ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، لمناسبة تجديد تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، عاونه بطريرك السريان مار اغناطيوس الثالث يوسف يونان ولفيف من المطارنة والكهنة وشارك فيه السفير البابوي غبريال كاتشيا والرؤساء العامون والرئيسات العامات وحشد من المؤمنين.
وقال بعد العظة "إننا في تجديد هذا التكريس نرفع عقولنا وقلوبنا إلى أمنا مريم العذراء، ونسألها أن تضم إلى قلبها وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط، حيث الصراعات قائمة بين الخير والشر، بين النور والظلمات، وهي ظاهرة في النزاعات والحروب، في القتل والتهجير، في لغة السلاح المدمر والتعصب والعنف والإرهاب. نقدم أوطاننا ونكرسها لكِ يا مريم، نكرس شعوبها وأجيالها الطالعة؛ نكرس المسنين والمرضى والمعوقين. ثبتيهم في الإيمان والرجاء والمحبة. مسي ضمائر المسؤولين عن النزاعات والحروب ليكفوا أيديهم عن مواصلة هذا الشر، وليسعوا بروح المسؤولية إلى إيجاد الحلول السلمية، ليكفروا عن أخطائهم بإعادة جميع المهجرين والنازحين واللاجئين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم وأوطانهم، موفوري الكرامة وجميع حقوقهم كمواطنين. قودي إلى التوبة الخطأة الذين يستخفون بالله وبوصاياه وبنعمة المسيح الفادي وبرسالة الكنيسة الخلاصية".
وتابع: "بتكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر، نكرس أيضا ذواتنا ومواطنينا، مثلما كرست أنت، يا مريم، ذاتك لله ولسر تدبير الفداء والخلاص، ومثلما كرس ابنك يسوع ذاته لأبيه من أجلنا، وقد صلى: "من أجلهم أكرِس ذاتي، ليكونوا هم مقدَسين في الحق" (يو17: 19). نحن بحاجة إلى تكريس ذواتنا من أجل حماية أوطاننا وشعوبنا، ومن أجل الإنسان والإنسانية، ومن أجل إعلان الحقيقة وإحلال العدالة وتوطيد السلام، من أجل المصالحة وطي صفحة النزاع، من أجل البناء والإنماء والترقي، من أجل رفع الصوت عاليا بوجه الشر والفلتان اللاأخلاقي وانتهاك حرمة الدين والكنائس بانتفاء الحشمة والاحترام. يا قلب مريم الطاهر، المنتصر على الخطيئة والشر، ساعدنا لنغلب تهديدات الشر الذي يتأصل بسهولة في قلوب الناس، ويتناول الكنيسة ورعاتها ومؤسساتها من الداخل ومن الخارج. قوها لتغلب الشر بالخير، والخطيئة بالنعمة، والكذب بالحقيقة، والظلم بالعدالة، والبغض بالمحبة، والإساءة بالغفران. ثبتها في الأمانة لرسالتها الخلاصية ولنشر إنجيل الله، مهما اعترضها من صعوبات ومضادات ومعاكسات".
وختم الراعي: "بجميع هذه المقاصد نحتفل بتجديد تكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر، راجين أن تلتمس من ابنها الفادي الإلهي أن يظهر قدرة الفداء الخلاصية اللامتناهية وقدرة حبه الرحوم، فيوقف الشر، ويبدل الضمائر.
ومعك يا مريم نرفع إلى الله نشيد التعظيم: "تعظم نفسي الرب لأن القدير يصنع العظائم... ورحمته من جيل إلى جيل لخائفيه" (لو1: 46 و50). للآب والابن والروح القدس كل مجد وشكران الآن وإلى الأبد، آمين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News