التهديد الذي أطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اواخر آذار الماضي في وجه اسرائيل ولوّح فيه بضرب منشآتها النووية إذا اندلعت أي حرب مستقبلية بين الطرفين، مشيرا الى ان "الحزب" يملك كل التفاصيل حول أماكن البتروكيماويات والمرافق البيولوجية والنووية في جميع أنحاء الكيان العبري، أعقبه كلام عالي السقف أيضا من القدس حيث حذر نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي يائير جولان منذ ايام من أن أي "حرب مقبلة قد تندلع بين إسرائيل ولبنان ستكون عواقبها وخيمة ومدمّرة وستكون أكثر قسوة وحدّة من جميع الحروب التي اختبرتها إسرائيل في غضون العشرين عاماً الماضية".
لكن هذا التعصيد، وفق مصدر أمني، لن يتخطى اطار الكباش الكلامي أو الحرب النفسية، ولا يشكل تهديدا جديا للوضع الامني الممسوك والمضبوط محليا لا سيما على الحدود الجنوبية حيث يتعاون الجيش وقوات اليونيفيل في مراقبة الاوضاع لابقائها تحت السيطرة التامة. وفي السياق، يكشف عن تلقيه عبر القنوات الدبلوماسية، رسالة تؤكد ان اسرائيل وعلى رغم التصريحات والمواقف التي صدرت عن بعض المسؤولين فيها في الاونة الاخيرة والتي تهول بشن حرب على حزب الله وعبره على لبنان، لا تريد خوض هذه المغامرة ولن تكون المبادرة اليها الا اذا قرر "الحزب" فتح الحرب عليها. ويمضي مشيرا الى ان الجانب الاسرائيلي يعرب مرارا في الاجتماعات الدورية التي تعقد في الناقورة مع الجانب اللبناني الرسمي برعاية اليونيفيل، عن حرصه على استمرار الاستقرار والهدوء على طول الحدود.
واذا كانت اسرائيل لن تبادر الى التوتير، فان "الحزب"، دائما وفق المسؤول الامني، لن يقدم على رمي الحجر الاول ايضا، وهذا ما تؤكده مواقف مسؤوليه بدءا من أمينه العام الذي اعلن ان "حزب الله" لا يريد بدء حرب مع إسرائيل"، وصولا الى نائبه نعيم قاسم الذي اكد "التزام المحافظة على الاستقرار والهدوء في لبنان لأن لا مصلحة لاحد في التفجير"، مرورا بابلاغ مسؤولين في الـ"حزب" جهات امنية استفسرت عن تهديد نصرالله بضرب اسرائيل ومنشآتها النووية ان "حزب الله" لن يبادر الى شن الحرب الا اذا بادرت القدس الى استهدافه وقصف المناطق اللبنانية... انطلاقا من هنا، يقول المصدر ان التطمينات المتبادلة هذه تعكس رغبة الاطراف في المنطقة بالمحافظة على "الستاتيكو" الامني لبنانياً واقليمياً وعدم التلاعب فيه، لا سيما في هذا التوقيت، حيث تجهد القوى الدولية الوازنة لوقف الحرب الدائرة في سوريا وارساء تسوية سياسية للازمة المستمرة منذ سنوات، بما يتيح لها التفرغ لمحاربة "داعش"، متحدثا عن موقف اميركي واضح في هذا المجال يشدد على التزام الاستقرار والهدوء، في حين ساهمت التطمينات التي تلقاها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته روسيا منذ ايام في تبديد هواجس القدس، ما نزع فتيل اي تصعيد عسكري كان يمكن ان تلجأ اليه اسرائيل عبر بوابة حدودها الشمالية.
في المقابل، لا تسقط اوساط بارزة في قوى 14 آذار من حساباتها امكانية ان يلجأ "حزب الله" عندما تدق ساعة انسحابه من سوريا، الى توتير الحدود الجنوبية وافتعال اشكال مع اسرائيل، اذ ترى عبر ان "الحزب" العائد من دون اي انتصارات تذكر، من حرب انتقد جزء واسع من اللبنانيين مشاركته فيها، سيحتاج الى ما يعيد اليه غطاء "المقاومة" في وجه اسرائيل، بما يخفف من وطأة المساءلة الشعبية والسياسية التي يمكن ان يخضع لها سلاحه وممارساته.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News