خاص: "ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
فاجأ سقوط مدينة تدمر السريع المراقبين حيث لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع إنهيار تنظيم "داعش" ضمن مدة 10 أيام في مدينة إستمات للسيطرة عليها وجعلها مربط فرس له!.
لا شك أن إنتقال الجيش السوري من أسلوب وتكتيك عسكري إلى أسلوب وتكتيك عسكري مختلف، قد ساعده في مقارعة تنظيم إرهابي يعتمد عدا عن العقيدة الدينية، على تكتيك عسكري مبني على حرب العصابات وحرب المفخخات. إنتقال الجيش السوري إلى النوع المختلف من القتال، أتى من خلال تكوين مجموعات عسكرية نخبوية في صفوفه تعتمد على نمط حرب الشوارع أو "المجموعات الصغيرة" وتبتعد عن أسلوب الجيوش الكلاسيكية.
للحقيقة، فأن معركة تدمر، شهدت على خليطٍ هام متنوع ضمّ عدة فرق وكتائب عسكرية حديثة النشأة، بُنيت على أساس مشابه لنمط حزب الله القتالي، وكان للحزب الدور الأكبر في تدريبها وتأسيس عقيدتها القتالية ورفدها بخبرته العسكرية. يقول مصدر ميداني لـ "ليبانون ديبايت"، أن التطبيق الفعلي لمَ تمّ تحضيره وتجهيزه منذ نحو عامين كان في تدمر حيث حُشدت لهذه المعركة فرق عسكرية نخبوية عملت سابقاً في بيئآت عسكرية متنوّعة دون أن تكون متداخلة فيما بينها.
وتقسّم عمل الجيش السوري على فصائل سورية متنوعة تتبع في القيادة والأمر للجيش، هي: كتائب صقور الصحراء المختصة في النمط القتالي ضمن بيئة مشابهة لمسرح تدمر، مغاوير البحر، وهي فرقة عسكرية نخبوية أُسست حديثاً وشاركت بفعالية في معارك ريف اللاذقية وهي مختصة بالعمليات السريعة والخاطفة، ذرع الأمن العسكري وهي كتيبة عسكرية مدرّبة على نمط حرب الشوارع، قوات الرضا، وهو شق سوري من حزب الله يعمل وفق التكتيك العسكري نفسه، و"نسور الزوبعة" التابعة للحزب السوري القومي، إلى جانب كتائب عسكرية غير سورية مؤلفة من "حزب الله، لواء فاطميون الإيراني، وقوة كوماندوس روسية"، هذا الخليط المتجانس، يقول المصدر أنه "حقّق نقلة نوعية في أسلوب العمل وكان له الدور الأساسي في كسر شوكة التنظيم في تدمر".
وبحسب معطيات "ليبانون ديبايت"، فإن كلّ فرقة عسكرية أو كتيبة مذكورة إنافاً، عملت في جزء خاص من تدمر طبّقت فيه ما دُرّبت عليه وكانت تتمتع بإستقلالية عن الفرق الأخرى وتعمل وفق تكتيك خاص بها مرسوم للمعركة مسبقاً. وتكشف مصادر موقعنا، أن "تعدّد الأساليب القتالية، صعّب على داعش فهم خطط الجيش السوري ما وضعه في ضياع وشتّته عن إيجاد السُبل لمواجهة زحف القوات القادمة نحوه".
وشكل نموذج إختراق جنوب غرب تدمر وشمال غربها أساساً في عملية التهاوي السريع، حيث تناوب صقور الصحراء وقوات مغاوير البحر، بإدارة ضباط ميدان من حزب الله وآخرين من الجيش السوري على ضرب مصادر قوة التنظيم وإنجاز عملية تقدم سريعة مغطاة بكثافة نارية مرّت من أسفلها القوات لتخترق خطوط دفاع ودفع عناصر داعش للتراجع.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News