ليبانون ديبايت - لارا الهاشم
منذ ان قرر العماد ميشال عون النزول شخصيا الى مقر ماكينة لائحة "كرامة جونية" عشية الانتخابات، اعطى الجنرال بحضوره ابعادا جديدة للمعركة وبات للربح طعم حلو وللخسارة طعم مرير. فالمعركة سياسية بامتياز وهي معركة "كسر عضم"، فاما ان تكرّس زعامة ميشال عون في عرين الموارنة واما ان تكون الضربة القاضية التي سيتسلّح بها الخصوم للتشكيك في زعامته واستخدامها كقميص عثمان في البازار الرئاسي.
لكن في المدينة التي تزدحم بالبيوتات السياسية بدت القيم الوطنية والقناعات اكثر صلابة من كل الاموال والخدمات، وبدت المعارك المصيرية اقوى من ان تخضعها الابتزارات بلقمة العيش وبالوظيفة، بحيث اثبتت الانتخابات البلدية قدرة التيار الوطني الحر على تجيير 2139 لائحة مقابل 300 صوت للكتائب. وفي حين قالت القوات انها تركت حرية الاقتراع لناخبيها، يؤكد المراقبون ان ماكينة الحزب جيّرت كل قوتها من اجل انجاح لائحة "جونية التجدد" ولكن بصورة غير نافرة حفاظا على ماء الوجه، اولا حتى تغدو القوات شريكة في الربح في حال ربحت "كرامة جونية" على الا تكون شريكة في الخسارة تحت ذريعة ترك الحرية للمقترعين، وثانيا حتى لا تستفزّ العونيين في مناطق اخرى وتحدث شرخا مع التيار الوطني الحر.
مشهد جونيه الذي ارتسم في الامس اكبر من رئاسة بلدية من هنا او مقعد بلدي آخر من هناك، فللنتيجة اكثر من بعد سياسي يقول منسق هيئة قضاء كسروان في التيار الوطني الحر جيلبير سلامة لموقع "ليبانون ديبايت". فالمنطقة التي منحت العماد عون ثقتها في ال 2005 وجددتها في ال 2009 رغم المعركة الضاروس التي خيضت ضده برهنت اليوم انها كانت مستعدة للمبارزة في ال 2013 لولا عمدت الطبقة السياسية الى تأجيل الانتخابات خوفا من النتائج. وفي ال 2016 تحولت هذه المعركة الى حرب خاسرة لمحاولة كسر زعامة العماد عون المارونية لاسيما ان جونية تضم 25% من ناخبي قضاء كسروان الفتوح.
اما الرسالة الثانية التي بعثت بها هذه الانتخابات فكانت الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الذي زار منذ اشهر منزل النائب السابق فريد هيكل الخازن بعيد التفاهم العوني - القواتي، وانتقد من دارة الخازن هذا التحالف قائلا ان القوات والتيار لا يمثلان اكثرية المسيحيين . فجاءت نتائج جونيه لتقول ان العماد عون هو الاكثر تمثيلا مسيحيا بحسب ما اثبتت اقلام الاقتراع من دون اي ادعاءات كما يقول سلامة الذي تحدث لليبانون ديبايت عند تدخل كان ملموسا لفرنجيه في وضعية الانتخابات البلدية في جونيه.
واذا كانت هذه المكاسب السياسية والمعنوية التي حققها التيار الوطني الحر في مواجهة البيوتات السياسية والمال الانتخابي، فثمة من ينظر من بعيد الى التحالفات البلدية القواتية العونية مفنّدا اهمها بالقول: ان في دير القمر لم يسجّل التحالف انجازا بتحقيقه نتيجة 12/6 لصالح التيار والقوات وفي سن الفيل خسر التحالف اما في الحدت فكان فوز اللائحة المدعومة من التيار بعيدا عن اعلان النوايا مدويّا، اما في زحلة حيث الوجود القواتي مميز فقد اظهرت الاحصات انه لو تحالف آل السكاف مع آل فتوش لكانت اختلفت النتائج، ليستنتج من هذا التفنيد ان القوات لا تمتلك حجم التمثيل المسيحي الذي تدعيه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News