خاص- "ليبانون ديبايت":
يوحي سياق المعارك الحالية الدائرة في مدينة تدمر، بالهدف المراد منها، وهو كمش تنظيم "داعش" في معاقله عبر توجيه ضربة أولية لقوته المتمثلة حالياً في مدينة تدمر الآثارية التي سيطر عليها في أيار من العام الماضي.
ولعل من المُبكر الحديث حالياً عن تجاه زخف قوات الجيش السوري وحزب الله، لكن مسار المعارك يُعطي صورةً صغيرة عمّا يُحضّر. وتتقاطع المصادر الميدانية حول غاية "كسر داعش" في عمق البادية السورية الذي سعى للسيطرة عليها من أجل عدة أهداف، بينها كمش المنطقة السورية الوسطى والتمدّد عبرها نحو أرياف حمص وحماة وخلق خط دفاع متقدم، ثابت وقوي، لحماية معاقل "تنظيم الدولة" في الشرق السوري، كما أن الأهداف تصل أيضاً حتى الحدود اللبنانية – السورية من أجل العودة بقوة إلى منطقتي القلمون والقصير.
وإنطلاقاً من هذه القراءة القصيرة للأهداف، يتضح لماذا يشد حزب الله والجيش السوري الهمم في تدمر، فهو يضرب عصفورين لا بل أكثر بحجرٍ واحد. ولا تستبعد مصادر "ليبانون ديبايت" أن يكون سعي القوات الحليفة للسيطرة على تدمر هدفه تقديم أوراق القوة لتصل إلى مشارف معاقل "داعش" من جهة البادية السورية، توازياً مع إقترابها نحو نفس المعاقل من جهة أرياف حلب حيث بات الجيش السوري يبعد قليلاً عن مدينة "تل حافر" التي تعتبر بوابة مدينة الرقة من جهة الشمال الشرقي السوري توازياً مع عمل وحدات الحماية الشعبية الكرديّة المتقن في التقدم نحو ذات المعاقل أيضاً.
ويبدو أن حلم "داعش" في التمدّد لـ "كمش" وسط سوريا يتبدّد حالياً مع إقتراب القوات الحكومية نحو تدمر وحصار جهتها الجنوبية الغربية وتقليص مناطق القتال لتصل إلى دفاعات المدينة، وهو ما يزيد وضوح الصورة بأن حزب الله والجيش السوري يبدآن التحضير إنطلاقاً من تدمر لتهديد أسوار مدينة دير الزور، أحد أكبر معاقل "داعش" في سوريا حال إستعداتها، لأن مجرى الأحداث الحالي مختلف عن ذلك الذي كان سائداً يوم وجود الدولة السورية في المدينة نفسها.
ولهذا التحضير عدة إشارات. فعلى جبهة المدينة، يخوض الجيش السوري غمار حرب بعيداً عن الإعلام وهو لا زال صامداً في أحيائها ومطارها العسكري على الرغم من كثافة الهجمات، لكن ما يُنظر إليه في جدية ويجب أن يُقرأ بهدوء، هو ما يجري على حدود دير الزور من جهة العراق بظل تقدم القوات الحكومية مدعومةً بالحشد الشعبي في مناطق الأنباء التي تعتبر خط إمداد رئيسي لداعش لحماية وجوده داخل مناطق شرق سوريا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News