"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
لا يبدو أنّ زيارة نائب وزير الخزانة الاميركية دانيال غلايزر إلى بيروت قد مرّت بسلام، فتسريبات لقاءاته لا تشي بالخير خاصة على المستوى الإقتصادي. الزيارة التي حملت معها رياحاً عاتية، الأكيد أنها ستُصيب اللبناني في أنفلونزا، والشفاء منها يحتاج إلى علاجٍ ولقاحات، اللهُ أعلم أين هي موجودة!.
لقاءات عاصفة إذاً، فالوزير الأميركي حمل معه رسائل هامة إلى الوسط السياسي اللبناني، فهو لم يأتِ إلى بيروت من أجل أن يَطْمَئِن أين أصبحنا في موضوع الإنتخابات الرئاسية، ولا من أجل إهداق الموشّحات الديمقراطية بعد إجراء الإنتخابات البلدية، بل أتى حاملاً معه رسالة أميركية رفيعة المستوى، تطلب من لبنان، (تطلب ولا تأمل) التعاون في موضوع العقوبات الأميركية المفروضة على حزب الله، وفق ما تقتضي المصلحة الأميركية، وشملها بجميع مؤسسات الحزب، الخيرية والإجتماعية.
الوزير الذي حلّ على بيروت، وجال على بعضاً من مسؤوليه يرافقه القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في بيروت ريشارد جونز، طلب من الحكومة اللبنانية كدولة، التعاون الكامل بموضوع فرض وتنفيذ بنود العقوبات، حيث أوصل الوزير، وفق ما علم "ليبانون ديبايت"، رسائل فحواها أن "الولايات المتحدة باتت تعتبر حزب الله كتنظيم القاعدة، وعليه، فهي تتصرف مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، على أنه أسامة من لادن ومكانته لدى واشنطن هي بالمكانة التي كان يحظى بها بن لادن!".
الوزير الأميركي الذي يبدو أنه سَمِعَ كلاماً لا يعجبه من أحد الوزراء الذين إلتقاهم، غَمَزَ في ذلك الإجتماع العاصف، من بوابة الليرة اللبنانية وسحب لبنان كدولة من منظومة الدولار في حال عدم التقيد بالمطالب الأميركية، وهذا ينطلي عليه تأثيرات كبرى على الإقتصاد تعيدنا بالذاكرة إلى مطلع التسعينات يوم وصل الدولار إلى حافة الـ 3000 ليرة لبنانية.
المطلب الأميركي إذاً جاد، والوزير غلايزر حضر من أجل "وعظ" اللبنانيين وفرض عليهم التعاون بالعصا "لم هو في مصطلحتهم"، لكن الواقع يشير، أن الضغوطات الأميركية عبر القانون الجديد، ليست موجهة بالمجمل إلى حزب الله كحزب مؤسسة، أو الحكومة اللبنانية كدولة، بل نحو البيئة الشعبية الخاصة الحاضنة لحزب الله في محاولةٍ لإخضاعها بالضغط بعد فشل الإخضاع السياسي، وإجبارها على إلتماس وإستشعار التعدي الأميركي وتأثيراته عبر العقوبات عليها بشكلٍ أساس.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News