامة أي مطمر للنفايات في كسارة الجية – بعاصير او في أي منطقة من اقليم الخروب»، لافتاً الانتباه إلى «أن البلديات علقت تحركاتها واعتصاماتها بعد تلك التطمينات التي نفست الاحتقان في المنطقة، ولكنها لم توقفه».
وإذ يؤكد «أننا دعاة سلام ولسنا دعاة إقفال طرق أو اعتصامات، ولا نريد إلحاق الأذى بأحد»، يشدد على ضرورة «إبعاد شبح الموت عنا»، قائلاً: «عندما يطمئننا زعماء المنطقة والدولة، نطمئنهم بدورنا نحن».
بدوره، يلفت رئيس بلدية الجية جورج نادر القزي إلى «أن كلام النائب وليد جنبلاط بعدم إنشاء مطامر للنفايات في إقليم الخروب يعطيه ثقة كبيرة، وعلى الحكومة والمسؤولين في الدولة التجاوب مع كلامه». ويشدّد القزي على «أنهم في حال لم يتجاوبوا مع هذا الكلام فنحن على جهوزية تامة لمواجهة المشروع على الأرض وإقفال الطرق عند النقطة الأولى من لفظ كلمة الجية أو أي منطقة في إقليم الخروب لمنع الوصول إلى موقع الكسارة وإلغائها عن الخارطة كلياً».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News