ليبانون ديبايت - بقلم مريم سليمان، من مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت
كوني جميلة، فإن لم تكوني أنت كذلك أولاً، لن يقف إلى جانبك أي مناضلٍ.
تعلّمي، كافحي في سبيل عملِك، انخرطي في الحياة السياسيّة والاقتصاديّة، وأَسمِعي رأيك في المجالس الخاصّة والعامّة، وإن فعلتِ، تكونين جميلة، لا بل تصبحين المثال الأجمل لغيرك.
إن "تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات" (الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة) هما عمليّة يشترك في إرسائها كافة مكوّنات المجتمع، بمن فيهم النساء والفتيات أنفسهن. ومع العلم أن الأخيرات لا يزلن مستضعفات في بلدان عديدة وبالتالي لا يتمتّعن بأبسط حقوقهن، إلا أن الاتحاد من أجل كسر حواجز الصمت وتغيير الواقع الملموس هو أكثر من ضروري في يومنا هذا. فالمساواة لا تعدو كونها حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، إنما تتعدّاه لتضع نفسها في صلب الأسس الضرورية اللازمة لإحلال السلام، والرخاء، والاستدامة في العالم. إنطلاقاً من هنا، كان الاحتفال باليوم الدولي للمرأة خلال هذا الأسبوع تحت عنوان "كوكب المناصفة (50/50) بحلول عام 2030: تصعيد العمل من أجل المساواة بين الجنسين".
من المُذهل بمكان أن نعلم أنه في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وغرب آسيا، لا تزال الفتيات تواجهن العديد من الحواجز التي تعيق إلتحاقهن بالتعليم الابتدائي والثانوي. ويُبين أطلس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الإلكتروني المتعلق بأوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم، أن الفتيات هن أكثر عرضة للحرمان من حقهن في التعليم، وذلك رغم كل الجهود المبذولة والتقدم المحرز خلال السنوات العشرين الماضية. وأفادت البيانات الجديدة التي وفرها معهد اليونسكو للإحصاء بأن حوالي 16 مليون فتاة تتراوح أعمارهن بين 6 و11 عاماً لن يلتحقن مطلقاً بالمدارس الابتدائية، مقابل 8 ملايين صبيّ غير ملتحقين بها إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية على ما هي عليه.
ولا يتوقّف الإجحاف بحق النساء والفتيات على الصعيد التعليمي فقط، فهنّ يمثلن فقط 23 بالمائة من إجمالي عدد البرلمانيين في العالم بحسب إحصائيات التقرير الأخير الصادر عن الاتحاد البرلماني الدولي. أمّا على مستوى فرص العمل، فقد أشار تقرير منظمة العمل الدولية "المرأة في العمل: اتجاهات 2016" أنه بين الأعوام 1995 و2015، كانت سرعة ازدياد فرص العمل هي الأكبر في الاقتصادات الناشئة، إذ بلغ التغيير المطلق في مستويات فرص العمل ضعفه بالنسبة للرجل مقارنةً مع المرأة، أي حوالي 382 مليون مقابل 191 مليون، بصرف النظر عن مستوى المهارات المطلوبة، ما يعني أن التقدم نحو حصول المرأة على فرص عملٍ أكثر وأفضل بات راكداً.
تقول فومزيلي ملامبو-نغوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، "إن مشاركة المرأة على جميع المستويات وتعزيز الحركات النسائية أصبحت حاسمة جداً، وينبغي على المرأة العمل جنباً إلى جنب مع الفتيان والرجال لتمكين الدول من بناء اقتصادات قوية ومجتمعات أكثر صحة"، وتشدّد على أن ذلك هو المفتاح لجعل خطة التنمية المستدامة أكثر تحّوليّة وشمولية. فالأمم المتحدة سوف تعمل إلى جانب الحكومات والمجتمع المدني خلال الخمس عشرة سنة القادمة على القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات في كل مكان، وعلى جميع الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال والزواج المبكر والزواج القسري وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)، كما ستعمل على ضمان حصولها على كافة الخدمات وكفالة انخراطها في صنع القرار على جميع المستويات.
وأخيراً، إن ننسى، لا ننسى ضرورة بذل الجهود للتصدي للآفة العالمية المتمثلة في ارتكاب العنف ضد المرأة، واستئصالها من جذورها عبر حثّ الدول على إصدار وإنفاذ قوانين وطنية للتصدي لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة والمعاقبة عليها.
لمزيد من التفاصيل حول خطة التنمية المستدامة يمكن زيارة الموقع التالي: http://bit.ly/1LJYCX4
ولآخر الأخبار والمستجدّات المتعلّقة بالخطة، يُرجى متابعة موقع مركز الأمم المتحدة للإعلام: http://bit.ly/20np831
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News