ليست هذه المرة الأولى التي تنشر فيها وثائق تؤكد ضلوع إيران وحزب الله بهجمات 11 سبتمبر 2001، فقد كشف في السابق عن أدلة بتورط النظام الإيراني بدعم القاعدة في محطات عدة، ولاسيما تلك الاعتداءات التي ضربت قبل 15 عاما الولايات المتحدة. ويبدو أن الإدارة الأميركية تعد الجهة الوحيدة التي لم تطلع على هذه الأدلة، رغم أن الوثائق الأخيرة استندت إليها محكمة نيويورك في 5 مارس الجاري لتغريم إيران 10.7 مليارات دولار، لتورطها في هجمات 11 سبتمبر، بعد دعوى من أهالي الضحايا.
ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط"، الخميس الماضي، الوثائق القضائية التي جاء فيها أن نظام إيران قدم الدعم اللوجيستي والمادي للقاعدة لشن هجمات 11 سبتمبر الدامية، كما أقدمت بعد الاعتداءات على إيواء بعض قادة التنظيم الإرهابي على أراضيها. والوثائق التي نشرت في الولايات المتحدة وخارجها لم تحرك ساكنا في البيت الأبيض، الذي يفاخر سيده، باراك أوباما، بأن أحد أفضل إنجازات عهده كان الاتفاق الذي أبرم بين الدول الكبرى والنظام الإيراني بشأن برنامج طهران النووي المثير للجدل.
وصمت الإدارة الأميركية إزاء المعلومات التي وردت في هذه الوثائق لا يبدو مستغربا، فهي اعتادت في السنوات الماضية عدم التطرق إلى الإرهاب الإيراني، رغم الأدلة التي تملكها على دعم نظام ولي الفقيه والحرس الثوري للإرهاب والفوضى. فقد نشرت صحيفة ''نيويورك تايمز'' ومحطة ''فوكس نيوز'' في مايو 2011 تقارير عن امتلاك الإدارة الأميركية أدلة ومعلومات تؤكد ضلوع إيران وذراعها اللبنانية حزب الله في هجمات 11 سبتمبر، عبر التخطيط وتدريب المهاجمين وتأمين الدعم المادي.
وعليه، فإن واشنطن، ورغم معرفتها بضلوع إيران في دعم الإرهاب، تبدو غير متحمسة لمحاسبة النظام الإيراني الذي يعد المستفيد الأول من الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، وانتشار التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، في دول عربية. ويطرح الصمت الأميركي إزاء هذه القضية الحساسة العديد من الأسئلة عن سبب رفض واشنطن محاسبة إيران الداعم الرئيسي للإرهاب، ومكافأتها عوضا عن ذلك باتفاق سيتيح لها التحرك بحرية أكثر على صعيد نشر الفوضى في المنطقة ودعم الإرهابيين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News