"ليبانون ديبايت"_باسمة عطوي
يحرص الكثير من سكان الضاحية القادرين ماديا، على إستئجار شقق سكنية لهم في بيروت وجبل لبنان وجبيل وصولا إلى البترون، خوفا من عودة الحرب الإسرائيلية على لبنان، مع إستمرار التهديدات والتوتر السياسي القائم. ويعتبر هؤلاء أن هذه الشقق هي بمثابة عنصر أمان نفسي لهم ولعائلاتهم ولو أنها ستزيد من أعبائهم المادية، لكن لا مفر من ذلك بعد المعاناة التي تكبدوها خلال الحرب في العام الماضي، وإضطرارهم إلى إستئجار شقق ببدلات مالية عالية، من دون أن تتمتع بالمواصفات المطلوبة لقاء هذه المبالغ.
يؤكد أبو إبراهيم عواضة ل"ليبانون ديبايت"، أنه "لم يترك الشقة التي إستأجرها في منطقة برمانا منذ تموز 2024، يومها كان التوتر شديدا وطبول الحرب تُقرع، وبعد إنتهاء الحرب إعتبرها "بيت ضيعة" بالنسبة له بديلا عن بيته الذي هدمته إسرائيل في بلدة الخيام، وسيظل على هذه الحال طالما أن الأوضاع الأمنية غير مستتبة، ولم يعاود بناء منزله في الخيام".
تشير السيدة ليندا يتيم ل"ليبانون ديبايت" التي خسرت منزلها في منطقة السانت تيريز- الحدث، وإستأجرت شقة في منطقة الحازمية، "أنها تُفكر جديا بعدم السكن مجددا في الضاحية، وبيع شقتها بعد إعمار المبنى والإنتقال إلى منطقة أخرى نهائيا، مُعتبرة أنه لا يمكن الإستمرار في حالة عدم الإستقرار التي يعيشها أهل الضاحية والجنوب، ولا يمكن أن تحمل التعرض لنكسات كل بضع سنوات".
من جهته يُخبر معن حلاوي "ليبانون ديبايت"، أنه" إستأجر شقة في منطقة بعبدا خلال الحرب الماضية، ولا يزال يسكن فيها بالرغم من أنه أصلح شقته في الضاحية، لكنه لا يريد العودة إليها طالما أن الوضع الأمني غير مستقر، كما أنه لا يريد إصلاح منزله على أطراف بلدة دير ميماس لأن الوضع غير مستقر أيضا". ويختم بالقول "نعيش كل يوم بيومه بإنتظار التوصل إلى إتفاق نهائي".
فارس: سوق الإيجارات سيبقى ناشطا مع إستمرار التهديدات الاسرائيلية
من جهته يشرح أمين سر نقابة المطورين العقاريين مسعد فارس ل"ليبانون ديبايت"، أن "الحركة في سوق الإيجارات جيد و ناشطة وهناك طلب على الشقق المستأجرة خارج بيروت، والأسعار لا تزال نفسها ولم تنخفض كما تجري العادة بعد إنتهاء موسم الإصطياف، خصوصا الشقق التي يتم إستئجارها لفترة قصيرة"، لافتا إلى أن "هذه الأسعار تختلف من منطقة لأخرى ولكنها تبقى مرتفعة، لكن ليس بنفس الأسعار العالية التي كانت موجودة خلال الحرب. اليوم الأسعار مُشابهة لأسعار بداية موسم الإصطياف حيث يكون الطلب عليها كثيفا، وهي تختلف بحسب المنطقة ومواصفات الشقة، والإتصالات يومية للإستفسار عن شقق للإيجار خصوصا في بيروت وخارجها".
ويختم بالقول:"هذا الأمر سيستمر طالما أن الوضع السياسي غير مستقر، وهناك قسم من الناس ستبقى مستأجرة لأنها خسرت منازلها في الحرب".