ليبانون ديبايت - داود رمال
بعدما حولوا خربة داود العكارية الى بؤرة رعب وخوف الاهالي، وعاثوا ارهابا بالمواطنين الامنين، ليتمدد اجرامهم فينال من الجيش اللبناني والقوى الامنية، كان القرار بانهاء ظاهرة ارهابية جديدة بايعت "داعش" قبل ان تتمدد وتتحول الى اشبه بأمر واقع في تكرار لما حصل في عبرا الصيداوية والتي كادت ان تدفع البلاد الى فتنة خطيرة.
منذ فترة والمعلومات ترد الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني "تؤرّخ للدور القذر والسلوك الارهابي لمجموعة من "داعش" يقودها خالد سعد الدين في خربة داود قضاء عكار، ووضعت هذه المجموعة تحت العين الامنية الفاحصة وفي دائرة المتابعة والرصد والملاحقة الدائمة، وفي ذات الوقت كانت تتساقط المجموعات الارهابية الواحدة تلو الاخرى وتكرّ معها سبحة الاعترافات التي تقاطعت حول الدور الاجرامي الارهابي لمجموعة سعد الدين، الى ان نفذت هذه المجموعات عمليات ارهابية استهدفت الجيش اللبناني في محلتي البيرة والريحانية قضاء عكار عبر كمائن يعقبها مهاجمة الدوريات التي تعبر وسقط بنتيجتها ثلاثة شهداء للجيش اللبناني وعدد من الجرحى.
نتيجة التحقيقات والاعترافات ثبتت مخابرات الجيش مسؤولية مجموعة سعد الدين في الاعتداء على الجيش اللبناني، اذ لم تكتف المجموعة بذلك بل عمدت الى التصدي لقوة من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي كانت تقوم بعملية مداهمة في المنطقة نجت يومها القوة باعجوبة واصيب رتيب من صفوفها، ونتيجة الرصد والتتبع جرت محاولات سابقة لتوقيف افراد المجموعة الارهابية الا انها لم تحقق اهدافها، وفي هذه الاثناء كانت تمارس المجموعة ابتزازا وتخويفا للناس لايهامهم انها تتمتع بنفوذ واسع ولا يستطيع احد النيل منها، وكانت ترد الشكاوى المتلاحقة الى الجيش والاجهزة الامنية عن الوضع الذي صارت فيه خربة داود ومحيطها جراء ممارسات المجموعة الارهابية، فكان القرار بالحسم.
تابع قائد الجيش العماد جان قهوجي عملية التنفيذ التي قامت بها قوة خاصة من الجيش اللبناني وحددت ساعة الصفر السابعة من صباح الخميس حيث بادر امير المجموعة خالد محمد سعد الدين الذي حاول الهرب الى اطلاق النار باتجاه العسكريين الذين ينفذون المهمة فردوا على مصدر النار بالمثل والقوا القبض على الثلاثة الاخرين وهم جاسم سعد الدين وسمير سعد الدين وزاهر سعد الدين، ليتبين ان امير المجموعة قد قتل نتيجة تبادل النار.
هذه المجموعة الارهابية التابعة ل "داعش" كانت تجهز البنى التحتية والوسائل اللوجستية والمواد التي تستخدم في صنع المتفجرات وتفخيخ السيارات وتصنيع الاحزمة الناسفة، اضافة الى محاولات لتجنيد بعض الشباب بعد التغرير بهم وتقديم الاغراءات لهم، والمضبوطات التي صادرها الجيش من مخزن للذخيرة عثر عليه يضم قواذف صاروخية وقنابل واعتدة وسلاح وانواع مختلفة من الرمانات اليدوية والقذائف الصاروخية وحزام ناسف جاهز للتفجير، والاعترافات الاولية للموقوفين الثلاثة تؤشر الى عمل خطير ما كان موكلا الى هذه المجموعة الارهابية تنفيذه، وابرزها فرض موطئ قدم ل "داعش" في لبنان تمهيدا لرفده بالارهابيين وتوسيعه تباعا عبر تحويله الى حالة وقاعدة للانتقال الى مناطق اخرى وصولا الى تحقيق المخطط القديم الجديد وهو تأمين منفذ بحري على المتوسط.
مصدر امني رفيع، ابدى لـ"ليبانون ديبايت" "ارتياحه الكبير لنجاح العملية من دون ان يتكبد الجيش اللبناني اية خسائر بشرية، بحيث لم يصب احد من القوة الخاصة المهاجمة"، واضعا ذلك في خانة "صيانة الامن والاستقرار وسياسة الابواب المفتوحة والتعاون المطلق والتنسيق الكامل بين كل الاجهزة الامنية في مواجهة خطر الارهاب الذي يتهدد لبنان والمنطقة والعالم"، مؤكدا على الثوابت التي كان يتعمد قائد الجيش العماد جان قهوجي تكرارها في كل مناسبة تتصل بشهداء ساحة الشرف من ان "دماء شهداء الجيش لن تذهب هدرا وهي التي ستحمي لبنان وتصون الوطن وتحفظ الشعب والمؤسسات، وانه لا تفريط بدماء العسكريين الشهداء والقصاص سيقع بحق الارهابيين الذين سوّلت لهم انفسهم الاعتداء على الجيش اللبناني والشعب اللبناني".
يسجّل المصدر "الاهتمام العربي والغربي بما يقوم به الجيش في سياق الحرب على الارهاب، بحيث لم يكد يعلن عن اتمام العملية حتى كانت الاتصالات والبرقيات المهنئة بنجاح العملية، بحيث اعتبرها مرجع عسكري غربي عملية امنية احترافية بامتياز، واصفا الجيش اللبناني بأنه الجيش الوحيد في المنطقة الذي يستفيد باقصى طاقة من التدريبات والسلاح والمساعدات باحترافية قلّ نظيرها والى ابعد الحدود".
وشدد المصدر على ان "الجيش اللبناني لن يهدأ في حربه ضد الارهاب استعلاميا واستباقيا وسيتمر في تنفيذ العملية الخاطفة والاستباقية لان القرار الحاسم والجازم والنهائي انه لن يسمح لاي ارهابي بموطئ قدم في لبنان، وهي رسالة واضحة لكل من يفكر المس بامن البلد".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News