لُقّبَ بـ "الشبح".. من هو مصطفى بدر الدين؟

"ليبانون ديبايت":

اُسدلَ الستار عن حياة أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله بعد عماد مغنية، وهو "مصطفى بدر الدين" المعروف بأسم "سيد ذولفقار".

القيادي الجهادي الذي يشغل منصب "معاون" في حزب الله، اُعلن إستشهاده في اعتداء تحمل بصماته إسرائيل وذلك قرب مطار دمشق الدولي، حيث فتح حزب الله تحقيقاً بالحادث فمن هو مصطفى بدر الدين؟

ولد مصطفى بدر الدين في عام 1961 في بلدة غبيري وهو صهر القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، حتى عام 1982، كان وكذلك مغنية في صفوف قوات 17 وهي جزء من حركة فتح في بيروت، وفي وقت لاحق انضم إلى حزب الله.

يلقب بذو الفقار، ويعرف أيضا بعدة أسماء منها إلياس فؤاد صعب و سامي عيسى. وأطلقت عليه أجهزة الأستخبارات الأميركية، لاسيما جهاز الـ CIA لقب "الشبح" لتخفيه عن الأنظار مدة أكثر من 30 عاماً، حيث كان الصورة الأشهر والوحيدة له ملتقطة في الكويت عام 1983، فيما نُشرت صورة قيل أنها جديدة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عام 2012، لكن الصورة التي نشرت له غداة مقتله تؤكد أن الصورة التي تم تداولها على أنها جديدة، هي قديمة العهد أيضاً أن لم تكن تعود له.

قال عنه السيد جعفر فضل الله، وهو نجل أية الله محمد حسين فضل الله الذي شغل سابقاً منصب المرجع الروحي لحزب الله قبل عام 1990، أنه "شاهد بدر الدين وهو يزحف باتجاه طرد كان عبارة عن عبوة ناسفة رمتها سيارة امام منزل السيد فضل الله في الغبيري"، متحدثاً عن مناقبيته وجرأته.

اعتقل في الكويت عام 1983 بتهمة تفجير السفارة الأميركية في الكويت، إذ دخل على جواز سفر لبناني تحت اسم الياس صعب، وكان عضوا في حزب الدعوة و اعتقل مع 17 من المشتبهين بهم بعد شهر واحد من سبعة انفجارات في الكويت حدثت في يوم واحد في 13 كانون الأول 1983.

حُكم عليه بالإعدام بتهمة تدبير هجمات، ومنذ بتر ساقه وتم تركيب ساق خشبية له في السجن، ومن أجل إجبار السلطات على إطلاق سراح بدرالدين وغيره قام أعضاء حزب الله برئاسة عماد مغنية بخطف أربعة مواطنين غربيين على الأقل في لبنان، وقام مغنية بإختطاف طائرة تتبع الخطوط الجوية الكويتية للمطالبة بالإفراج عنه ومعتقلين آخرين.
بدر الدين فر من السجن في عام 1990 أثناء غزو الكويت وفي وقت لاحق أعاده الحرس الثوري الإيراني إلى بيروت.

بعد عام 2008 حل خليفةً للقائد العسكري في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008 في دمشق ايضاً، بحكم إرتباطه معه بعلاقة عسكرية ومصاهرة.

ورد إسم بدر الدين في لائحة المتهمين بإغتيال الحريري من قبل المحكمة الخاصة للأمم المتحدة حيث لقي الاتهام يومها إعتراضاً كبيرا ًعلى الساحة اللبنانية، فيما ايدت قوى 14 آذار قرار المحكمة وطالبت بتسليمه إلى السلطات اللبنانية، فيما يعتقد حزب الله أن الذي خلف الإتهام هي إسرائيل والولايات المتحدة إنطلاقاً من خلفية الصراع مع بدر الدين.

وقد وصف من قبل المحكمة الخاصة بلبنان باعتباره المخطط الرئيسي للعملية، وتستند الاتهامات له ولأفراد حزب الله الثلاثة الأخرى على أدلة تتعلق بالهاتف المحمول.

في العام الماضي خلص بيان لوزارة الخزانة الأمريكية يتضمن تفاصيل عقوبات على بدر الدين إلى أنه مسؤول عن العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا منذ 2011 وانه رافق السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله أثناء اجتماعات للتنسيق الاستراتيجي مع الأسد في دمشق.

ووجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة إلى بدر -وهو شقيق زوجة عماد مغنية القائد العسكري الراحل لحزب الله - تهمة الضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005.

وعلى مدى أربع سنوات كان بدر الدين العقل المدبر لعمليات عسكرية ضد إسرائيل من لبنان والخارج وتمكن من تفادي الوقوع في أيدي حكومات عربية وغربية بالعمل في الخفاء.

وقال بيان الخزانة الأمريكية أيضا إنه قاد الهجمات البرية لحزب الله في بلدة القصير السورية في شباط 2013 والتي كانت معركة حاسمة في الحرب عندما هزم مقاتلو الحزب مسلحي المعارضة في منطقة قرب الحدود السورية-اللبنانية.