المحلية

placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت
الأحد 27 آذار 2016 - 09:05 ليبانون ديبايت
placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت

بين "قائد محور" و "بي الفقير": هذا هو سعد المصري

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

قد لا يكون سعد المصري اول موقوف يخلى سبيله، فوفقا للمعلومات الامنية تشهد السجون اللبنانية اخلاءات سبيل لشبان من الشمال منذ اطلاق سراح ميشال سماحة.

لكن مشهد طرابلس في الامس قد لا يكون له مثيل، فالاستقبال الذي لاقاه قائد محور الستاركو سابقا في ازقة مدينته الفقيرة بدا فريدا من نوعه. بدأت الاستعدادات قبل يومين لاستقبال ابو خضر الذي قضى سنتين سجنيتين ونصف بين سجني روميه والقبة بعد محاكمته في المحكمة العسكرية الدائمة لمشاركته في احداث طرابلس وتمت تبرأته من الاعمال الارهابية وتأليف مجموعة مسلحة.

رفعت الرايات المرحبة به التي قدمتها مختلف العائلات الطرابلسية المقربة منه وحضِّرت المفرقعات لاضاءة سماء المدينة ترحيبا بالضيف. خرج المئات من منازلهم لاستقباله وسط انتشار مكثف للجيش اللبناني عَكَس نجاح الخطة الامنية هناك، حيث لم تسجّل طلقة رصاص او اي مظهر مسلح. بمؤازرة امنية جرى الاستقبال الشعبي على الطريقة الفولكلورية اللبنانية بالطبل والزمر وعلى وقع اغنية "زينو الساحة والساحة لينا، ساحة الاسمر... تيمنا بساحة الاسمر المعروفة في محلة "الشهيد خضر المصري" كما هي مسماة.

حمل سعد على الاكف من باب التبانة الى بلدته المنيه وارتسمت الصورة عينها في كل مكان وصل اليه، بفارق ان في المنيه اشتعلت السماء بالطلقات النارية التي افرغَت الامشاط حيث لا خطة امنية ولا من يحزنون.

اذا استقبل سعد المصري استقبال الابطال ولو انه بالنسبة لكثيرين غريبين عن بيئته قاتل للجيش اللبناني، لكنه بالنسبة لاهله يجسد كرامتهم التي استرجعت بعد ان تخلى عنهم السياسيون وزجوا بابنائهم في السجون وورطوهم بحروب راح ضحيتها مئات الابرياء والاطفال من الطرفين. وهو ما عبّر عنه ابو خضر في كلمات مقتضبة لليبانون ديبايت طالبا من سياسيي طرابلس التوافق والتحاور كما فعل غيرهم من السياسيين لتجنيب المدينة الفتنة والمشاكل. وعلى سؤال حول نشاطه المستقبلي رد بأنه سيقوم بما في وسعه لمساعدة ابناء التبانة وهو المعروف في اوساطهم ب"بي الفقير" الذي كان يساعد الفقراء من خلال سوق الخضر وعبر شبكة علاقته مع السياسيين كونه كان محسوبا على احد رؤساء الحكومة السابقين كما يقولون، اذ كما يروي مقربون منه قد سار على خطى شقيقه خضر. اما هو الذي اتهم عميد حمود سابقا في افاداته في المحكمة العسكرية بتلسيح بعض الشباب وبتدريبهم على القتال ولام اللواء اشرف ريفي على تخليه عنهم تحفظ بعد خروجه عن اي جدل سياسي لافتا الى ان الظرف اليوم هو غير مناسب لمثل هذا الكلام.

يقول احد ابناء التبانة ان يوم زار سعد الحريري طرابلس لم يستقبل بهذه الحفاوة اما السبب فهو لان الاخير قد تخلى عنهم في عز الازمة وتركهم يتخبطون في الفقر والعوز. ذاك الرجل الذي كان يمثل بالنسبة اليهم زعيم الطائفة السنية ضعفت هالته وانكسرت هيبته، لأن الزعيم هو من يقف الى جانب شعبه في كل الظروف وليس ذاك الذي يتذكرهم متى كان بحاجتهم كما يقولون.

صورة الحريري لا تختلف عن غيره من الزعامات الطرابلسية بالنسبة اليهم بفارق الاحياء والعلاقات، ما يعني من دون لف او دوران ان لقادة المحاور السابقين ناسهم ومناصريهم، فاما ان تستفيق زعاماتهم وتحتويهم لتجعلهم جزءا من النسيج الاجتماعي واما ان تتحمل مجددا نتائج التهميش والتفقير، التي قد لا تحمد عقباها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة