مساء اليوم، يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن مستجدات تخص جبهة الصراع مع العدو الإسرائيلي، من ضمن ملفات عدة يفترض أن تتطرق إليها مقابلته مع قناة «الميادين».
صحيح أن الحزب يختار مناسبات محددة للتطرق الى ملف المواجهة مع العدو. وأحياناً كثيرة، يحصل أن تخرج مواقف الحزب، على لسان السيد نصرالله نفسه، ربطاً بحدث ما، مثل لجوء العدو الى اغتيال كوادر من المقاومة في لبنان أو سوريا. وهو، غالباً، ما يسعى الى تثبيت حق الحزب بالرد، وتوجيه رسائل متعددة إلى العدو وإلى الإقليم وإلى الداخل اللبناني حيال ما يفكر به الحزب رداً على اعتداءات العدو. أما بشأن الخيارات الكبرى، فهو يختار مناسبات عامة مثل ذكرى التحرير أو ذكرى القادة الشهداء لتقديم عرض يشير فيه الى جاهزية المقاومة لمواجهة أي عدوان.
لكن، ما الذي يحصل اليوم؟
إن تبسيط المسألة يساعد على فهم أدق لها. تشرح المعلومات القليلة المتوافرة عما يجري اليوم بعيداً عن الأضواء أنه عبارة عن استعداد من قبل العدو لتوجيه ضربة الى بعض مقدرات المقاومة. قد يحصل الأمر داخل لبنان، أو على الحدود مع سوريا، أو ربما داخل سوريا. لكن المؤشرات تلفت الى أن العدو لا يريد من وراء هذه العملية توجيه ضربة الى بعض القدرات الاستثنائية التي باتت في حوزة المقاومة، بل الاستمرار في محاولة فرض قواعد اشتباك جديدة تقوم على مبدأ أن لإسرائيل الحق في ضرب ما تراه مناسباً، وأن على الحزب إما الامتناع عن الرد (وهذا حصل أحياناً) وإما الرد بطريقة هادئة (لم يحصل ذلك أبداً) وإما الرد بطريقة لها بعدها الإعلامي والنفسي، لكنها لا تلزم إسرائيل برد مقابل.
يبدو أن العدو يفكر أنه يقدر اليوم على رفع سقف المعادلة من جانبه. وهو يراجع مجموعة من المعطيات التي بحوزته، وهي من طبيعة سياسية وعسكرية وأمنية، تجعل صاحب القرار يعتقد أنه الوقت المناسب لتوجيه هذه الضربة، بغية تحقيق أهداف عدة، أبرزها إصابة مقدرات أساسية للمقاومة، والقول بأن إسرائيل غير ملتزمة بأي تعهد حيال مواجهة حزب الله، وأن تستغل المناخ السياسي القائم لدى الحكومات العربية وبعض الأوساط الشعبية العربية، والذي يسوده انتقاد للحزب، للقول بأنها تحاكي محاربة ما وصفه هذا القسم من العرب بإنه «إرهاب».
أكثر من ذلك، يبدو أن صاحب القرار في إسرائيل يعتقد أن التطورات التي طرأت على الساحة السورية في الأشهر الستة الماضية لا يجب أن تؤثر سلباً على حركتها «الوقائية» إزاء الحزب. وربما هناك من قرأ أن قرار الحكومة الروسية سحب جزء من قواتها من سوريا على أنه تراجع روسي عن الوجهة السياسية حيال ما يجري في سوريا، علماً بأن روسيا لم تتعهد للعدو أبداً بأنها سوف تمنع حزب الله من الحصول على ما يصله من أسلحة، كما لم تتعهد بأنها ستكون وسيطاً مع الحزب.
خشية الحزب من المغامرة الإسرائيلية لا تتصل بخشية من المواجهة نفسها. الحزب يقول صراحة إنه لا يريد الحرب الآن. وهو لا يخفي أبداً استمرار العمل على تعزيز قدراته على مختلف الصعد. لكن الحزب قال مراراً إن انخراطه في الحرب السورية، أو دعم حلفاء له في أماكن أخرى من العالم العربي، لا يمنعه من القيام بواجبه الرئيسي في مواجهة العدو. بل إن العدو بات يعلم أن قوات المقاومة المعنية بالمواجهة مع العدو لم تتأثر فعلياً بكل انشغالات الحزب.
أما بشان الضغوط المفترضة إسرائيلياً على الحزب بسبب الأزمة السورية، فقد أعطى الحزب إشارات كثيرة بأن انخراطه في الحرب السورية لم يكن ليلزمه بأي تنازل في مواجهة العدو. بل حصل العكس، فجبهة الجولان، التي كانت ممنوعة على الحزب وعلى المقاومة لأسباب كثيرة، ها هي اليوم مفتوحة ولو وفق حسابات دقيقة وخاصة. أما بشان الدور الروسي، فإنه يمكن القول الآن، وبصراحة، إنه لا وجود لتواصل فعلي بين الحزب وروسيا حتى يمكنها القيام بهذا الدور، أو حتى نقل رسائل من العدو. والجميع يعرف قرار الحزب الصارم بمنع كوادره ومسؤوليه من التواصل المباشر مع الروس، وخصوصاً في الميدان، وأن يتم الأمر إما عن طريق إيران أو عن طريق سوريا.
كل ذلك يعني، ببساطة، أن السيد نصرالله يجد نفسه ملزماً بإفهام العدو بأن أي مغامرة جديدة، ولو على شكل اعتداء، سيقابلها رد حتمي. لكن السيد نصرالله معنيّ اليوم بإفهام العدو أن هذا الرد سيكون واضحاً وبطريقة مختلفة عما حصل سابقاً. وهو أمر سيوجع إسرائيل أكثر مما تعتقد، كما سيقول السيد نصرالله إنه إذا قرر العدو التدحرج في مغامرة من اعتداء إلى مواجهة، إلى حرب شاملة، فإن المقاومة في لبنان مستعدة لذلك، وهي مجهزة سياسياً وعسكرياً وأمنياً لخوض هذه المواجهة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News