لم تحجب اصداء المعارك الانتخابية البلدية والاختيارية على حماوتها، الضوء عن الواقع الامني الذي لا يقل حماوة ولا صعوبة في ضوء المخاطر المحدقة بالبلاد التي تتطلب عناية فائقة لا تتوانى عن تأمينها المؤسسة العسكرية وسائر الاجهزة الامنية.
واذا كان الجيش يمسك بزمام الامور حدوديا لدرء الخطر "الداعشي" وسائر التنظيمات الارهابية حيث تطمئن مصادره الى ان الحدود مضبوطة ولا شيء يدعو للقلق، خصوصاً من تسلل عناصر ارهابية"، متحدّثاً عن تدابير يتّخذها الجيش على طول الحدود مع سوريا لمنع اي خرق لها من قبل الجماعات المسلّحة"، فان ضبط مخيمات النازحين السوريين يشكل بدوره تحديا كبيرا للمؤسسة العسكرية التي تجنّد طاقات لا يستهان بها في اتجاه ابقائها تحت السيطرة ومنع تحولها الى بؤر يوظفها الارهابيون لتنفيذ عمليات امنية، كما هي حال بعض المخيمات الفلسطينية.
وفي السياق، يشير مصدر عسكري الى ظاهرة خطيرة محورها مخيم عين الحلوة، اذ ان بعض الشبان من الاصوليين المتشددين يغادرون الى سوريا حيث يتلقون تدريبات من "داعش" ثم يعودون الى المخيم لنقل ما تعلّموه وتدربوه الى شبان اخرين، الا ان المصدر يؤكد اننا "نتابع الظاهرة في شكل دقيق ونرصد اي تحرّكات مشبوهة خصوصا ان هؤلاء يتخفون ويعتمدون اساليب متنوعة للدخول والخروج من المخيم بطرق غير شرعية منها استخدام هويات مزوّرة او التنكّر بثياب نسائية"، ويُشدد على اننا "نتّخذ اجراءات كبيرة لمنعها والحدّ منها، الا ان وسائل التهريب غير الشرعية تكاد لا تحصى فحتى في الولايات المتحدة الاميركية، الدولة العظمى، تستمر هذه العمليات على الحدود مع المكسيك وفي الداخل فكيف الحري في لبنان بامكاناته المتواضعة"؟
ويلفت الى اننا "وضعنا الفلسطنيين امام مسؤولياتهم ازاء امكانات زعزعة امن المخيم، خصوصا اذا كان يؤثّر على الامن الوطني". ويكشف المصدر ان في اطار التنسيق القائم مع قيادات المخيم تم رفع عديد القوى الامنية الفلسطينية الى نحو 150عنصراً بهدف ضبط الاوضاع في الداخل ومنع زعزعة الامن، ونحن ننتظر نتائج هذه الزيادة في مجال احكام القبضة على الامن ومنع تحوله الى قنبلة موقوتة لان المؤسسة العسكرية لن تتهاون مع اي محاولة لهز الاستقرار اللبناني من بوابة المخيمات".
وليس بعيدا من هذا المحور لا يغفل المصدر الاشارة الى أهمية المساعدات العسكرية الاميركية للجيش ودورها في تعزيز قدراته ورفع مستوى ادائه في مواجهة الارهاب على انواعه، اذ ان السلطات الاميركية تُلبّي مطالبنا سريعا". اما ما يتصل بهبة المليارات السعودية المجّمدة للجيش اللبناني يقول"لا نزال نامل خيراً والامال موجودة".
وازاء هذا المشهد المحفوف بالمخاطر والتحديات، يختم المصدر بالدعوة "الى ابقاء المؤسسة العسكرية بعيدة من زواريب السياسة الضيقة ومفاعيلها السلبية وعدم اقحامها في ما ليس من شأنها واختصاصها فالجيش يحتاج الى حصانة سياسية لا قنص سياسي، غامزا من قناة ملف الانترنت غير الشرعي الذي أدّت فيه الدور المنوط بها لجهة الكشف على جوانب مهمة من القضية ومن لديه ما يثبت خلاف ذلك فليبرزه والا كفى تشكيكا بالجيش وقيادته".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News