أكد الرئيس العماد ميشال سليمان ان "المطلوب من الشعب اللبناني المحافظة على الطائف الذي حفظ هذه الصيغة وهو العقد الاجتماعي، لكن عبر توفير المناعة الكافية له بادخال بعض الامور المهمة حتى يخدم اكثر للسنوات المقبلة بحيث لا نحتاج كل ست سنوات الى المطالبة بمؤتمر تأسيسي"،
و في ندوة حوارية عن "دور الشباب في صنع القرار السياسي"، نظمها مكتب طلاب بيروت في قطاع الشباب في تيار "المستقبل" في الجامعة الاميركية، أشار سليمان ان "الحكم يجب ان يكون للشباب، والتطور الذي يشهده العالم ما عاد يحتمل حكاما من الجيل القديم على الرغم من الخبرة التي يكتسبونها والتي يمكنهم نقلها الى الشباب".
وسأل: "لماذا لا ننجز قانون انتخاب في حين نقول اننا نريد مؤتمرا تأسيسيا؟ هذا غير صحيح. فلننجز قانون انتخاب ولننفذ الطائف بشكل صحيح وهناك ثغرات لم تكتشف لأن الوصاية السورية كانت تسدها، وعندما انتهت الوصاية صرنا نحتاج الى 11 شهرا لتأليف الحكومة، هذا لا يجوز".
ورأى ان "الامور تحل من خلال تفسير المادة التي تتعلق بتأليف الحكومة عبر وضع حدود للتكليف، وكذلك الامر في كل استحقاق رئاسي لا ننتخب رئيسا للجمهورية وفي كل دول العالم هناك آليات لتأمين الانتخاب قبل نهاية ولاية الرئيس، ففي الديموقراطية النائب مجبر على حضور جلسات الانتخاب فقد قاربنا السنتين من الشغور ولا زلنا نقول بتأمين النصاب. للاسف نترك هذا الامر عقدة ولا نؤمن النصاب وكل طرف يضع "فيتو"، هذا الامر يحتاج الى توضيح. كان يجب ان تبقى صلاحية تفسير الدستور في يد المجلس الدستوري".
وتطرق الرئيس سليمان الى تحديات العصر في يومنا الحاضر، مشيرا إلى أن "الوسيط مفقود والعولمة تنتشر وهذه تهدد في مكان ما المجتمعات الصغيرة المحافظة، وهناك جنون الاستهلاك وتغير تصنيف القيم وكيفية مخاطبة الناس لبعضها. هذه الامور يجب ان تكون في ضمير القادة والحكومات حتى يحافظوا على حقوق الناس وعلى الحريات والقيم الحضارية والانسانية والاخلاقية وهذه مهمة جدا. وهذا يتطلب حضورا اكبر من قبل الدولة في شؤون الناس، ليس للقمع والسيطرة والاستئثار انما لتحسين شؤون الناس عبر حضور اكبر في الانماء وسن القوانين التي تحمي التواصل من الغطرسة السياسية، وازالة الرقابة الصارمة، والوضع في لبنان مقبول وجيد وفي الدول العربية ازيل قسم كبير من الرقابة، ولا مناص في الحكم الجيد من ازالة الرقابة الصارمة على الاعلام والصحافة واعتماد الحوار منطق للجميع. ومطلوب منا هدم الابراج العاجية وان تعرف الناس امورنا وكيف تتصرف الحكومات وكيف تتخذ القرارات وتعرف الرؤساء والوزراء والنواب ورجال الدين كيف يعيشون وما هي عاداتهم وتقاليدهم. يجب ازالة الاسوار العاجية المبنية التي تخفي المسؤولين عن الناس، هذا أمر لا مفر منه في المستقبل. باختصار على الحكومات ثلاث وظائف اساسية لكي تنجح وعليها تنفيذها بشكل جيد وهي الديموقراطية والتنمية والحوار، وتبين ان الحوار مهم جدا في كل العالم وليس فقط في لبنان، لان اقلية ارهابية صغيرة اوصلت العالم الى حرب عالمية ثالثة".
ورأى أن "التحدي اللبناني الخاص هو اظهار صورة لبنان الصيغة وصورة الاسلام التي تناقض الظلامية التي يحاولون نشرها وصورة المسيحية التي هي مع الانفتاح والاندماج بالمجتمعات، وطبعا في لبنان وفي المجتمع العربي وهذا أمر مهم، وتزداد أهمية لبنان جراء ما حصل من حولنا من تهجير أخذ طابع طائفي، يبقى لبنان سفينة نوح التي تعبر عن هذه الصيغة وعن هذا العيش المشترك الضرورة للحوار الدائم لتسهيل شؤون الناس. وعلينا عدم السماح بتشويه قيمنا والشيم التي يتمتع بها شبابنا وشاباتنا. للاسف لا تسمعون الا الحديث البشع عن البلد، انما هناك امور جيدة جدا، اي دولة تمشي بلا رئيس جمهورية ومجلس نيابي ممدد، بالاضافة إلى حكومة لا تجتمع ومسؤولين يمدد لهم رغم كل ذلك لبنان يسير، لبنان برهن أن الشعب اللبناني متمسك بالعقد الاجتماعي والعيش المشترك من دون وجود عصا ترفع عليه، والشعب يؤدي افضل من السياسيين والمشكلة في السياسيين وليس في الناس، وكنا نسمع ان الوضع اذا اهتز في سوريا فان لبنان سينهار، اشتعلت الحرب في سوريا ولم يهتز لبنان، واتمنى ان تستعيد سوريا وحدتها وامنها وسلامها لاننا متضررون، تبين لدينا نقاط قوة هي الشعب والجيش والقوى الامنية، والنظام المالي هو نظام جيد في لبنان يحتاج الى تحسينات".
ثم رد الرئيس سليمان على اسئلة الحضور من الطلاب وتمحورت حول الوضع الداخلي، فقال: أدعو الرئيس الجديد في حال انتخابه الى تعزيز ايمانه بلبنان وان يستند الى نقاط القوة وان يسعى لتحييد لبنان عن الصراعات وفقا لاعلان بعبدا، باستثناء الصراع مع اسرائيل وان يكون مع الاجماع العربي وان ينجز قانون انتخاب ويقر اللامركزية والانماء المتوازن وان يظل فخورا بلبنانيته، واعتبار المقاومة نعمة، وهناك موضوع التدخل خارج لبنان عندما يقرر حزب الله العودة الى لبنان سنكون بحاجة اليه ونحن نضع استراتيجية دفاعية للاستفادة من طاقاته تحت امرة الدولة اللبنانية".
ورأى ان "العالم كله بحاجة الى نموذج ديموقراطي مثل النموذج اللبناني لذلك علينا عدم الخوف من انشاء هيئة الغاء الطائفية السياسية، ولكن لننتخب نوابنا بالمناصفة وليس من قبل طوائفهم وأن نحافظ على الطوائف ونبعد الطائفيين عن الحكم".
ودعا الى "مشاركة الشباب بفعالية في الانتخابات البلدية والاختيارية، فالشباب يجب ان يصلوا لأنهم حيث وصلوا الى الموقع البلدي حققوا نتائج رائعة. أنا مع الشباب وعليهم التمرد على الواقع بالممارسة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News