أمن وقضاء

الأربعاء 08 حزيران 2016 - 08:16 الأخبار

السجن لـ "الشيخ محسن": الوسيط الذي ذهب "فرق عملة"!

السجن لـ "الشيخ محسن": الوسيط الذي ذهب "فرق عملة"!

صدرت الأحكام في ملف عبرا بحق ٥٤ متّهماً، فحكم القضاء بسجن الوسيط الأبرز في ملف العسكريين المخطوفين. في ما يأتي، جزء مما أنجزه محسن شعبان، قبل أن ينتهي به المطاف في السجن مجدداً.

حَفَر محسن شعبان قبر الشهيد علي السيد، العسكري الذي أعدمه تنظيم «الدولة الإسلامية» في القلمون، بيديه ليلاً، لينتشل جثة الشهيد كي يُعيدها إلى أهله، بعد موافقة التنظيم المتشدد على تسليمه إياها. في إحدى المرات، حكى شعبان عن رهبته لدى بدء الحفر، بعد نجاحه مع الوسيط الذي يرافقه في إقناع أمير التنظيم بتسليمهما الجثة، بعد شهر من المفاوضات الشاقة.

روى شعبان، الشيخ الذي خلع الزيّ الديني ليتحوّل إلى ناشط إعلامي وإغاثي، كيف تهيّب الأمر بعدما تركه عناصر التنظيم يحفر الأرض وحيداً، ثم ضاعف جهده بعدما تذكّر والدة العسكري. لم يكن ذلك إنجازه الوحيد.

مع بدء مأساة العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «جبهة النصرة» في آب عام ٢٠١٣، لعب دور الوسيط في هذا الملف بعد تكليفه من قبل هيئة علماء المسلمين، فنجح في إطلاق سراح عسكريين اثنين في بداية المفاوضات وسلمهما إلى استخبارات الجيش في البقاع. كذلك انتقل إلى الأردن لحل أزمة سائقي الشاحنات العالقين على الحدود، بالتعاون مع اتحاد العشائر العربية ورئيسه في لبنان الشيخ جاسم العسكر. هذا جزء يسير ممّا في رصيد الرجل الذي يُمكن قوله الآن، لا سيما أنّ «الشيخ محسن» كان يعمل بصمت بعيداً عن الضجيج الإعلامي والتزلّف للسياسيين.

لا يُنكر أحد وجود علاقة تربط شعبان بالتنظيمات المتشددة. ربما هي البيئة التي نشأ فيها أو القرابة العشائرية التي ربطته بعدد من قادة التنظيمات المنتمين إلى عشيرته اللويس. غير أنّ أحداً لا يمكنه القول إنّ الرجل متشدد أو تكفيري. صداقاته مع الجميع ونمط حياته يؤكدان انفتاحه. في إحدى جلسات المحاكمة، وقف محسن شعبان ــ الذي شغل لفترة منصب المستشار الإعلامي للشيخ أحمد الأسير في البقاع الأوسط بتزكية من مفتي البقاع خليل الميس ــ أمام هيئة المحكمة العسكرية قائلاً: «أنا اصطحبت الشيخ أحمد الأسير إلى سوريا. ومن جوسيه والقصير، أحضرت معه السلاح. نعم هذا صحيح. ذهبت معه وجئنا بالسلاح، لكن بمواكبة سيارات قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات في طريق الذهاب، وكانوا موجودين حتى عندما عُدنا». وأضاف: «رأيت سيارات قوى الأمن ترافقنا. وقبلها كان وزير داخلية لبنان مروان شربل يزور الأسير، وصرّح للإعلام بأنّه مع تسلّح الأسير لقتال العدو الإسرائيلي. ماذا تُريدون مني أمام ذلك؟ كانت الأمور شرعية، ولهذه الغاية خرجت معه. ويوم وجّه سلاحه ضد الجيش، تركته وانسحبت». إفادة شعبان أمام العسكرية بدت أقرب إلى مرافعة دافع فيها عن نفسه، علماً بأنّه سبق أن أوقف لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يُخلى سبيله. شعبان كان بين قلة من الذين أُخلي سبيلهم في ملف معارك عبرا. ورغم أنّه لم يكن ممنوعاً من السفر، فإنه لم يترك البلاد، بل حرص على حضور معظم جلسات المحاكمة.

أمس، حُكم على شعبان بالسجن لمدة سنة. حُكمٌ لم يكن متوقعاً. ورغم أنّ البعض قد يعدّه مخفّفاً نسبة إلى باقي الأحكام، إلا أنه قاسٍ في حق شعبان الذي لعب دوراً إيجابياً في عدد من الملفات العالقة، وأبرزها ملف العسكريين المخطوفين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة