"تمساح" المحيسني الذي أخرجَ الروس من سوريا!

عبدالله قمح – ليبانون ديبايت

دون أدنى شك، شكّل إنسحاب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا، حدثاً هاماً تابعه الإعلام عن كثب محلّلاً أبعاده ومراده وأهدافه وغايته وما حوله، علّه يصل إلى خُلاصات وقراءات تعطي المتابع شيئاً من الوضوح، لكن أغرب ما حُلّل عن الإنسحاب الروسي، هو تحليل القاضي الشرعي في تنظيم القاعدة، الداعية السعودي عبدالله المحيسني.

المحيسني الذي يشغل منصب قاضٍ شرعي في ميليشيات جيش الفتح التابعة لتنظيم القاعدة، يبدو أنه يعتمد على مناماته في تحليل الأبعاد السياسية للخطوات على الميدان السوري، وهو ربما يفسّر حالة العجز التي وصلت إليها جماعته "التي تبني خُططِها على أحلام شيخها". وعلّل المحيسني" الإنسحاب الروسي من سوريا برؤية قال أنه "شاهدها أثناء نومه"، حدث ذكرنا بالرؤية التي زعم أنه شاهد نفسه وعناصرها يؤدون صلاة الجمعة في مدينة الحاضر بريف حلب الجنوبي يوم 05 كانون الثاني 2015 على مسافة أيام قليلة من إستعادتها من قبل الجيش السوري، لكن رؤية "المحيسني" تلك لم تصل إلى مرادها بعد أن أيقظه صاروخ روسي من نومه أصابه ومن معه، وإلى اليوم، لم يصل مقاتلوه إلى المدينة!

بالعودة إلى نبوءة المحيسني، فقد قال خلال عدة تغريدات أطلقها عبر صفحته على موقع "تويتر" "مستأنساً" برؤية رآها في نومه إبان التدخل الروسي أنه شاهد “تمساحاً كبيراً “ لم ير أكبر منه وذلك خلال سباحته في نهر بسوريا، وبعد مدة تم قتل التمساح بعد أن أصيب بطلقات في ذيله، حيث تعجب المحيسني كيف تم قتل التمساح بطلقات مسدس، ثم ما لبث المحيسني أن رأى التمساح خارج النهر على حد وصفه!.

وتابع مأولاً رؤيته "المقدسة" بأن الروس سينسحبون ولكن ليس عسكرياً وإنما “بمكر رباني” على حد وصفه، وذلك لأن الطلقات كانت في "ذيل التمساح وليس في رأسه، حيث يمثل الذيل، بحسب تأويل المحيسني، موضع "المراوغة والسياسة"!!!.

كلام المحيسني الذي أثار السخرية على الموقع الأزرق، أظهر لنا داعياً إسلامياً ورجلاً سياسياً فوق العادة، يعتمد على رؤى تنتج عن عدم راحة أثناء النوم، (وفق التوصيف العلمي للكوابيس)، حيث تصبح هي المعتمدة في تحليل خطوة عسكرية أو سياسية، المضحك في الأمر أن تمساح "المحيسني" (صاحب الذيل) قد حقّق مراده من دخوله الحلبة السورية مفقداً المسلحين نحو 400 قرية على مسطح جغرافي يبلغ 10.000 كلم2 وفق ما أكدت وزارة الدفاع الروسية، هنا، إنقرض تحليل المحيسني لأسباب فشل جماعته كإنقراض التمساح "الذي لم يرى أكبر منه".