ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، قداس عيد الفصح في كاتدرائية مار بطرس - جبيل، عاونه فيه كاهن الرعية الأب حليم عبدالله، وحضور حشد من المؤمنين.
تابع: "المحبة الحقيقية التي تنبع من تعاليم الرب يسوع وأعماله، صعبة للغاية لأنها خروج من الذات للقاء الآخر بمجانية وبروح التضحية،إنها مغامرة رائعة لا يقدر عليها الانسان بقواه الذاتية، لأنها في الواقع من ثمار نعمة الرب فيه، إنها تحد لواقعنا البشري بكل ما للكلمة من معنى، لأنها تختار ما هو صالح بحد ذاته، وترتبط بالحقيقة وتسعى إلى منفعتها ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق، هذه المحبة التي يحتاجها مجتمعنا وعائلاتنا، ويحتاجها أيضا وطننا في أيامنا الحاضرة لينتصر على الأزمات التي يتخبط بها ويخرج من الظلمة إلى النور، ومن الأحقاد إلى الحوار والتلاقي. كم يلزمنا من الايمان الصادق والعميق لنلتمس القوة التي تأتينا من الله فنختار أن نكون بناة حضارة المحبة هذه في وطننا العزيز لبنان؟".
وقال: "لبنان الذي نريده وطنا نهائيا لجميع أبنائه لن يبنى إلا على قيم المحبة والاستقامة والصدق والتضحية، بتضامن أبنائه الذين يقدرون على إرساء بناء قوي ثابت على الصخرة بقدر ما يكونون عواميد صلبة في بنيان حضارة المحبة، لبنان القيامة الذي نتطلع إليه هو لبنان الذي يعلو أبناؤه والمسؤولون فيه فوق المصالح الشخصية، فيعملون لأجل الخير العام ولخير المواطنين، بوحي من ضميرهم ومن الدستور والميثاق الوطني، لاعادة بناء مؤسسات الدولة بدءا بإنتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون عادل للانتخابات، كم يلزمنا من الايمان والشجاعة والقوة والتجرد لنشهد لهذه القيم، وكم نحن بحاجة إلى الروح القدس الذي نستقبله في الصلاة والتأمل بكلمة الله، لنميز ما يريده الله كخير أسمى لتكون لنا الحياة وافرة ونبلغ بالتالي السلام الذي نتوق إليه".
وختم عون: "فلنصل في هذا العيد لأجل السلام في لبنان وسوريا والعراق وفي كل بلد يتخبط بالحروب والنزاعات أو يصيبه الارهاب، ولنصل أيضا لأجل المتألمين والمرضى والمحزونين الذين فقدوا أحباء لهم، ولأجل كل شعب يتوق إلى السلام الحقيقي، ولنطلب من الرب نعمة أن نكون مؤمنين حقيقيين نشهد لقيامته بعيش الرحمة والمحبة، وبزرع السلام حولنا، فيؤمن العالم مجددا بأن المسيح المنتصر على الموت والخطيئة لا يزال يغلب الحقد بالغفران، ولا يزال يغلب الأنانية بالعطاء، ولا يزال يغلب الموت بالمحبة، من خلال المؤمنين الذين يقبلون كل يوم روحه القدوس، نسأل ذلك بشفاعة أمنا مريم ومار مارون ومار بطرس وجميع القديسين، له المجد والحمد والاكرام إلى الأبد. المسيح قام حقا قام".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News