المحلية

ليا القزي

ليا القزي

الأخبار
الاثنين 30 أيار 2016 - 07:13 الأخبار
ليا القزي

ليا القزي

الأخبار

ريفي "طحن" الجميع: انا الزعيم

ريفي "طحن" الجميع: انا الزعيم

لم يعد الرقم مهماً. سواء فازت لائحة وزير العدل المستقيل أشرف ريفي بكافة مقاعد المجلس البلدي لطرابلس، أم اخترقت "اللائحة التوافقية" بعضو او اكثر، او اختُرِقَت بعدد من المقاعد. فالنتيجة واحدة، والخلاف على درجة حدّتها: إما أن ريفي «طحَن» تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي معاً، أو أن وزير العدل المستقيل تحوّل إلى زعيم طرابلس الاول.

قبل أسابيع قليلة، كان الرجل يقول إنه أجرى استطلاعاً للرأي في عاصمة الشمال، وإن نتيجته أظهرت أن قوته الشعبية تعادل قوة خصومه مجتمعين: الحريري وميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي والجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية والحزب العربي الديمقراطي ونواب المدينة الآخرين.

لم يصدّق أحد ما قاله. بدت كما لو انها أمنيته. لم يصدّقها احد، إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام كانت تتعامل مع النتائج الاولية وفق منطق يقول إن ريفي هو الطرف الأضعف في المعادلة. وهذا المنطق كان «يقينياً» إلى حد نشر أخبار تقول: «لائحة ريفي تخرق لائحة التوافق بـ19 مقعداً»! بدا كما لو أن أحداً لا يريد أن يصدّق احتمال أن يكون ريفي هو فعلاً الطرف الأقوى في عاصمة الشمال.

في النتائج السياسية لما أفرزته صناديق الاقتراع امس، تبيّن أن ريفي يحظى بدعم نصف الناخبين الطرابلسيين. ويمكن القول إن ما جرى هو الحدث الأبرز الذي تشهده «الساحة السنية» في لبنان، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الحريرية السياسية، بنسختها التي يقودها الرئيس سعد الحريري تُحتضر. جمهور تيار المستقبل قال كلمته امس: زعيمنا هو الرجل الذي تمرّد على زعيمنا السابق. النتيجة تصبح اكثر إيلاماً لساكن وادي أبو جميل، إذا ما أضيفت إلى نتائج الانتخابات البلدية في بيروت وعرسال، وإلى «فرار» تيار المستقبل من المواجهة الانتخابية في غالبية مناطق نفوذه. خاض التيار حتى الآن 3 معارك سياسية واضحة المعالم: بيروت وصيدا وطرابلس.

خرج بجروح عميقة من جولة بيروت، ولم يستطع القضاء على خصمه أسامة سعد في صيدا، ثم تلقى ما يشبه الضربة القاضية في الجولة الاخيرة من مباراة ملاكمة. ما يعمّق أزمة الحريري انه لم يكن وحيداً. هو وحلفاؤه الطرابلسيون يملكون ثروات يصل مجموعها إلى أكثر من ثمانية مليارات دولار، فيما ريفي يواجه وحيداً. والاخير وزير مستقيل، وموظف سابق برتبة مدير عام، في مقابل ماكينات خدماتية هائلة تعمل في المدينة منذ أكثر من عقدين، ويرعاها وزراء ونواب ورئيسا حكومة سابقان ومجالس وجمعيات. لا شك أن رعاة اللائحة التوافقية دفعوا ثمن صمتهم السياسي منذ أشهر، منذ أن قرروا تجاهل ريفي، وتركه يسرح ويمرح وحيداً في الساحة الاعلامية الطرابلسية، يقدّم للناس خطاباً سياسياً شعبوياً، فيما هم صامتون. ولا شك أيضاً بأنهم دفعوا ثمن قلة كفاءتهم الإنمائية، كما قرارهم بعدم مواجهة الخطاب المتطرف الذي مثّل ريفي احد رموزه، والاكتفاء بتكرار خطاب اجوف عن «الاعتدال». ولا شك، أيضاً وأيضاً، أن السعودية، راعية التوافق الطرابلسي، تراقب ما يجري عن كثب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة