نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه قوله ان إجراء الجولة الاولى من الانتخابات البلدية بنجاح وسلام، يفترض وفق منطق الامور، الاسراع في اجراء الانتخابات النيابية، لكن المشكلة في لبنان ان المنطق ليس أداة القياس المعتمدة دائما.
ويشير بري الى انه شخصيا يعتبر ان بالامكان اجراء الانتخابات النيابية في اقرب وقت، وبالتالي تقصير ولاية المجلس الممددة، إذا تم التوصل الى قانون توافقي، «لان مفتاح تطوير النظام وتفعيل مؤسسات الدولة إنما يكمن اساسا في قانون الانتخاب، ولو ان الرئيس فؤاد شهاب قام من قبره الآن لما استطاع لوحده ان يغير الكثير في الوضع الحالي».
ويجزم بري بانه لن يكون هناك تمديد آخر لولاية المجلس الحالي مهما حصل، موضحا «ان امامنا خيارين، الاول انتاج قانون انتخاب عادل وعصري وفق النسبية التي باتت أكثر من ضرورية، والثاني اجراء الانتخابات على اساس «قانون الستين» في اسوأ الحالات، وهذا بالنسبة إلي هو أبغض الحلال».
ويلفت بري الانتباه الى ان المبادرة في يد المجلس النيابي، مضيفا: نحن في سباق مع الوقت، لان الولاية الممددة تنتهي بعد قرابة عشرة أشهر، ودرجت العادة ان يستغرق النواب في الاشهر الاخيرة بالانشغالات والحملات الانتخابية، ما يعني ان امامنا عمليا حوالى خمسة أشهر فقط لانجاز القانون الانتخابي الجديد، وإلا سيصبح «الستين» امرا واقعا، مع ما يعنيه ذلك من اعادة انتاج لمعظم معالم التركيبة الحالية.
ويشدد بري على ان المشروع المختلط الذي طرحه على قاعدة «64 نسبي 64 أكثري» يحقق العدالة لانه يعتمد معيارا واحدا في كل المناطق، كما ان من خصائصه انه يترك النتائج النهائية غامضة، «ولو كنت أتوقع ان يؤدي الى نوع من توازن القوى بين ما كان يُعرف بـ 8 و14آذار، ونشوء قوة وسطية وازنة».
ويؤكد بري ان المشروع الذي اقترحه يسمح للمسيحيين بان يختاروا قرابة 52 نائبا بأنفسهم وان يساهموا في اختيار عدد من النواب المسلمين.
ويرى رئيس المجلس ان التحالفات المستجدة يجب ان تدفع بعض الاطراف الى التعامل بمرونة مع اقتراحه الانتخابي، مكررا التأكيد بان معادلة «8 و14 آذار» المعلبة أصبحت خرافة، وهناك فرز جديد على الساحة السياسية. ويتابع: عندما اتفق «تيار المستقبل» و «القوات اللبنانية» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» على مشروع انتخابي مشترك، كان هاجس «القوات» على سبيل المثال تحقيق الفوز على «التيار الوطني الحر» في المناطق المسيحية، لكن الطرفين باتا متحالفين حاليا، وبالتالي أعتقد ان المقاربة تغيرت.
وبالنسبة الى دلالات نتائج الانتخابات البلدية في بيروت، يعتبر بري انها تعكس بالدرجة الاولى قرف الناس ورد فعلهم على تراكم الفضائح، من النفايات وصولا الى الانترنت مرورا بصفقة الرملة البيضاء وملفات الفساد، مشددا على ان المشهد الانتخابي في العاصمة يجب ان يكون حافزا إضافيا لاعتماد النسبية في الانتخابات النيابية المقبلة، من أجل حث الناس على المشاركة وفتح آفاق امام فرص التغيير.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News