المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الثلاثاء 03 أيار 2016 - 17:10 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

باسيل: نبتدع مفاهيم دبلوماسية للهروب من الانقسام

باسيل:  نبتدع مفاهيم دبلوماسية للهروب من الانقسام

افتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل "لقاء الديبلوماسية الفاعلة" في فندق "رويال" - ضبيه.

وقال: "أيها الدبلوماسيون اللبنانيون، إن كل سياسة خارجية فاعلة لبلد يجب أن تستند على مبادئ ومعطيات ثابتة دون ان تكون أزلية، إنما جعلها تاريخ البلد ومرور الزمن والممارسة، شبه ثابتة وغير متحولة إلا إذا طرأ عليها تحولات استراتيجية داخلية ناجمة عن ثورات أو ما شابه أو خارجية ناجمة عن تطورات دراماتيكية في المحيط.

وتابع: "ان هذه المبادئ الأساسية يجب أن تكون موضع شبه اجماع من المكونات الأساسية للبلد، ولذلك تشكل الطبقة الأولى الأساس من السياسة الخارجية للبلد بحيث تكون على مستوى كل دولة ومكوناتها. إننا نحزن ان لا نجد الإجماع الوطني في هذا المستوى الأول لأن هناك سياسات خارجية خاصة تابعة للطوائف أو للمصالح، فنرى بعضها مع الحياد، إيجابيا كان أو سلبيا، وبعضها الآخر مع الإنغماس قاتلا كان أو منقذا، لذلك نتهرب من الإثنين بابتداع بمفاهيم كان آخرها "النأي بالنفس" كابتكار للهروب من الانقسام والقرار، وعوض أن نحيد بأنفسنا عن مشاكل لا مبدأ لها ولا مصلحة لنا فيها ترانا نحيد عن تأمين المناعة الخارجية لوطننا ونحيد ايضا عن مواجهة الاخطار".

وقال:"إن أنجح وأفعل سياسة خارجية هي المستقلة والتي نكرر أنها تقوم على أمرين: أولهما، مبادىء القانون الدولي حماية لبلد صغير كلبنان والتزاما منه بشرائع الحقوق والعدالة، وثانيهما، مصلحة لبنان العليا التي تبرر أي موقف محرج والتي تعطي المرونة للقيام، من دون وجل، بما فيه مصلحة الدولة ووحدتها وقوتها. أما الطبقة الثانية فهي الدبلوماسية الذي شكل وزارة الخارجية اساسها وهي مكوَّنة من سياسات عامة كبرى قسمناها إلى أربعة: سياسية، اغترابية، اقتصادية، وثقافية.

وأشار أن هذه تستند إلى توافق وطني واسع لكي تكون فاعلة وناشطة وهي سياسات تكون متطورة ومتغيرة مع تغير الظروف، وهنا التوافق ايضا غير مكتمل المعاني في بلدنا حيث تجد الدعم كلاميا دون أن يسند بفعالية تنفيذية. فالجميع مثلا يجمع على أن اسرائيل عدو ولكن نختلف على مقاومتها وعلى كيفية وطريقة مواجهتها تحت مسمى قرار الحرب والسلم الذي يجب ان يكون للدولة ولكنه غائب عنها وعنا جميعا. والجميع أيضا يجمع على رفض التوطين إلا أن بعضنا يعتبره أمرا واقعا ويتعاطى مع النزوح السوري على هذا الأساس أيضا باعتباره قوة قاهرة على بلدنا فيما كان ولا يزال ممكنا الحد منه.

وأضاف: "أما الطبقة الثالثة، فهي مكونة من المشاريع والقرارات التي تتخذها الوزارة بالتعاون مع الادارات الاخرى وكل المعنيين تنفيذا للسياسات المذكورة آنفا وهي في بلدنا غالبا ما تتأخر إن لم تتعطل أو تتوقف بسبب عدم انتظام وسير عمل المؤسسات.

وقال: "أيها الدبلوماسيون اللبنانيون، نلتقي لنفعل فهل ننجح؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهنكم حول قدرتنا والعوائق وما يمكن أن توفره لنا الظروف والجهود من إمكانيات، إلا أن ما أطرحه عليكم اليوم يرتبط فقط بالقدرات والطاقات المتوفرة فيكم وبمتناولكم، وهو بحد ذاته كبير جدا لإحداث جزء مما نطمح إليه واني لا أطرح عليكم ما يفترض أن تؤمنه لنا السلطة السياسية من حاجات كثيرة، وبالتالي فالتفعيل هنا مرتبط فينا وحدنا".

وتابع: "ان الدبلوماسية السياسية بحاجة إلى مضمون وطني جامع داخليا ومفهوم خارجيا وإلى وسائل نقله، اذا المضمون والوسيلة. أما المضمون، الذي سنتباحث به تفصيليا خلال مؤتمرنا، فهو يركز على المخاطر التي تتهدد وطننا وهي: اسرائيل أولا التي ترفض السلام معنا وتفرض على منطقتنا نظاما دينيا أحاديا يتموضع بشكل تحالفي مع كيانات تتشكل لتشبهه مما يؤدي تباعا، وفي ظل المقاربة الأميركية الانسحابية من المنطقة، والناتجة عن الاستقلالية النفطية المستجدة وتكلفة الانغماس المنحاز فيها، يؤدي إلى توسع رقعة الصراع ما بين الحضارات على حساب حوارها، الأمر الذي لن يسلم منه أحد. وهي الإرهاب ثانيا الذي ينشأ دينيا إنما يتغذى ماديا وعسكريا ويتمدد فكريا وهو محمي دوليا من ضمن توازنات سياسية في لعبة التنافس الدولية والإقليمية مما يؤدي مثلا إلى حرمان جيشنا من السلاح الذي يمكنه أن يقوى على الارهاب دون أن يقوى على اسرائيل وليكون الأقوى على أرض الوطن".

أضاف: "وهي النزوح ثالثا الذي قلنا منذ البداية ان انطلاقته لن تكون من سوريا فقط وها هي افغانستان وافريقيا وغيرها شاهدة على ذلك، وقلنا ان محطاته لن تكون دول جوار سوريا وها هي اوروبا شاهدة على ذلك، هو نزوح ليس فقط لبشر بل لمجتمعات وثقافات وتنوعات جمعت نسائج إنسانية سوف تزيل بزوالها فكرة دولة المواطن الموحدة في أوروبا وتفكك اتحادا تطلعت إليه البشرية كنموذج حاضن لتاريخ وثقافات وشعوب ودول، وهي مشاكل داخلية عدة على رأسها الفساد الناهش للدولة ومؤسساتها والتوازن الداخلي المفقود الكاسر لصيغة الدولة وأساس قيامها. كلها أخطار إذا ما تركت سوف تؤدي بنا ليس فقط إلى خسارة وطن لا بديل لنا عنه، ولا أغلى منه في العالم، بل ستؤدي بالعالم إلى خسارة نموذج نقيض للارهاب، بسقوطه سوف ينتصر الإرهاب في أوروبا بدءا، وهي حقيقة دامغة بالنسبة لنا نرى المجتمع الدولي قاصرا عن تقبل مدى فظاعتها".

وقال: "أيها الدبلوماسيون اللبنانيون، وطننا فريد ومهامنا صعبة للحفاظ على فرادته الارض لن تزيح انما الفرادة قد ترحل. تعالوا نعمل معا من اجل لبنان ونقدم أفضل ما عندنا لأن ما عندنا وحده كفيل بالكثير لهذا الوطن ولشعبه المعذب في داخله والمهجر الى خارجه، تعالوا نعطي المثال على ان في لبنان ادارة ناجحة تتشبه بشعبها المنتشر الناجح، ان اللبناني في الخارج ليس له غيركم، في لبنان له الوزير والنائب ورئيس البلدية والقائمقام والمحافظ والمدير والضابط، اما في الخارج فليس له من مرجع غير السفير.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة