مشاهير

رنا اسطيح

رنا اسطيح

الجمهورية
الأربعاء 06 نيسان 2016 - 07:45 الجمهورية
رنا اسطيح

رنا اسطيح

الجمهورية

ريما نجيم: عدتُ بسبب الحُبّ... وهذا ما لم أتحمّله!

ريما نجيم: عدتُ بسبب الحُبّ... وهذا ما لم أتحمّله!

تغيب وكأنها لا تغيب، وتعود كما يليق بها بـ«طنّة ورنّة» ومحبّة غامرة من زملاء الوسط وأصدقاء المشوار الذي يطاول سنته السادسة عشرة. إنها ريما نجيم الإعلامية الظاهرة التي تسير بعكس تكّات ساعات الصحافة المولجة في حروبها الوجودية اليوم أكثر من أيّ يوم مضى، لتكون المغناطيس الذي يجتذب الحبّ بقوّةٍ تتحدّى قوانين المهنة «الطبيعية» وقواعد النسيان المترافق مع الغياب. هكذا سجّلت الإعلامية اللبنانية أمس عودةً منتظرةً إلى أثير إذاعة «صوت الغد» على أن تطلّ بدءاً من هذا الصباح لتستكمل من خلال برنامجها «يا ريما» مشواراً طويلاً يزخر بالنجاحات والذكريات التي طُويت وتلك التي لم تُكتب بعد.«الشوق مش كلمة بالتمّ… الشوق إحساس خارق لكلّ الحواجز... بيوصل ولو عن بعد، بيكتسِح الأماكن وما بيهمّوا الخسائر... عينو عالنجاحات وقلبو بيت صغير كلّو دفا وصدق ووفا. أنا كمان اشتقتلكن… وكرمال كلّ كلمة حلوة وكلّ لحظة ما بتنتسى وكلّ كلمة وقصّة ما راحت بالهوا راجعين نكمِّل سوا».

شوق إلى الرجوع

بهذه الكلمات اختصرت ريما نجيم عبر صفحاتها الخاصّة على السوشال ميديا وقود العودة وشعلة شوقها الذي لم ينطفئ إلى الرجوع. بينها وبين الناس وجمهور الإذاعة حكاية عمر ودرب طويل نجحت خلاله في أن تتحوّل إلى مصدر وحي بالنسبة إلى كثيرين وكثيرات في زمن لم تعد تصنع فيه القامات الإعلامية العالية.

وعلى عكس قوانين اللعبة، استطاعت أن تصير هي المكان ويصبح اسمها وحده الوعد باللقاء المقبل مهما تعدّدت الأماكن وتبدّلت الظروف. ورغم أنوثتها الطاغية ودلعها المشهود، إلّا أنّ سلاحها الأكثر فتكاً هو قدرتها على إسقاط الأقنعة من حولها. تقابلها وتشدّ العزيمة على أنك لن تنهال عليها بالكلام المنمّق أو المديح، فتراك مستسلماً بسرعة أكبر مما تتوقع إلى تلك القوّة الجاذبة، قوّة الحب والصدق.

هكذا أمطر أمس إعلاميون ومطربون وشعراء وملحنون وصحافيون، أميرة الأثير بكلمات معطّرة احتفاءً بعرس العودة فيما تولّى صديقها الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان تقديم الحلقة الاحتفالية ليضخّ فيها مزيداً من الطاقة والحب.

ممتنّة لكلّ هذا الحب

إزاءَ هذا كلّه، تقول ريما نجيم في اليوم الذي عادت فيه إلى الإذاعة: «أشعر بالامتنان والسعادة إزاء كلّ هذا الحب. كان اليوم نهاراً مليئاً بالفرح. فكم جميل أن نتشارك مع مَن نحب لحظات السعادة فلا تكون علاقاتنا مقتصرةً على مؤازرة بعضنا البعض في الأحزان وإنما على تشارك الأفراح أيضاً»، واصفةً العودة إلى «صوت الغد»، وهي الإذاعة التي كانت انطلقت منها واقترن مشوارها بها على مدى سنوات بأنها «عودة إلى المكان الأوّل. أشعر بأنني رحلت عنها لأقوم بمغامرة وأنني اليوم عدت لأكمل ما بدأته».

أكثر من سوء تفاهم

وعن سبب مغادرتها لإذاعة «أغاني أغاني»، تجيب: «لا زعل كبيراً بيننا. كان لديّ مآخذ وآراء معيّنة لم يتمّ الأخذ بها. وأنا أحب أن أكون على اطّلاع واسع بكلّ الأمور الموجودة في المكان الذي أتواجد فيه بينما لم تكن الحال كذلك، حيث إنّ هناك أكثر من رأي وكانت هناك أمور لست موافقة عليها تحصل أحياناً».

وتوضح: «هو أكثر من سوء تفاهم بقليل ولكنه ليس بالمشكلة العظيمة. وأنا أحب أن أحتفظ بعلاقة طيّبة بكلّ القيّمين على المحطّة من دون استثناء. ولكنني كنتُ أشعر من البداية أنّ هذا المكان قد لا يكون المكان المناسب لي ولكنني أعطيت نفسي فرصة لاختبار هذه المغامرة».

وتؤكّد: «أحرص دائماً على حفظ الجانب الجميل من كلّ تجربة والاحتفاظ بقيمتها. لا أستطيع أن أخرج من الباب وأتغاضى عن كلّ ما عشته مع الأشخاص الذين اجتمعت بهم أو الانجازات التي حقّقناها سويّاً».

عروض كثيرة

وتفصح: «بالطبع كانت هناك عروض من أكثر من إذاعة. الأمر هكذا دائماً حتى عندما كنت على الأثير كنت أتلقّى عروضاً أخرى من جهات مختلفة ولكنني لست شخصاً يهوى التنقل من مكان إلى آخر. بل على العكس تماماً. شاءت الظروف أنني تنقّلت في الفترة الأخيرة، ولكنني في المقابل شخص يحبّ أن يكون في مكان واحد لأبني فيه ومعه ذكريات تستمرّ. أحبّ أن أؤسّس لأمور تبقى ولا تتلاشى. ليس نهجي أن أنتقل من إذاعة إلى أخرى وأغادر بكلّ بساطة ولا هو ما يرضيني.

وبالطبع «صوت الغد» حالة خاصّة فهي المكان الذي انطلقت منه والذي أعود إليه لنكمل سوياً ما قد بدأ».
وتعترف: «نعم، خطر في بالي ألّا أعود. كنت أحاول أن أختبر الحياة بلا «هواء» لأرى إن كنت سأتمكّن من التأقلم مع الموضوع والتعايش معه. والحقيقة أنني استطعت أن أعيش «بلا هواء» ولم أشعر أنني مظلومة. ولكن ما افتقدته هو التعبير.

اشتقت لأن أعبّر للناس. اشتقت إلى «الهواء» والناس من حولي كانوا يفيضون محبّة لدرجة أنّ السؤال الموحّد الذي كنت أواجهه من الجميع هو متى العودة ولم أكن أحداً يكترث لأيّ شيء آخر وكأنها مقدّرة وستحصل لا محالة. وهذا الضغط الجميل المشبّع بالطاقة والمحبّة مدّني بالقوّة لأعود وأقول نعم سأكمل».

متطلّبة

وعمّا إذا كان طبعها المتطلّب هو السبب وراء تركها للإذاعة تقول: «نعم أعترف بتّ أكثر تطلّباً اليوم. في البدايات قد نختار عشوائياً. ولكنّ الفارق
اليوم أنه باتت لديّ خبرتي ومشواري المهني الذي أخشى عليه ممّا قد يؤذيه.

أستطيع أن أكون متسامحة في امور كثيرة جداً في الحياة إلّا بأيّ أمر قد يشوّه ما صنعته وما أمضيتُ عمري أعمل من أجله. هذا ما لا أستطيع تحمّله وما لا أرضاه مهنياً. لا أستطيع أن أفرّط بما حققته».

وعن مقاربتها للحياة والمهنة اليوم في هذه المرحلة العمرية تقول: «لديّ رغبة حقيقية بأن أستمتع بكلّ ما أفعله. أحياناً نعمل من أجل أن نصل إلى مكان معيّن أو مرتبة أفضل في مرحلة عمرية معيّنة. وأحياناً الطموح هو ما يحرّكنا.

وأحياناً أخرى وفي مجالات عمل مختلفة لا تقتصر على الإعلام نجد أنفسنا مضطرين إلى خوض حروب سواء للدفاع عن النفس أو للمحافظة على ما تحقق. اليوم أرغب بالعيش بسلام وحب وفرح.

كما يُقال لي إنني أجعل المستمع يخرج بحالة فرح من برنامجي، أشعر بدوري بهذه الحاجة لأن أكون سعيدة. هم لا يعرفون كيف كنت أشعر في الماضي. لم أكن سعيدة بل على العكس تماماً كنت أستلم الهواء وأنا منهكة بسبب كلّ ما كان يحصل من حولي.

اليوم أعتقد أنني صرت محصّنة لأحزن أقل وأتاثّر أقل بالأجواء السلبية ولأستمتع بالحياة. فالحياة لا يجب أن تكون صراعات مستمرّة مع الآخرين والذات. في لحظة معيّنة نعي أننا يجب أن نعيشها كما هي ببساطتها وجمالها الأوّل».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة