المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 27 أيار 2016 - 18:48 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

الراعي: لتحرير مؤسسات الدولة من رهن السياسيين

الراعي: لتحرير مؤسسات الدولة من رهن السياسيين

نظم المركز الماروني للتوثيق والابحاث مؤتمر "مئوية المجاعة الكبرى في جبل لبنان"، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في جامعة الحكمة، وتخلله إطلاق كتاب "مجاعة أهالي جبل لبنان".

وقال الراعي في كلمته: "منذ مئة عام، كان أجدادنا في الجبل اللبناني، ضحية دولة طال احتلالها لبلادنا، ودول تصارعها وتتصارع في ما بينها من أجل مصالحها، على هذه الضفة من المتوسط. فبلغ الأمر إلى أن أطبق الحصار على أهل الجبل، برا وبحرا، فجاعوا، وأكلوا مؤونتهم وحيوانهم، ثم ما ترك لهم الجراد من بذار أرضهم، وبعض ما يعطيه الغاب والحقل، ثم باعوا الأغلى من المقتنيات والأرزاق. وأخيرا ماتوا على الطرقات وفي المنازل والحقول، من دون أي كرامة إنسانية.

إن كتاب الخوري اسطفان ابراهيم الخوري: "مجاعة أهالي جبل لبنان خلال الحرب الكونية الأولى (1914-1918)، من منشورات المركز الماروني للتوثيق والأبحاث، الذي سيوزع اليوم، يشرح لنا بإسهاب وقائع المجاعة وأسبابها ونتائجها وأبعادها، انطلاقا من وثائق رسمية ومصادر علمية وكتابات. فله منا كل شكر وتقدير".

وتابع: "يقام هذا المؤتمر لثلاثة أهداف: لنحيي أولا ذكرى أهالي هذا الجبل، المسيحيين، رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا، مرضى وعجزا. نتذكر العذاب الذي عانوه، والقهر الذي كابدوه، والنهاية المحتومة، إذ مات الثلث، وبارت بلدات وقرى، وأقفلت بيوت، وانقرضت عائلات، وجاءت السنون تطوي تلك الصفحات المرة، وكأنها لم تكن.

ونجتمع لنحيي ثانيا ذكرى من وقف إلى جانبهم، مع كنيستهم، يعضدهم ويواسيهم، من أبناء الوطن، ولا سيما من مسلميه، ومن جمعيات البر والحكومات الأجنبية. فلولاهم لكان ذهب الجوع بأكثر من ثلثهم، ولربما كنا فقدنا عزاء التراحم الذي شكل على مر تاريخ لبنان، صفحات مضيئة في شركة المحبة بين جماعاته الروحية.

وثالثا لنتساءل: كيف يمكن لمأساة كهذه أن ترتكب مثل مثيلاتها الأدهى منها التي طالت الأرمن، والسريان، والأشوريين، في تركيا وأقليات مسيحية أخرى في شرقنا، والدول لا تجرؤ أن تسميها "إبادة"، ولا أن تفرض المتوجب من عقوبات وتعويضات قانونية. ولهذا السبب، نقول انها ترتكب تكرارا، حتى بلغت ذروتها في فلسطين، وسوريا، والعراق وسواها، من دون أن يبادر المجتمع الدولي إلى الاحتياط في وجهها بأجهزة وآليات وإجراءات قانونية تحول دون ارتكابها؟ ونتساءل: كيف يمكن لدول صغيرة ومجتمعات أن تبقى أسيرة مصالح دول كبرى تفتك بها وبكيانها وتاريخها وحضاراتها. وحتى م يبقى مستقبل هذه المنطقة الشرق أوسطية، ضحية دائمة للنزاعات والحروب، والعنف، وإراقة الدماء، وهدم جنى العمر، وإبادة التاريخ والثقافات؟"

ورأى أن "ما يقلق المسيحيين وغير المسيحيين، من أقليات وأكثريات شرق أوسطية مسالمة، عريقة في التاريخ، هو تلك السهولة الدائمة في استباحة حياتهم، والاستهانة بكرامتهم، والتلاعب بمصيرهم، والتمادي في الإضرار بهم، فيما ينبغي أن يكونوا هم صانعي يومهم وغدهم، ومشاركين في صناعة يوم العالم وغده.

وأضاف: "في هذا الضوء، يرتدي مؤتمر "مئوية المجاعة الكبرى في جبل لبنان" أهمية خاصة. لذا، نرجو أن يشكل انطلاقة عمل جدي دؤوب وفاعل، تتبناها الدولة اللبنانية لترجمة خلاصاته ولجعلها دعوة للجماعة السياسية عندنا لالتزام واجب إخراج اللبنانيين من حالة الفقر والجوع والحرمان، من خلال تكوين سلطة الدولة، وفقا للدستور، وتحرير مؤسساتها الدستورية من رهنها بخيارات الأفرقاء السياسيين، والنهوض الاقتصادي بكل قطاعاته المنتجة. وبذلك يثبت لبنان من جديد وجوب وجوده، وأهمية دوره في منطقة الشرق الأوسط".

وختم: "فليبق ذكر شهدائنا، وبخاصة شهداء المجاعة الكبرى، حيا في خواطرنا وقلوبنا، وليكن هذا المؤتمر نورا للضمائر وشرارة خيرٍ على طريق السلام في ربوعنا وفي منطقتنا، يلتزم به كل ذوي الإرادة الحسنة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة