"ليبانون ديبايت"- ستيفاني جرجس:
قد يستغرب البعض الحديث عن معركة "كسر عظم" واثبات الاحجام السياسية والعائلية بين ابناء عاصمة البقاع الاقتصادية والمالية – شتورا التي يخوض أبنائها غمار هذا الاستحقاق المفصلي للمرة الأولى منذ العام 1998 وبعد مرور ثلاثة استحقاقات بلدية بالتزكية والتوافق تجنباً لأي صراعات عائلية، في حين لم تنجح انتخابات عام 2004 في قلب طاولة التوافق رأساً على عقب نتيجة حذف البلدة من عداد البلديات المدعوة لانتخاب اعضاء مجلس بلدي فيها نزولاً عند ضرورات المصلحة العامة والوطنية للحفاظ على جو التوافق السائد في البلدة كما ادعوا انذاك.
اليوم، وفي ظل ما يعصف من مواجهات مصيرية حامية في البقاع، تقترع شتورا للمرة الأولى وتشارك بالقرار لايصال الانسب. عنوان عريض يخفي خلفه سنوات من الضغوطات والتخويفات والتهويلات من ارباب الوصاية السورية لابنائها لسير بمسار التوافق السائد في البلدة دون الاعتراض او المواجهة، خصوصاً انها تتمتع بموقع عسكري استراتيجي على خط دمشق الدولي.
ويُتوقّع بحسب اوساط متابعة للانتخابات البقاعية التي تفصلنا ايام معدودة عنها أن ترتفع وتيرة وحدّة المنافسة في المنطقة، وهذا ما بدا جليًّا في الفترة الأخيرة حينما عادت السيدة كلوديت التنوري الحايك بقوة لتترأس لائحة مدعومة من "التيار الوطني الحر" وتخوض معركة شرسة بوجه وجاهة وزعامة رئيس البلدية الحالي نقولا عاصي الذي يعول على اصوات "حزب الله" ونائبه المدعوم من الحزب لعل الزخم الشيعي يصب في صالحه ويعوض عن نقطة ضعفه مسيحياً.
ظاهرياً، رسا المشهد الانتخابي على لائحتين تختزل في طياتها الكباش الحاصل في اوساط شتورا التي يعد صندوقها الانتخابي 250 صوتاً، 70 % منها للطوائف المسيحية و30% منها للشيعية. الأولى "شتورا تقترع" برئاسة الحايك تحظى بتأييد 108 أصوات مضمونة من العائلات المسيحية وتضم 7 اعضاء تاركة المجال لمقعدين للشيعة، أما الثانية برئاسة عاصي وهو الرئيس الحالي منذ 18 عاماً وتضم لائحته 3 اعضاء شيعيين بعكس العرف المتعارف عليه والذي ينص بتمثيلهم بعضوين.
امام هذه الاحصاءات غير الدقيقة، السؤال الأهم والأبعد والذي بدأ يفرض نفسه بالحاح ويطرحه عدد من أبناء شتورة، هل سيقلب حزب الله الطاولة على حليفه "التيار الوطني الحر" في شتورا طمعاً بمقعد اضافي في المجلس البلدي؟
وبضوء ذلك، تشير أوساط بارزة في مجالسها إلى أن "حزب الله" لم يدعم اي من اللائحتين المتقابلتين بل فضل ان يبقى بمنأى عن ما يجري والوقوف على الحياد وإن كان موضوع " الريّس" له حيثية خاصة لدى الحزب.
وفي السياق عينه، تعود الحايك في الذاكرة لاحداث العام 2010 والمساعي التي أجرتها لتأليف لائحة الا انها استطدمت ببعض التدخلات السياسية والعائلية فضلاً عن التمنيات للتراجع والانضواء ضمن اللائحة المتوافق عليها".
وأضافت في حديث لموقع "ليبانون ديبايت": "المجلس البلدي الحالي "فالج ما تعالج"، فمنذ 6 سنوات حتى اليوم لم يتغير شيء او يطرح مشروع على طاولة المجلس للعمل به كما يجب، وكما يقول ويجمع اهالي البلدة على ان البلدية ليست الا للوجاهة والزعامة بالنسبة للحاليين".
واكدت الحايك انها "جددت المحاولة هذه السنة كي لا تعتبر شريكة او متواطئة مع ما يحصل بعد جولة على العائلات والفعاليات في المنطقة لأخذ رأيهم ومشورتهم والحمدلله وجدت الدعم والتأييد الكامل لخوض المعركة على الرغم من محاولة الطرف الاخر التواصل مع المرجعيات الحزبية للضغط لانسحابي الا ان محاولاتهم باءت بالفشل".
بالمقابل، تحدث غسان مطر المرشح لعضوية المجلس البلدي عن سيناريو حقبة الوصاية السورية يومذاك وكيف كانت تتم عملية تأليف اللوائح وسط التهويل والتخويف، متطرقاً في حديثه الى دور حزب الله واذا اكد ان الحزب طرف وفاقي في البلدة ولم يدعم حتى الساعة اي لائحة بعكس ما يشاع في الارجاء عن دعم مبطن للائحة عاصي".
وفي الختام، اسف مطر للشائعات التحريضية والافتراءات التي يستخدمها البعض للاساءة لسمعة اللائحة واللعب على الوتر الطائفي لدى ابناء شتورا، اذ يروج "اننا لائحة مسيحية نرفض وجود وتمثيل أخوانا الشيعة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News