اقليمي ودولي

placeholder

ايلاف
الخميس 31 آذار 2016 - 08:54 ايلاف
placeholder

ايلاف

خريطة جديدة للشّرق الأوسط

خريطة جديدة للشّرق الأوسط

لحظة تلفّظت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس بعبارتها الشهيرة "الشرق الأوسط الجديد"، بينما كان لبنان يتعرّض للقصف الإسرائيليّ في صيف 2006، ما هدأت الألسنة، شرقًا وغربًا، تلهج بما يمكن أن تعنيه، تحليلًا وتخييلًا، هذه العبارة الأميركية الرّنّانة.

إن الحدود المرسومة، وهذا واقع، لم تعد هي التي تقف عندها التطلعات الآن، "ومنذ وقت طويل والموضوع المفضل لدى كثير من المثقفين العرب هو التنبّؤ بمؤامرات حول إعادة رسم الحدود، وتغيير أنظمة منطقة الشرق الأوسط، وقد غذاها تغير الأحلاف الدولية؛ بسقوط الاتحاد السوفياتي، وتوحد أوروبا، وظهور مفهوم الإمبراطورية لدى منظري اليمين المتطرف الأميركي"، كما يقول الكاتب والمحلل السعودي عبدالرحمن الراشد في مقالة له بعنوان "تغيير الحدود لن يتوقف عند حدود"، نشرتها مجلة "الفيصل" الصادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، مضيفًا أن المفاجأة تكمن في أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) هو الوحيد الذي أعلن برنامج تغيير خريطة المنطقة وبدأ تطبيقها على الأرض.

يدرك الراشد أن جوهر الصراع في الشرق الأوسط هو الرغبة في التغيير، بالتوسع والهيمنة، وقد ارتفعت درجة الإيمان بأن هناك مؤامرة دولية تحاك لإعادة تقسيم المنطقة، لكن تفكيك الدول المضطربة لا يحتاج إلى مؤامرة لأنها شبه منهارة ومفككة. فنظرية تغيير الحدود ما وراء حزام دول الثورات إلى الدول المستقرة في رأيه محض مخاوِف بواعثها الفوضى المنتشرة، وتزايد تدخلات إيران وتركيا، "والحروب في الأغلب ليست نتاج مؤامرات، إنما هي بسبب سوء إدارة الأنظمة للأزمات؛ مثلما حدث في سوريا، عندما لجأ النظام إلى سياسة القسوة المفرطة في التعامل مع تظاهرة صغيرة، التي تحولت إلى تمرد واسع، ثم ثورة ضد نظام الحكم. ولا ننسى أن غزو صدام حسين الكويت كان سببًا جوهريا في سقوط نظامه وغزو العراق لاحقًا".

وبحسب مقالة الراشد، تطرقت مجلة أتلانتيك الأميركية إلى تغيير خرائط الشرق الأوسط في العام 2006، تحت عنوان: "بعد العراق: كيف سيبدو الشرق الأوسط؟"، لكنه لم يكن أكثر من محض اجتهاد شخصي من الكاتب جيفري غولدبيرغ.

يقول الراشد: "كتب كثيرون عن العراق خصوصًا، بإعادة رسم خريطته وتفكيكه، وهذه لم تكن نظرية مؤامرة، بل هي طرح علني، سبق أن قدم مشروعًا من جو بايدن، نائب الرئيس الحالي، عندما كان سيناتورًا في مجلس الشيوخ في العام 2006. بايدن دعا إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دول: كرديّة، وسنّيّة، وشيعيّة؛ ليكون مثل يوغسلافيا، التي جرى تفكيكها؛ لوقف الحروب بين إثنياتها في اتفاقية دايتون. إنما كل الإدارات الأميركية السابقة والمتعاقبة: بيل كلينتون، ودبليو بوش، والحالية باراك أوباما، التزمت بعراق موحد. والسبب الأول يرجع إلى صعوبة تأسيس مثل هذه الدول، وثانيًا هناك خوف من فكرة تغيير الخرائط وعواقبها على المنطقة".


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة