ليبانون ديبايت - فادي عيد
غلب عنصرا المفاجأة والإستعراض على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإنسحاب من سوريا. فكما أتى قرار التدخّل مفاجئاً لعواصم القرار الإقليمية والدولية، جاء قرار الإنسحاب الذي فتح الباب واسعاً أمام التكهّنات والتحليلات حول أبعاد هذه الخطوة، مفاجئاً أيضاً.
وفيما اعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت، أن الهدف الروسي هو سرقة الأضواء، أكدت أن القرار لا يقضي بالإنسحاب، بل هو عملية إعادة تموضع وسحب جزء من الأسطول الجوي الروسي من سوريا.
وأكدت أن النفوذ الروسي في سوريا ما زال على حاله، وأن أي خطوة يتّخذها الرئيس الروسي تتم بالتشاور والتنسيق مع الإدارة الأميركية ومع الرئيس باراك أوباما، الذي يوفد وزير خارجيته جون كيري إلى موسكو الأسبوع المقبل لبحث أجندة المفاوضات السورية والواقع الميداني بعد أسبوعين من قرار وقف النار.
فالرسالة الروسية من خلال "عراضة" سحب بضعة طائرات والإستقبال الرسمي الحافل الذي أقيم لها في روسيا، رأت فيه هذه المصادر الديبلوماسية، تعبيراً عن الإطمئنان إلى الواقع العسكري الذي أرساه التدخّل الروسي في سوريا.
لكنها استدركت لافتة إلى أن القيادة الروسية تنظر إلى الواقع السوري كواقع استراتيجي يتخطى الإطار الإقليمي إلى الإطار الأوروبي، وتحديداً إلى المصالح الروسية في أوروبا، والتي تشكّل امتداداً للمصلحة الروسية المباشرة.
في المقابل، فإن خطوة بوتين كما قرأتها المصادر الديبلوماسية نفسها، تكشف عن تباين في التطلّعات إلى المرحلة المقبلة في سوريا بين موسكو وطهران ودمشق، حيث أن انطلاق المفاوضات قد أرسى معادلة سياسية بدلاً من المعادلات العسكرية التي توقّفت عند حدود 400 قرية وبلدة استعادها النظام بفعل المساندة الجوية الروسية.
ووسط التباين في القراءات الإقليمية للخطوة الروسية، فإن المصادر نفسها وجدت أن الخطوة التكتيكية هي ذات أبعاد روسية أولاً، وأوروبية ثانياً، وإقليمية ثالثاً.
وبالتالي، فإن من شأن عملية خلط الأوراق التي ستنطلق من الأراضي السورية، أن ترتدّ، ولو بشكل غير مباشر، على الساحة اللبنانية المأزومة كون أي تبدّل في قاعدة الصراع الدائر في سوريا، لا بد وأن تكون له ترجمة مباشرة على دور "حزب الله" الميداني في سوريا، الذي ستشكّل عودته إلى لبنان مقدّمة لعملية "طبخ" التسوية الرئاسية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News