"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
بينما كانت الانظار كلها متّجهة الى انتخابات بيروت والجنوب وزحلة والشمال والمتن.. و"الاقلام الصحافية" تكتب عن وقائع الاستحقاق واللوائح والانقسامات فالتحالفات والمخاوف من التأجيل، سرقت اليوم بلدة جديتا الاضواء، لتستحق عن جدارة لقب "ام المعارك".
صباح اليوم، تفاجأ اللّبنانيون بالقرار الصّادر عن وزير الدّاخلية والبلديات نهاد المشنوق بتأجيل الانتخابات البلدية في جديتا بسبب " الغليان والتشنج الذي يسود البلدة حاليا بعد أن بدأت المعركة الانتخابية فيها تتخذ طابعا طائفيا ومذهبيا قد يؤدي إلى إثارة النعرات وانفجار الخلاف والفتنة وحصول إشكالات أمنية بين أبناء البلدة"، وذلك بتوصية من مجلس الأمن المركزي المنعقد بتاريخ 4 أيار 2016، اضافة الى تلقي الوزارة رسالة من أهالي البلدة، تطلب التأجيل لأسباب تتعلق بالتوزيع الطائفي للأعضاء في المجلس البلدي".
وللوقوف على حقيقة ما يحصل في البلدة البقاعية، اجرى موقع "ليبانون ديبايت" اتصالاً مع النّائب عاصم عراجي، احد النّواب الذّين وقّعوا على طلب التأجيل، فكشف انه يقوم باجتماعات مكثّفة ومتواصلة مع فعاليات جديتا للبحث في التطورات الاخيرة، ومنع حصول اي تصعيد خطير، أو ردات فعل سلبية نتيجة القرار الذي اتخذ".
وقال:" اجريت اتصالات عدة مع وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتبه، للبحث في أجواء القرار، كما علّقت على عبارة " تأجيل الانتخابات حتى اشعار اخر"، اذ ينبغي تحديد موعد قد يكون شهرين او ثلاثة لا اكثر لاجراء الانتخابات، وادعو ان نتوصل الى الاتفاق على مدة محددة وبسيطة لاتمام هذا الاستحقاق".
ورأى عراجي ان " المشكلة الاساسية في جديتا، هي ان الانتخابات البلدية اتخذت طابعاً "مارونياً - مارونياً" من جهّة وتحديداً بين المرشّحين لرئاسة البلدية، الامر الذي احدث مشاكل بين ابناء الطائفة الواحدة، و"سنياً - سنياً" من جهة ثانية، فكان القرار بتأجيل الانتخابات، حتى حصول اتفاق او ربّما انسحاب طرف لاخر، او اي مخرج، من شأنه ان يحلّ الخلاف".
واذ علّق عراجي على قرار تولي "محافظ البقاع مهام القيام باعمال مجلس بلدية جديتا وذلك حتى انتخاب مجلس بلدي فيها"، اشار الى انه يحاول التواصل مع محافظ البقاع بغية ترك الرئاسة بيد رئيس البلدية الحالي، متمنياً عليه اجراء الانتخابات البلدية في اسرع وقت". معتبراً ان " الاسباب المذكورة ليست خطيرة لدرجة حصول التأجيل، وهمي الوحيد والاساسي ان لا تحصل ردات فعل قد تودي بنا الى فتنة او اشتباكات او انقسامات، فالطريقة التي اتخذت فيها الانتخابات هذا الطابع العائلي مزعج جداً، وانا سأضغط واقوم بكل ما بوسعي لحصول الانتخابات".
بدوره، اعتبر رئيس بلدية جديتا العميد المتقاعد وهيب قيقانو، انه " ليس هناك اي سبب امني يستدعي التأجيل، فجديتا تمتاز بالعيش المشترك"، مؤكداً وجود حرص على عدم حصول اي خلل في المواقع المرتبطة ببعض الطوائف، والحفاظ على التوازن الطائفي التقليدي، من هنا كان الخوف من من عدم تأمين هذه الغاية".
وتعليقا على ما دعا اليه النائب عراجي لجهة متابعة البلدية الحالية مهامها، قال قيقانو:" نحن سنتابع عملنا ودورنا في حال صدر هكذا قرار، لكننا في الوقت نفسه لا نريد البقاء، وانا شخصيا لم ارشح نفسي للرئاسة، بل نريد التجديد وافساح المجال امام اشخاص اخرين".
في المقابل، علّقت اوساط على بيان المشنوق، معتقدة للوهلة الاولى ان "البلدة المراد تأجيل الانتخابات فيها هي عرسال نظرا لكثرة استعمال عبارات الفتن والنعرات والغليان، فجديتا لم تشهد يوما ضربة كف"، مستغربة كيف للوزير ان يصمّم على اجراء الانتخابات البلدية في عرسال على الرغم من التحذيرات التي صدرت عن رئيس بلديتها علي الحجيري، اضافة الى المشاكل الخطيرة في البلدة، حيث الارهاب منتشر، لكنه في المقابل يصدر قراراً بتأجيل الانتخابات في جديتا هذه البلدة التي تعدّ "امنة جداً" مقارنة مع غيرها". واضافت الاوساط نفسها ان " هناك علامات استفهام كثيرة تطرح حول السبب الحقيقي او " السّر الخفي" وراء التأجيل خصوصا وأن اهالي البلدة غاضبون بشدة بعد انتشار معلومات عن وجود تدخلات وضغوطات من شخصيات نافذة، كانت وراء هذا القرار المفاجئ.
هذا وتجمّعت لائحتا "جديتا بلدتي" و"جديتا بتجمعنا" عند الساعة الخامسة من بعد الظهر، امام بلدية جديتا احتجاجاً على التأجيل، كما هدد الاهالي بخطوات تصعيدية في الساعات المقبلة".
وهكذا تكون جديتا اضافة الى بلدة حوش الحريمة، سقطتا في " فخّ التأجيل"، قبل ثلاثة ايام فقط على المعركة المنتظرة... فهل من بلدات اخرى ستنضم الى لائحة "التأجيل والارجاء" في الايام القادمة؟!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News