مختارات

الثلاثاء 22 آذار 2016 - 07:10 الديار

معهد واشنطن: "داعش" ارتكب ابادات جماعية

placeholder

كتب ماثيو ليفيت وإيه جي بيلوف دراسة لمعهد واشنطن لساسات الشرق الادنى دراسة حول داعش ومواجهتها وسياسة واشنطن حيالها .. وجاء في الدراسة: « يمارس تنظيم «داعش» مجموعةً واسعةً من أعمال العنف المتطرفة التي تستهدف المدنيين من الرجال والنساء والأطفال وأقليات عرقية ودينية، وحتى المسلمين السنة الذين ينتمون إلى نفس طائفتهم ولكنهم لا يوافقون على الإيديولوجية المتطرفة والاستبدادية التي يعتنقها التنظيم. وفي السابع عشر من آذار قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن تنظيم داعش ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق جماعات دينية مختلفة.

وينصّ أحد الأحكام في مشروع قانون الإنفاق الشامل الذي أقره الكونغرس الأميركي في كانون الأول المنصرم، على أنّ كيري سوف يقدّم إلى لجان الكونغرس المعنية تقييماً لاضطهاد المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى في الشرق الأوسط والهجمات التي يشنّها ضدّهم الإسلاميون المتطرفون الذين ينتهجون العنف... بما في ذلك إذا كانت هذه الاضطهادات أو الهجمات تشكّل فظائع جماعية أو إبادة جماعية». وأناط مشروع القانون وزير الخارجية بتقديم نتائجه إلى الكونغرس بحلول 17 آذار.

وفي اليوم نفسه، أصدرت «لجنة الشؤون الخارجية» في مجلس النواب الاميركي قراراً وقّعه أكثر من 200 مشرّع من كلا الحزبين، أعربت فيه عن شعور الكونغرس بأنّ الأعمال التي يقوم بها تنظيم «الدولة الإسلامية» ضدّ المسيحيين واليزيديين والتركمان وغيرهم يمكن تصنيفها على أنها «ارتكاب لـ«جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية»، و«إبادة جماعية»...
يعتنق تنظيم «الدولة الإسلامية» إيديولوجية سلفية متشدّدة ضمن رؤية مروّعة للوجود تنذر بنهاية العالم وتحرّض ضد الآخرين. وفي إطار هذه النظرة المتطرفة إلى العالم، لا يجوز قتل الأعداء والكفار فحسب، بل إنّ ذلك هو واجب ديني. على سبيل المثال، يصنّف تنظيم «داعش» الشيعة والعلويين على أنّهم مرتدّون، مما يعني أنّهم يخضعون لعقوبة الإعدام من دون محاكمة.

وفي العدد السابع من مجلة «دابق» وهي المجلة الرسمية لتنظيم داعش، كشفت المجلة المعبرة عن أيديولوجية تنظيم «داعش» باللغة الإنجليزية عن نظرة التنظيم المستقطبة حول النزاع بين المؤمنين والمرتدّين. فالتنظيم يرى المعركة بين الإيمان والكفر على أنّه «الاختبار الذي يحدد ما إن كان الشخص يتمتع بالعقيدة الإسلامية». ويحرم التنظيم بعناد أيّ فرصة للتعايش السلمي مع الناس الذين لديهم معتقدات مختلفة
وفي العدد الرابع من مجلة «دابق»، ركّز داعش على الأقلية اليزيدية، وخلص إلى أنّه يجوز استعباد نسائهم وتطبيق نظرة التنظيم في التعامل مع المشركين على اليزيديين


وفيما يدّعي داعش بالدفاع عن أراضيه، أورد تقرير لجهاز الاستخبارات الهولندية أنّ «مفهوم تنظيم «الدولة الإسلامية» لـ «الدفاع» يشمل مهاجمة السوريين والعراقيين الذين لا يشاركون التنظيم معتقداته، أو قتلهم أو اغتصابهم أو استعبادهم، أو مهاجمة أولئك الذين يقاومون بطريقة ما. كما خلص إلى أنّ: «أي شخص يسافر للالتحاق بما يُعرف بـ تنظيم »الدولة الإسلامية يُفترَض أنه يعلم تماماً بأنّه يختار الانضمام إلى جماعة إرهابية تعتبر كلّ الخارجين عنها 'كفاراً' وتلجأ إلى استخدام العنف المفرط بشكل يومي
فقد أفادت الأمم المتحدة في آذار 2015 أنّ الأدلة «تشير بقوة إلى» أنّ داعش ارتكب قائمة طويلة من جرائم الحرب. وبعد خمسة أشهر، أي في آب2015، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً جديداً خلصت فيه بشكل قاطع إلى أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، في الواقع، «قد ارتكب جرائم حرب، بما في ذلك القتل والإعدام من دون أيّ محاكمة عادلة، والتعذيب، وخطف الرهائن، والاغتصاب وممارسة العنف الجنسي وتجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية والهجوم على الأهداف المحميّة، فضلاً عن غيرها من الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي». ( ..)

ولكن، هل وصلت هذه الجرائم إلى حدّ الإبادة الجماعية؟ يرد في «اتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية» (كانون الأول 1948)، تعريفٌ للإبادة الجماعية على أنّها «نيّة بالتدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية.

في 3 شباط 2016، أصدر البرلمان الأوروبي قراراً بالاجماع يُعدّ «اعترافاً بأنّ القتل المنظّم واضطهاد الأقليات الدينية اللذين يعتمدهما تنظيم «الدولة الإسلامية» في الشرق الأوسط إنّما هما إبادة جماعية». وأكّد الاتحاد الأوروبي أنّ تنظيم «داعش» «يرتكب الإبادة الجماعية بحقّ المسيحيين واليزيديين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية التي لا تتفق مع ما يعرف بـ مفهوم 'تنظيم «الدولة الإسلامية«داعش»' عن الإسلام . (...)

وسابقاً، ذكر كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري مصطلح «الإبادة الجماعية» عند الإشارة إلى الأعمال التي يرتكبها داعش وتحديداً بالحديث عن حصار سنجار. وفي 7 آب 2014، أعطى الرئيس أوباما الإذن بالقيام بعمليات عسكرية داخل العراق من أجل حماية الأفراد الأميركيين وإنقاذ آلاف المدنيين العراقيين الذين يهدّدهم وجود «داعش».

لا شكّ في أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» يتعمّد استخدام العنف الفائق كمسألة سياسية وأنّ الكثير من أعمال العنف التي يمارسها إنّما تشكل جرائم حرب وجرائم بحقّ الإنسانية. إن تحديد ما إذا كانت أعمال عنف محددة يقوم بها تنظيم «داعش» تشكّل أيضاً إبادة جماعية أم لا، يجب أن يتمّ على أساس الوقائع وحدها، وليس على السياسات التي يمكن أن تتشعّب عن هذا القرار. وفي الواقع، فبينما قد يحظى قرار مماثل بالدعم الشعبي المؤيّد لاتخاذ مزيد من الإجراءات بحقّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، يبدو من غير الضروري اتخاذ أيّ إجراء جديد بموجب القانون الدولي.

وفي أعقاب تصريح وزير الخارجية الأميركي بأن تنظيم «داعش» ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق جماعات دينية مختلفة يجب أن يكون لحماية المدنيين مكاناً أوضح في التكتيكات والاستراتيجيات التي يعتمدها التحالف الدولي لمكافحة داعش وفي النهاية، سيُهزم تنظيم داعش ( ..)، يجب أن تشمل الاستراتيجية التي تهدف إلى هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» الحدّ من قدرة التنظيم على القيام بعمليات إرهابية وممارسة أعمال العنف.

(ماثيو ليفيت هو زميل «فرومر- ويكسلر» ومدير برنامج «ستاين» للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن. إيه. جي. بيلوف هو مساعد باحث في برنامج «ستاين» في المعهد)

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة