بالنسبة للبعض، الجندر أو الجنس هو أمر واضح ومحدد، ويتطابق مع الميول الجنسية لدى الشخص. لكن، هناك أشخاص لا يستطيعون تحديد مبدأ "الجنس" لديهم بشكل صريح، ولا يعتبرونه وسيلة محتمة لتحديد الميول الجنسية.
هذه هي الرسالة التي حاول المصور جوزيف ولفغانغ أوهليرت إيصالها من خلال كتابه "Gender as a Spectrum". ونشر أوهليرت في كتابه مجموعة من الصور والمقابلات لمجموعة من الأشخاص الذين لا تتطابق لديهم بالضرورة فكرة "الجنس" و"الميول الجنسية". كما يتطرق الكتاب إلى إمكانية كون "الهوية" الجندرية للشخص أمراً قابلاً للتأويل بأكثر من طريقة.
ورغم رفض كثيرين لطرح أن الهوية الجنسية قد تكون أمراً "مرناً"، إلا أن الإعلام والثقافة الشعبية يبديان مرونة أكبر عند طرحها. وبحسب أوهليرت، هذا الكتاب ضروري "لتوثيق" صور وقصص شخصية لأشخاص، بغض الظر عن جنسهم.
وبدأ هذا المصور المقيم في العاصمة الألمانية برلين بالتقاط الصور لكتابه في العام 2013. ويقول: "رغبنا في طرح أسئلة شخصية على شخص، لكن مع إعطاء كلّ منهم الحرية باختيار الطريقة التي يرغب بها بالتعبير عن نفسه، والأسئلة التي رغب بالإجابة عنها".
ويقول ريكاردو سيمونيتي الظاهر في الصورة: "بالرغم من أن مظهري الأنثوي بعض الشيء قد يعطي انطباعاً بأنني أحاول أخذ دور أنثوي، إلا أن ما أراه وأشعر به هو أني رجل".أما هذا الفنان المقيم في برلين، الذي ألقى على نفسه اسم "ingoe-deltraut"، يعرّف الجندر على أنه "تنوّع مثير بين الأجسام والأذهان والأرواح".
أما أليخاندرو رودريغو فيقول: "خلقت جسدياً كرجل وأنا أحب هذا، لكنني أحب أن أتلاعب بهويتي الجندرية". ويعمل رودريغو معالجاً فيزيائياً في باريس، ويعرف أيضاً باسم ماريسكا.
تعمل فيرجينيا ويلسون، المعروفة بـ "جين"، في حانة في لندن، وتقول: "أرى أن النظام يعرّف الجندر والميول الجنسية والدور في المجتمع لأي شخص في المجتمع أنه أمرٌ فكاهي".
ويتساءل هيدي مور حول أهمية "التعريفات" التي تصف الأشخاص، قائلاً: "ماهي الفائدة؟ حتى يستطيع الآخرون من وضعي في خانة معينة، وحتى تتوقف لديهم مشاعر عدم الراحة لأنهم غير قادرين على تعريف أنا ماذا؟"
فيما تقول دانيلا (أيرا نيغروت)، الموسيقية المقيمة في برلين: "لطالما كان جندري أحجية كبيرة. ورغم الشجار وسوء التفاهم مع والدي وعائلتي والأطفال الآخرين، استمرت هذه المشاعر غير الواضحة. كنت أحب أن أرتدي ملابس الفتيات عندما كنت لوحدي، ولم أشعر أن أسمي الذكوري كان يناسبني أبداً".
أما لوسين إيملي لوك، التي تعمل كمغنية في فينا، فتقول: "المشكلة الأكبر هي خلط غالبية المجتمع ما بين الجندر والميول الجنسية. إذا شعر رجل بالانجذاب لي بدون أن يعلم عن جنسي لحقيقي، فهذا لا يعني أنه مثليّ، لأنني أرسل إشارات أنثوية".
وتقول أيفي سبتمبر روسينور، التي تعمل كعارضة أزياء ومصممة ملابس في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن: "لطالما شعرت بأنني امرأة من الداخل، لكن لم يكن هذا هو الحال من الخارج. الجندر بالنسبة لي هو أن تشعر بأنك الشخص ذاته من الداخل والخارج، بغض النظر عن مظهرك الخارجي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News