قيادي في 8 اذار: على عون لجم الموتورين في تياره

ليبانون ديبايت - داود رمال

"اسوأ تفاهم في احسن حال" عبارة اطلقها احد مستشاري رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون على ضوء التصويت الشيعي في انتخابات زحلة البلدية والاختيارية، لكنها لن تمر مرور الكرام، لانها تؤشر الى اتساع دائرة الاختلاف والتباين بين التيار الوطني الحر وحزب الله، حول ملفات داخلية، مما قد ينعكس على ملفات اخرى منها الاستحقاق الرئاسي.

يرى مصدر بارز في قوى 8 اذار ان هذا الكلام لاحد مستشاري عون "لا يمكن ان يكون انفعالا شخصيا انما يعبّر عن توجه لدى عون نفسه، واهميته ان ما يحكى في الكواليس والصالونات بدأ يخرج الى العلن مما يسهل عملية المعالجة من جهة وايضا يفكفك بعض العقد لملفات عالقة من جهة ثانية".

يقول المصدر "ان مكونات 8 اذار التي شجعت وتشجع على الدوام اي تفاهم مسيحي – مسيحي يطوي صفحة الماضي ويؤسس لشراكة في ادارة الشأن العام، لا يعني جعل الحلفاء في موقع او موقف التابع الذي ينفذ ما يريده الحليف بلا نقاش او سؤال، وبالتالي التفاهم المعقود بين حزب الله والتيار الوطني الحر لا يعني حكما التزام الحزب بمضمون اعلان النيات بين التيار والقوات اللبنانية، وكل من يضع التصويت الشيعي في زحلة في مقابل متانة التفاهم يعني انه غير مؤمن بالثوابت التي ارتكز اليها هذا التفاهم وبالتالي يريده فقط لتحقيق مكاسب سياسية في النيابة والوزارة وصولا الى الرئاسة".

يضيف المصدر "ان تسييل التيار الوطني الحر لتفاهمه مع حزب الله في اتجاه واحد هو توجه خطير، وبالتالي اذا تم تجاوز القناعات الى منطق المصالح يعني ذلك ان الخداع العوني لقوى 8 اذار شارف على نهايته، وسيكون لذلك حسنات وايجابيات اولها انفكاك عقدة رئاسة الجمهورية التي يصوب على تعطيلها باتجاه حزب الله علما ان المرشح النائب سليمان فرنجية هو الاشد قربا الى جمهور المقاومة، في حين ان سلوكيات مسؤولي التيار الوطني الحر تبعّد المسافة اكثر فأكثر مع هذا الجمهور".

يوضح المصدر "انه لا يمكن لعون ان يجيز لنفسه تحالفا مع تيار المستقبل في بيروت ويحرّمه على قوى اخرى في زحلة، وهذا التعاطي الفوقي والاستعلائي بدأ يرتد على الجمهور مما يصعّب اقناعه لاحقا بتحالفات موضعية تتصل بانتخابات في هذه المحافظة او القضاء او غيرها، واذا كان عون وجد في حلفه مع جعجع تحررا من ضغوط معينة، مبروك عليه هذا الحلف وعليه ان يعلم عدم امكانية ان يجيّر حلفا معنا لصالح حليفه جعجع،، لان لهذا الامر حسابات اخرى وسياقات مختلفة تتصل بالثوابت الوطنية والقومية والموقف منها".

يتوجه المصدر بنصيحة صادقة الى عون "بوجوب لجم الموتورين في تياره السياسي، الذين يتعاطون بفوقية وعنصرية مستفزة للآخر، خصوصا ان جمهور حزب الله لديه قدرة على التحمل والامر ليس مفتوحا لكل التجنيات والاستفزازات، واذا كان تصويتا بلديا، على عدم دقة المزاعم بشأنه لان دراسة ارقام الصناديق ستظهر حقيقة الامر، اخرج التيار الوطني الحر عن طوره، الا يستدعي ذلك النظر في القضايا الاكبر وما يمكن ان يحصل في حال وصول عون الى سدة الرئاسة؟، وايضا الا يدفع ذلك الى السؤال عن الضمانات للقادم من الايام؟!".