ما يخطط لسوريا خطير، فالافكار الدولية، في جانب هام منها، تركز على تقسيم سوريا، ما ينعكس خطراً حقيقياً محدقاً على المنطقة وفي الطليعة تصيب الاخطار لبنان، فالخطة (ب) الاميركية - الاسرائيلية، هي التقسيم التي يجري الحديث عنه بانه فدرالية على مثال الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، ودول اخرى.
بالطبع الاتراك، يريدون حلب والكيان الاسرائيلي يريد وفق القراءات الجولان، وكما يتم تحفيز دروز سوريا على كيان مستقل في السويدا، فيما يتم التداول بتأسيس دولتين وتقسيم اطراف سوريا الاخرى، هذا المشروع الاميركي - الاسرائيلي ليس بجديد، لكن قوة النظام في سوريا والى جانبه قوى ودول محور المقاومة عطلوا الى اليوم، كل افكار التقسيم التي طرحت في الاندية الاقليمية والدولية.
مصادر مطلعة على الموقف الاميركي تقول ان الاميركيين بعد كل هذه الافكار، باتوا يتحدثون عن سوريا موحدة وغير طائفية، وذلك بعد ان اكتشفوا خطورة اللعب على وتر تقسيم سوريا او فدرلتها، كون هذه الجغرافية والحديث عن سوريا " المفيدة" سيؤثر على دول المنطقة، وقد لا تأتي حسابات الحقل الاميركي -الاسرائيلي، وفق بيدر المخططات على الورق.
وقد ظهرت امثلة المخاطر جلية على الخبراء في الحركة الاميركية في المنطقة بعد انفلات عقال داعش من الدوائر الاميركية والاسرائيلية والسعودية. وباتت داعش على غرار القاعدة امها الاولى، خارجة على دوائر داعيمها ومموليها ومستخدميها. ما بات يشكل خطراً على اوروبا والغرب، وقد تجلى الامر في العمليات الاجرامية التي تنفذها هذه الجماعة الوهابية في دول عربية وغربية، وقد لا تكون الولايات المتحدة الاميركية بعيدة عنها.
ما هي المخاطر على لبنان؟
ببساطة القول، ان لبنان في واقعه الجغرافي والسياسي والامني، يقع على "خط الزلازل" وفق مقولة هنري كسينجر، وهذا الخط يحرّك الواقع اللبناني، كلما تحركت " الصفائح السياسية " الاستراتيجية في المنطقة، واهم هذه الصفائح اليوم، ما يجري في سوريا من تآمر من خلالها على كامل المنطقة، والاخطر ان بعض العواصم العربية متورطة في هذا الواقع، لمصالح الجميع الا مصالحهم.
من هنا، فأن اللبنانيين، مدعوون وفق اصحاب هذا الرأي لاستغلال الموقف الدولي تجاه لبنان والذي يؤمن الغطاء الامني والاستقرار اللبنانيين الداخليين، كي يعزز خطوات الوحدة الوطنية، رغم الخلافات الكبيرة، كون لبنان، ليس بعيداً عن مخاطر التطورات وبؤر الجماعات التكفيرية، او ما يعرف بالخلايا النائمة التي من الممكن ان تتفلت من عقال مشغليها، كما حصل في معركة نهر البارد سابقاً.
الا ان هذه المرة،تضيف المصادر نفسها، قد يحصل انفلات هذه الجماعات تحت جنح النازحين وربما المخيمات الفلسطينية،المسيطر عليها بشكل كبير من الجماعات السلفية، التي اثبتت في اكثر من مناسبة انها قادرة على خوض المعارك والاقتحامات في اكثر من مناسبة، دون ان تجد قوة فلسطينية واحدة، تقف بوجهها، او تردعها.
وتختم المصادر، ان لبنان، بحاجة قوية واصرار، الى خطوات في اتجاه تعزيز الامن الداخلي وتفويت الفرص امام المخاطر، كون المرحلة الراهنة والمقبلة حساسة وخطيرة جداً ولا تحتمل اي انقسامات داخلية، خصوصاً ان دولاً عربية وفي طليعتها المملكة السعودية تعمل على تمويل جماعات وشخصيات داخل لبنان وداخل بعض الطوائف وتحديداً الطائفة الشيعية، بعد الهجمة الديبلوماسية على حزب الله لدى عواصم العرب والغرب بموازاة المواقف الاميركية، فأن لبنان قد لا يتحمل اللعب الداخلي في السياسة والاقتصاد، او في التوتير السياسي، وفي الحقيقة، قد تلجأ بعض الجهات الداخلية المرتبطة في القرار السعودي الى التوتير السياسي، وربما استخدام بعض الجماعات التكفيرية للتوتير الامني، على حدّ قول المصادر عينها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News