خاص - "ليبانون ديبايت":
يبدو أن تنظيم "داعش" يسير على خطى ثابتة في مشروع السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، حيث أعلن أنه سيطر بنسبة كبيرة على المخيم الواقع ضمن خطوط تماس متداخلة بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
الإشتباكات التي إندلعت قبل أيام وتدحرجت لتتسع في الساعات الـ 24 الماضية، بدأت على خلفية "صراع شرعي" بين عناصر الطرفين تطور فيما بعد إلى محاولات من قبل داعش لتعزيز محاوره في المخيم، وفق ما علم "ليبانون ديبايت" من مصدر عسكري سوري في قوات الدفاع الوطني.
وقال المصدر، أن " داعش تقدم في داخل المخيم وسيطر على جامع عبد القادر الحسيني فيما إنسحبت النصرة إلى محيط الجامع ومن ثم إلى ما بعده، لكن المعارك الأكثر شدّة تركّزت في الساعات الماضية في محور شارع حيفا ونقطة المسبح وحاجز العروبة في عمق المخيم قبل أن يحسمها التنظيم لتصل حالياً إلى دوار فلسطين بعد أن سيطر على شوارع لوبية والجاعونة وحيفا وصفورية وشارع 15 وصفد، بعد أن تمدد التنظيم مستغلاً وجوده في منطقة الحجر الاسود التي نقل منها مسلحيه ويتخذها إلى جانب يلدا كـ "خط امداد".
وتوازياً مع إعلان "وكالة أعماق الرسمية التابعة لداعش أنه التنظيم سيطر على الجزء الأكبر من المخيم"، تحدث نشطاء من الداخل عن إنكفاء حاد لعناصر "النصرة" من الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها والموجودة في الاجزاء الشمالية والشرقية من المخيم، بينما يعمد التنظيم على أسر مسلحين بالعشرات فضلاً عن قرار البعض الإنضمام إلى "جماعة البغدادي" خوفاً على حياتهم.
لكن أخطر ما يكشفه المصدر لـ "ليبانون ديبايت"، هو إستعار "حرب قطع الرؤوس" حيث يتبادل الطرفان قطع رؤوس المسلحين القتلى" ناقلاً معلومات مستقاة من مصادر في داخل المخيم، تؤكد "إنتشار جثث مقطعة الاعناق في الشوارع التي دارت فيها المعارك في الايام الماضية وباتت اليوم خطوط تماس".
وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فأن المعارك أتت بعد أسابيع طويلة من الصراع العقائدي الشرعي بين الطرفين حيث كان المسلحين يتبادلون الاتهامات بـ "الردة، والخروج عن الدين" عبر المحاور، و كان يشارك في تلك النزاعات دعاة شرعيون من الطرفين متسلحين بفتاوى شرعية متضاربة، فيما كان السبّاق في هذا الأمر داعش الذي حاول على ما يبدو، إستمالة عناصر النصرة إليه لكن ذلك لم يمنع إنفجار المعارك بالشكل الذي تحصل فيه.
ولا يظهر أن الجيش السوري يتدخل في المعارك بل آثر، عبر قوات الدفاع الوطني، وهي جناح مسلح تابع له، الإبتعاد عن المعارك الميدانية مع جهوزيته لتنفيذ ضربات مدفعية بعيدة المدى في حال إقترب "داعش" من خطوطه، بحسب المصدر نفسه.
هذا ونشر المكتب الاعلامي لولاية "دمشق" صور تظهر عناصره (داعش) وهم يتجولون في داخل أحياء بالمخيم، دون أن يكشف عن أماكنها، لكن قال أن تاريخها يعود ليوم الأحد 10 نيسان، كما نشر صور لسيارات مفخخة وأخرى مصفحة، على ما يبدو انه يسعى لتفجيرها قائلاً أن "مقاتلو الخلافة يسيطرون على مواقع لجبهة الجولاني (في إشارة إلى النصرة)، التي نفت ذلك قائلة عبر حسابات الكترونية ان "المجاهدون يخوضون المعارك بوجه الخوارج ولا صحة لسيطرتهم على جامع الحسيني" (بإشارة إلى داعش).
وبثّ جناح التنظيم الذي يقوده في جنوب دمشق، المدعو أبو صياح فرّامة، بياناً حمل أسم "النداء الأخير" موجهاً إلى عناصر "جبهة النصرة".
وأورد البيان: "رسالةً تم إرسالها لكم يا جماعة الجبهة أكثر من مرة.. النتائج واضحة على الأرض، فبتم محاصرين في بعض الجيوب في مخيم اليرموك، وتخلى عنكم من وعدكم بالمؤازرات من صحوات بلدات المصالحات".
وتوجه التنظيم في بيانه لأمراء وعناصر جبهة النصرة بالقول: "توبوا ولكم منا الأمان، فكل من سلم نفسه فهو آمن على دمه ولا نستثني منكم أحداً من أمراء وجنود".
بدورها، سارعت "النصرة" لإستمالة "جيش الإسلام" علّها تحظى بدعم من أطراف المخيم بعد أن إختفى إثر "أكناف بيت المقدس" التي آثرت عدم دعم "النصرة" على عكس ما كان متوقعاً. وعملت "النصرة" على لملمت وصفها السابق لـ "جيش الاسلام" بأنه "كافر" من أجل تحفيذه على دعمها أمام تمدد "داعش" المتسارع والذي يمكن أن يُحسم لحسابه في الساعات القادمة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News