ليبانون ديبايت - فادي عيد
يتقدّم الإستحقاق الإنتخابي البلدي على كافة العناوين السياسية الأخرى باستثناء الفضائحية منها، ويكاد يطيح بأي بحث محلي باستحقاق رئاسة الجمهورية. ومع انطلاق عجلة الإنتخابات البلدية كرّت سبحة المواقف السياسية المؤيّدة لحصولها بدءاً من المرجعيات السياسية، ووصولاً إلى الأحزاب والفاعليات والمعنيين بها، مما يؤكد أنه حتى الساعة لم تُسجّل أية عوائق في طريق إتمام هذا الإستحقاق. لكن القوى السياسية البارزة والمعنية بالإستحقاق لا تزال تتعاطى بحذر مع أية سيناريوهات بلدية في مناطق محدّدة، خصوصاً على صعيد قضاء المتن الذي يبدو مرشّحاً لأكبر المواجهات الإنتخابية.
وفي هذا السياق، فإن الحراك الإنتخابي في أنطلياس قد انطلق بوتيرة هادئة في ظل غياب المنافسة الحقيقية، حيث لم يستطع أي فريق سياسي تشكيل لائحة بمواجهة رئيس البلدية الحالي إيلي فرحات أبو جودة، بعدما حوّل الفريق المضاد له المعركة في اتجاه سياسي، بهدف الإستعانة بالقواعد الحزبية عما فقده هؤلاء على مستوى دعم العائلات كعامل أساسي في مقاربة الإستحقاق البلدي وخصوصياته المناطقية. فعلى سبيل المثال، يترشّح المحامي إيلي صافي إلى رئاسة البلدية في ظل غياب الإجماع العائلي الواسع حوله، لا سيما وأن قاعدة العائلة أيدّت وتؤيّد وليد صافي العضو الحالي في المجلس البلدي منذ العام 2010 والقواتي وشقيق القيادي في "القوات" الدكتور هاني صافي، وهو مرشّح اليوم أيضاً على لائحة رئيس البلدية الحالي. وتتحدّث المعلومات عن مواجهة منسّق "القوات اللبنانية" الدكتور نبيل أبو حبيب من اعتراض العائلة بسبب منافسته رئيس البلدية إيلي فرحات أبو جوده، مما دفع بعائلته إلى ترشيح عمه إلى منصب مختار إلى جانب لائحة رئيس البلدية الحالي .
في موازاة ذلك، تتردّد معلومات تشير إلى أن المحامي جوني أبي فاضل رئيس قسم الكتائب سابقاً في أنطلياس، ورئيس المصلحة في وزارة العمل يميل إلى الترشّح أيضاً، وأن اتصالات تجري معه من قبل صافي للتعاون على قاعدة إقتسام الولاية البلدية بينهما في حال الفوز. لكن هذا الأمر يلقى اعتراضاً من قواعد "القوات اللبنانية" التي تعتبر أنها غير معنية بهكذا توافق. وفي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن "القوات" ممثّلة في البلدية بشخص وليد صافي، فإن "القوات" تعتبر نفسها غير معنية بمعركة الكتائب، لا سيما وأنها ممثّلة في لائحة إيلي فرحات أبو جودة.
في موازاة ذلك، تردّد أن حزب الطاشناق يميل إلى تأييد إيلي أبو جودة، كما حصل في السابق، وذلك لاعتبارات مناطقية، إذ ليس بإمكانه أن يكون أسير التحالفات السياسية المتقلّبة، ولذلك، فهو أقرب إلى التعاون مع أبو جودة.
وتنعكس التحالفات الحزبية سلباً على المرشّحين، بحيث يبدو بوضوح أن لا برامج إنتخابية يتم الترشيح على أساسها، كما أن الخطط الإنمائية بالنسبة لهؤلاء تبدو مغيّبة، مما يشير إلى أن هدف هؤلاء الوصول إلى البلدية لتسييس عملها الإنمائي، الأمر الذي يعرقل مصالح الناس وتطوّر البلدة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News