مختارات

الاثنين 18 نيسان 2016 - 07:17 الديار

هل الشرق الأوسط لا يزال مُهماً؟

placeholder

في 12 آذار، شارك ديريك جوليت، إلين لايبسون، مايكل دوران، ومايكل ماندلباوم في منتدى سياسي في معهد واشنطن. وتم عقد هذا المنتدى في أعقاب نشر قصة الغلاف المثيرة للجدل في مجلة «أتلنتيك» بعنوان «عقيدة أوباما». وجوليت هو مستشار قانوني ومستشار أقدم للشؤون الأمنية والسياسة الدفاعية في «صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة». ولايبسون هي رئيسة فخرية في «مركز ستيمسون». ودوران هو من «معهد هدسون». وماندلباوم هو بروفيسور «كريستيان أ. هيرتر للسياسة الخارجية الأميركية» في «كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة». وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم، التي هي ليست نسخة حرفية:

اعادة الطمأنة في آسيا والشرق واوروبا
ماذا قال ديريك جولييت ؟
«منذ حملته الرئاسية الأولى، سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إعادة تعريف القوة الأميركية وإعادة توازن الدور القيادي الاميركي في الشؤون العالمية. ولا يفكر أوباما بطريقة عقائدية، بل يرى التحديات العالمية بطرق أكثر تحديداً ويُفضل معالجتها من خلال منهجيات طويلة الأمد.
حين تولى منصبه، اعتقد أوباما أن سياسة الولايات المتحدة لم تكن متوازنة، وسعى إلى استعادة التوازن على عدة جبهات: بين الأولويات في مناطق مختلفة، وبين الأولويات المحلية والدولية، وفي مختلف «الشراكات» الاميركية، وفي تطبيق مختلف أدوات فن الحكم. إن مفهومه للتوازن الاستراتيجي يعترف بحدود القوة الاميركية ومواردها. وبينما قد يكون هذا الرأي غير صحيح سياسياً، إلا أن الاستراتيجية الكبرى تفرض تحديد الأولويات وتخصيص الموارد المناسبة لها. ومما يزيد هذه العملية تعقيداً حقيقة أن الولايات المتحدة تواجه مطالب أكثر من أي دولة أخرى، إلا انه لا يمكن لأميركا تلبيتها جميعاً.

ويرى أوباما الاستدامة أنها في غاية الأهمية بالنسبة لأي سياسة، لذلك وضع نصب عينيه تطوير التزامات مستدامة في الشرق الأوسط تكون متوازنة مع مصالح أخرى. فهو يعتبر أن القيادة الاميركية وقدرتها على وضــع جداول الأعمال العالمية، إما علناً أو من وراء الكواليس، تشكلان عنصراً أساسياً لأي سياسة مستدامة ومتوازنة. وفي بعض المناطق، مثل اميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، أدت هذه المنهجية إلى تحسين العلاقات على نحو بارز، إلا أن المنطقة الوحيدة التي لم تتحسن فيها الأمور بشكل ملحوظ هي الشرق الأوسط. بــيد أن ضبط النفس أمر بالغ الأهمية لتحقيق التوازن والاستدامة، وعلى الرغم من أن إجراءات أو خطابات معيـنة قد تكون مؤاتية سياسياً، إلا أن الرئيس الاميركي يشعر بالقلق من أي شيىء قد يخل بتوازن السياسة الخارجية الاميركية بشكل عام.

ستواجه الإدارة الأميركية المقبلة مشكلة إعادة الطمأنة في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا حيث يشعر شركاء الولايات المتحدة بقلق كبير حيال التطورات الإقليمية. فجميعهم يريدون المزيد من واشنطن ولديهم طموحات متطرفة حول ما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة في العالم».
«الربيع العربي»

ماذا قالت ايلين لايبسون؟
«نظراً لأن الرئيس أوباما يتمتع برؤية عالمية الأفق للعالم، فهو يتعاطف جداً مع تجربة البلدان الأخرى للقوة الأميركية. وقد دفعه هذا التوجه العقلي إلى تحسين فهم دقيق لقوة الولايات المتحدة وتطويرها في عصر العولمة.
وعلى الرغم من الاتهامات القائلة إن الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط أو تتحول نحو آسيا، إلا أن كلمته التي ألقاها في القاهرة عام 2009 أظهرت طموحاً كبيراً لتحويل العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب. ففي حين اعتبر البعض أن رد فعله على «الربيع العربي» يظهر انعدام الخبرة، رأى هو فيه فرصة لتغيير العقد الاجتمــاعي بين حكومات الشرق الأوسط ومجتمعاتها. إلا أنه في الآونة الأخيرة أشار إلى الدول العربية كـ «منتفعة مجاناً»، وهي وجهة نظر رجعية لأن القادة العرب، وخصوصاً السعوديين وشركاء آخرين في الخليج أطلقوا المزيد من المبادرات وتولوا مسؤوليات إضافية في السنوات القليلة الماضية

وفي الوقت نفسه، يعتقد أوباما أن بعض مشاكل المنطقة ليست قابلة للحلول الاميركية، فبعض القضايا الوجودية لا يمكن معالجتها إلا من قبل الشرق أوسطيين أنفسهم. ولا ينبغي أن يساء تفسير الأمر على أنه لا مبالاة أو عدم التزام، ولكن إدارته تريد أن تتحمل المنطقة المزيد من المسؤولية في مشاكلها. ويقيناً أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بـ «شراكات» أمنية في المنطقة، ولكن هذه العلاقات معقدة، فهي ليست عبارة عن اتفاقيات دفاع متبادلة وملزمة - مماثلة لتحالفات «منظمة حلف شمال الأطلسي» (»الناتو») أو التحالفات الاميركية في آسيا.

وعلى نطاق أوسع، تتخطى مسؤوليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط المصالح المعلنة لأي دولة في المنطقة. فإذا كان الاستقرار الكلي هو الهدف الأساسي، يجب على واشنطن أن تسعى إلى تحسين العلاقات بين الدول العربية وإيران على المدى الطويل، على الرغم من أن إيلاء الكثير من التركيز على هذه الجهود في الوقت الراهن قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأخيراً، كانت أهمية السياسات في المنطقة آخذة في التراجع ببضع درجات بسبب استقلال الولايات المتحدة المتزايد في مجال الطاقة. وفي المستقبل، ربما تقبل واشنطن مخاطر أكبر في الشرق الأوسط، وسيكون تدخلها في المنطقة أقل ترجيحاً.

نظام التحالف الاميركي الى تراجع
ماذا قال مايكل دوران؟
تطرح استراتيجية الرئيس الأميركي إشكالية لأن روسيا وإيران تقوضان بنشاط مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. ونتيجة لذلك، لن تستقر المنطقة بما يكفي لانسحاب الولايات المتحدة منها، وسيستمر نظام التحالف الاميركي في التراجع. وفي المقابل، يزداد التحالف الروسي - الإيراني قوة وهو يمثل أكبر تحوّل في المنطقة، بينما لا تخصص واشنطن موارد كافية لاحتواء هذا التهديد.

احتواء ايران الهدف الاساسي لاميركا
ماذا قال مايكل ماندلباوم
هناك ثلاثة عوامل رئيسية تثير قلق الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهي: منع أي بلد منفرد من فرض هيمنته، ومنع الانتشار النووي، والحفاظ على الوصول العالمي إلى النفط في المنطقة. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الجديدة قد جعلت الولايات المتحدة أقل اعتماداً على موارد الطاقة في الشرق الأوسط، إلا أن اليابان وأوروبا الغربية لا يزالان يعتمدان عليها، ولذلك فإن الحفاظ على علاقات الولايات المتحدة مع هؤلاء الحلفاء المقربين من واشنطن سيتطلب على الأرجح الاستمرار في إعطاء الأولوية لأمن النفط في المنطقة. ومن جانبها، لا تزال إسرائيل بحاجة إلى مساعدة في مكافحة الانتشار النووي بين جيرانها
وفي حين يشكل تنظيم «الدولة الإسلامية» التهديد الرئيسي بالنسبة للأميركيين في المنطـــقة، إلا أن إيران هي الخطر الرئيسي الذي يهدد مصالح الولايات المتحدة والتزاماتها في الشرق الأوسط. فهي دولة انتـــقامية تسعى إلى الهيمنة الإقليمية وتبقى مصدر قلق في ما يتعـلق بانتشار الأسلحة النووية. ووفقاً لذلك، فإن احـتواء إيران يجب أن يكون الهدف الرئيسي لواشنطن في المنطقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة