نجح التحالف الجديد بين "التيار الصدري" بقيادة زعيمه مقتدى الصدر، ورئيس حزب "الدعوة الإسلامية" نوري المالكي، برعاية الأمين العام لحزب الله في لبنان، حسن نصر الله، من قلب موازين الأزمة السياسية الحالية، من إصلاحات حكومية تقوم على وزراء تكنوقراط، إلى إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري، والتلويح بإقالة رئيس الحكومة حيدر العبادي، ومن ثم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم.
في البرلمان، صّوت 173 عضواً، أمس الخميس، خلال جلسة عقدت دون حضور رئيس البرلمان سليم الجبوري، على قرار إقالة الأخير ونائبيه همام حمودي، وأرام شيخ محمد، وتعيين النائب الأكبر سناً عدنان الجبوري، رئيساً مؤقتاً للبرلمان، لحين انتخاب رئيس جديد يرشح عن المكوّن العربي السني حصراً. ووفقاً لمعلومات، فإن "إقالة الجبوري جاءت بعد ساعات من رفضه طرح سحب الثقة عن رئيس الوزراء حيدر العبادي، بناءً على طلب مقدم من ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر".
وكشف مصدر رفيع في مكتب رئيس البرلمان، أن "تحالف (العاصمة اللبنانية) بيروت، اتفق على إقالة الجبوري ومن ثم إقالة العبادي ومعصوم. والخطوة كانت معدّة، وليس مثلما قيل إنها نتاج فوضى أحداث البرلمان اليوم".
وبيّن أن "الجبوري متمسك بمنصبه كرئيس شرعي للبرلمان وضمن الاستحقاق الانتخابي المعروف، كما أن الجلسة لا تعد رسمية، فعملية الإقالة تستوجب بالبداية جلسة استجواب الرئيس ثم الاستماع ثم التصويت على إقالته أو لا". وأكد أن "هناك من منع رئيس البرلمان ورئيس الحكومة من الوصول إلى قاعة البرلمان، من خلال إغلاق أبواب القاعات وافتراش أرضية القاعة، وإحداث فوضى منعتهما من الوصول للقاعة، والمليشيات كان لها دور في ما جرى".
أما المالكي، فاعتبر على صفحته على موقع "تويتر"، أن "ما يجري داخل مجلس النواب هو حراك سياسي ناضج"، على الرغم من معارضته في وقتٍ سابق الاعتصامات أمام المنطقة الخضراء، التي قال إنها "تهدف لإسقاط العملية السياسية". ولفت إلى أنه "لم يعد بالإمكان الاستمرار في الأخطاء التي عانت منها العملية السياسية".
ودعا رئيس البرلمان العراقي، إلى "التخلّي عن أي تصرف غير مدروس قد يزعزع وحدة واستقرار وأمن البلاد"، مشيراً إلى "وجود قوى سياسية تحاول تخريب العراق على رؤوس الجميع". وانتقد الجبوري حالة الفلتان التي حدثت داخل مبنى البرلمان، مطالباً بـ"الحفاظ على المؤسسة التشريعية".
من جانبه، قال القيادي في كتلة "دولة القانون" هيثم الجبوري إن "قرار الإقالة رسمي وشرعي، ولن نقبل بغيره، وحديث رئيس البرلمان المقال عن عودته كرئيس للبرلمان صار من الماضي". كما أكد رئيس كتلة "الصدر" البرلمانية حاكم الزاملي، أن "قرار إقالة الجبوري خطوة أولى وستعقبها خطوات أخرى"، مضيفاً أن "الخطوات ستطاول ما تبقى من رئاسات"، في إشارة للعبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم.
أما عضو "جبهة الحراك الشعبي بالعراق"، محمد عبد الله، فرأى أن "سليم الجبوري وحيدر العبادي وفؤاد معصوم، هم المدعومون من الولايات المتحدة وإسقاطهم على يد الجناح السياسي الموالي لإيران، وخلال تفاهمات عقدت برعاية حسن نصر الله بمثابة انقلاب".
وبدت الأجواء خارج أسوار المنطقة الخضراء أكثر قرباً، لكونه انقلاباً، بفعل انتشار المئات من أفراد المليشيات التابعة للصدر والمالكي بمحيط المنطقة الخضراء بأسلحتهم، فيما تجمّع أنصارهم على مقربة منهم، مرددين هتافات تؤيد قرار الإقالة وتدعو لإقالة العبادي ومعصوم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News